حزب التحرير المعزول سياسيا يجرم الانتخابات التونسية

الحزب يتهم كل الأحزاب المشاركة في الاستحقاق الانتخابي بالعمالة للغرب وللمشاريع الاستعمارية في خطاب يعكس الغيبوبة السياسية التي يعانيها قادته.
التحرير بعيد عن الواقع التونسي
المجتمع التونسي أصبح أكثر تحصينا من الخطابات المتطرفة والمتشنجة للتحرير وغيره من الاحزاب الاسلامية

تونس - اعتبر حزب التحرير(إسلامي) في تونس، الخميس، أنّ المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة يعد "جريمة" مؤكدا رفضه المبدئي لها.
وقال المنسق الإعلامي للحزب محمد شويخة، على هامش ندوة صحفية عقدت بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة الخميس إنّ"المشاركة في الانتخابات جريمة لأنها ستعمل على إفراز طبقة سياسية خادمة لمصالح للقوى الغربية".
وأوضح شويخة أنّ "كل الأحزاب المشاركة في الانتخابات تتنافس على خدمة برامج الدول الاستعمارية وهذا متجسد في الدعم اللامتناهي من هذه الأخيرة لإنجاح ما يسمى بتجربة الانتقال الديمقراطي".

ويظهر من خلال تصريح قادة حزب التحرير انعزالهم التام عن الواقع السياسي والانتخابي في تونس في ظل منافسة حادة بين مرشحين وتغطية اعلامية واسعة واهتمام شعبي بتطورات المشهد الانتخابي في البلاد.

وحزب التحرير التونسي، فرع لحزب التحرير، الذي تأسس في 1953، في القدس، على يد القاضي تقي الدين النبهاني، وترتبط أفكاره في تونس بكافة فروع الحزب في العالم، حيث يدعو إلى "استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة".
وتم منح الترخيص للحزب ذو المرجعية الإسلامية في تونس، في 17 يوليو 2012، بعد الثورة التونسية في يناير/كانون الثاني 2011.

ورفض الحزب مرارا المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المختلفة بحجة تعارضها مع مبادئ الاسلام ومع دولة الخلافة.

وكان وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الانسان السابق مهدي بن غربية هدد في 2018 برفع قضية لحل حزب التحرير وتعليقه نشاطه بسبب عدم احترامه للدستور التونسي وللنظام الجمهوري.
وقال المنسق الإعلامي لحزب التحرير أن "تونس لا تزال تحت وطأة الاستعمار والتبعية للأطراف الأجنبية التي تتدخل في تحديد استراتيجيات وبرامج الدولة وتوجهاتها وسياساتها في سن القوانين".
وأشار رئيس المكتب السياسي للحزب عبد الرؤوف العامري خلال المؤتمر إلى "التدخل الأجنبي في السياسات العامة للبلاد والذي تجسد في عدة مظاهر أهمها خلال فترة كتابة دستور 2014 ووصولا إلى تصريح السفير الأوروبي باتريس بيرغاميني منذ أيام الذي وصف تونس بجندي أوروبا ويجب دعمه حتى لا يسقط".

افكار حزب التحرير والاخوان والسلفية المتشددة تخرج من مشكاة واحدة
افكار حزب التحرير والاخوان والسلفية المتشددة تخرج من مشكاة واحدة

وتصريح قادة حزب التحرير لا تخرج من نظرياتهم القائلة بان أزمة المنطقة العربية والاسلامية انطلقت منذ سقوط الخلافة العثمانية وبداية الاستعمار وهي نظريات تتشارك فيها مع التيارات الاخوانية والسلفية المتشددة والتي لم تعد تدغدغ مشاعر الشباب التونسي المشدود اكثر الى الحداثة والفكر العقلاني التقدمي.

ودعا العامري إلى "طرد كل الطبقة السياسية وإقامة نظام إسلامي يجمع الأمة قاطبة من مشارق الأرض ومغاربها يكون ممهدا لبناء الدولة الثانية أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم"، وفق تعبيره.

ودائما ما يستغل حزب التحرير وغيره من روافد الإسلام السياسي مسالة الدين لاستقطاب الأنصار والتغلغل في المجتمعات لكن المجتمع التونسي أصبح أكثر تحصينا من تلك الخطابات المتطرفة والمتشنجة.
وفي 14 أغسطس/ آب الجاري، قبلت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ملفات 26 مرشحا من أصل 97 ملفا، للتنافس في انتخابات رئاسية تجرى جولتها الأولى في 15 سبتمبر/ أيلول المقبل.
ويتنافس هؤلاء في انتخابات كانت مقررة في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لكن تم تبكيرها إثر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي (92 عاما) في 25 يوليو/ تموز الماضي.
وتجرى الحملة الانتخابية بين 2 و13 سبتمبر، وبعد يوم صمت انتخابي، يقترع الناخبون في 15 من الشهر نفسه، على أن تعلن النتائج الأولية في 17 من ذلك الشهر.