حزب الأمة المعارض يطالب البشير بتسليم السلطة للجيش

الصادق المهدي يناشد المجتمع الدولي أن يضطلع بدوره في حماية المدنيين في السودان.
20 قتيلا بينهم عسكريون في محاولة فض اعتصام مقر الجيش

الخرطوم - طالب رئيس حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي بتحقيق دولي لكشف حقيقة الهجوم على مقر اعتصام المتظاهرين أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم.

وقال المهدي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء إن عدد القتلى وصل إلى نحو 20 متظاهرا، بينهم عسكريون أُثناء محاولة ملثمين مجهولين فض المعتصمين أمام قيادة الجيش منذ أربعة أيام .

وأضاف المهدي أن الاعتصام أمام مقر القيادة العامة يمثل استفتاء حول رغبة الشعب في تنحي النظام، ومطالبا بتحقيق دولي لكشف حقيقة الهجوم على مقر الاعتصام.

ودعا المهدي إلى الإسراع في تكوين المكتب الخاص بمجلس حقوق الإنسان في السودان وفقا للقرار الدولي، مناشدا المجتمع الدولي أن يضطلع بدوره في حماية المدنيين في السودان.

وحدد المهدي عدة خيارات أمام نظام الرئيس السوداني عمر البشير، بينها الاستمرار في المواجهة الخاسرة وسفك مزيد من الدماء دون جدوى أو تسليم السلطة لقيادة عسكرية مؤهلة تتفاوض مع ممثلي الشعب لبناء نظام جديد ومؤهل لتحقيق السلام والديمقراطية .

وأشار إلى احتمالية إقدام البشير على التفاوض بنفسه مع القوى الشعبية لإقامة نظام جديد قومي .

من جانبها دعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السلطات السودانية إلى "وقف استخدام العنف" ضد المتظاهرين الذي يطالبون برحيل الرئيس عمر البشير.
وقال تيبور ناغي، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية، في تغريدة على تويتر "ندعو حكومة السودان إلى وقف كل أشكال العنف ضد المتظاهرين، بما في ذلك الاعتصام الحالي"، بحسب قناة "الحرة" المحلية.
وحذّر مساعد الوزير من أن "أي قرار باستخدام العنف ضد المدنيين في الأيام القادمة سيؤثر على كل نواحي العلاقات الثنائية مع حكومة السودان".
وأشاد ناغي بسلمية التظاهرات التي انطلقت احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية قبل نحو أربعة أشهر، "خاصة في ظل القمع العنيف من قبل بعض المؤسسات الأمنية بحكومة السودان".

وقالت "دائرة العمل الخارجي" في الاتحاد الأوروبي، أن "الشعب السوداني برهن عن ثبات مميّز في مواجهة العقبات غير العادية التي واجهها على مدى سنوات".
وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن أعداد الذين خرجوا في الاحتجاجات منذ السبت الماضي "غير مسبوقة".
وأضاف "يجب أن تكسب الحكومة ثقة أولئك المحتجين عبر اتخاذ إجراءات ملموسة".

في المقابل  نقلت وكالة أنباء السودان عن الناطق الرسمي باسم الشرطة اللواء هاشم علي قوله الثلاثاء إن توجيهات صدرت لقوات الشرطة "بعدم التعرض للمواطنين والتجمعات السلمية".

وأضاف أن الشرطة لديها توجيهات "للقيام بواجباتها في حفظ الأرواح والممتلكات ومنع الجريمة وتنظيم المرور وإجراءات السلامة العامة".

وكانت اشتباكات تجددت فجر اليوم بين الجيش وأفراد من أجهزة أمنية حاولت تفريق المعتصمين بالقوة، ونجح الجيش في السيطرة على الوضع وطرد القوة المهاجمة.

وكان وزير الداخلية السوداني بشارة جمعة أرور صرح الاثنين بأن سبعة أشخاص لقوا حتفهم خلال تفريق احتجاجات، تخللتها أعمال عنف، في البلاد منذ السبت الماضي.

وينفذ متظاهرون منذ السبت الماضي اعتصاما مفتوحا أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني للمطالبة بإسقاط نظام البشير، وفشلت محاولات أمنية في فضه أكثر من مرة .