حزب الطالباني يختار التحالف مع أنصار إيران في العراق

حزب الاتحاد الوطني الكردستاني يخير التحالف مع العامري والمالكي في مواجهة جبهة تضم الكاظمي والصدر والبارازاني.
الاكراد سيدخلون الانتخابات المقبلة منقسمين
النفوذ والتدخلات الايرانية اصبحت محددة لطبيعة العلاقة بين الكتل السياسية في العراق

بغداد - يسعى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني للمضي في تجربة سياسية جديدة عبر التحالف مع القوى الشيعية الموالية لإيران.
وقام وفد من الحزب الذي أسسه الراحل جلال الطالباني بزيارة الى بغداد في إطار المشروع السياسي الجديد وذلك تمهيدا للانتخابات البرلمانية العراقية المتوقع إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وتشير هذه المعطيات الى الخلافات داخل البيت الكردي الواحد بعد ان كانت الأحزاب والمجموعات الكردية موحدة داخليا قبل الدخول في الاستحقاقات الانتخابية.
وأمل وفد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني رسم خارطة تحالفات جديدة بلقاء قادة الكتل الشيعية في بغداد.
وتعليقا على اللقاءات قالت رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي آلاء الطالباني إن تحالف الفتح هو أقرب الأحزاب العراقية إلى الاتحاد.
ورجحت المتحدثة بان الحزب من المنتظر ان يعقد تحالفات مع هذا الفصيل السياسي بعد الانتخابات المقبلة.
وتحالف الفتح هو مزيج من الأحزاب والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ويترأسه هادي العامري زعيم منظمة بدر والذي يعتبر من الشخصيات المقربة للدوائر السياسية الايرانية.
وعقب لقاء العامري تحدثت الاء الطالباني عن التحالفات القديمة بين حزبها والقوى الشيعية القريبة من إيران قائلة " في الاتحاد الوطني لن ننسى أصدقاءنا القدامى".
وأضافت "سنكون دائما حلفاء، في الوقت الراهن وبعد الانتخابات، وأقرب التحالفات والأحزاب إلينا هو تحالف الفتح".
وتابعت المتحدثة باسم الحزب "الاتحاد سيواصل العمل مع تحالف الفتح حتى الانتخابات، فضلاً عن التحالف في مرحلة ما بعد الانتخابات".
ويرى مراقبون ان الاتحاد الوطني الكردستاني يريد من وراء تقاربه مع تحالف الفتح منافسة تحالف اخر يجمع الكاظمي – الصدر – البارزاني وهي أطراف طالبت نوعا ما بإبعاد العراق عن النفوذ الإيراني.
وعمد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني الى التقارب مع كتل بعيدة عن دائرة النفوذ الإيراني فيما خير الاتحاد الوطني أقرب إلى التحالف مع تحالف الفتح وعراقيون وائتلاف دولة القانون الذي يرأسه نوري المالكي زعيم حزب الدعوة الإسلامي.
وعلق نوري المالكي اثر اجتماعه بوفد الحزب برئاسة بافيل ابن الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني " نحن متحالفون الآن وبعد الانتخابات وهذا ليس من اليوم، بل منذ القدم".
وتشير مصادر ان التحالفات الجديدة تشير الى الانقسامات الشيعية الشيعية وكذلك الى الانقسامات الكردية الداخلية والتي تاثر كذلك على إقليم كردستان العراق وهو ما اشار اليه كفاح محمود المستشار الإعلامي لمسعود البارزاني في تصريح لصحيفة العرب قائلا بانه “في السنوات الأخيرة في بغداد كما في كردستان العراق تشتَّتَتْ معظم التحالفات الكبيرة، وقد رأينا انقسام التحالف الشيعي وكذا الحال مع التحالف الكردستاني، اللذين تحولا إلى مجموعة من الكتل التي خاضت الانتخابات وحدها”.
واكد انه أنه بعد أن كان هناك تحالف في إقليم كردستان يضم كل الفعاليات السياسية تحول هو الآخر كبقية التحالفات السياسية العراقية إلى مجاميع من الكتل أو الأحزاب.
وبالتالي فان الخارطة السياسية المقبلة في العراق سيكون محددها الابرز مدى التقارب مع ايران التي باتت مسيطرة على المشهد السياسي ومحددة لكثير من توجهاته.