حزب الله يتمسك بباسيل و'يسترضي' الحريري

الأمين العام لحزب الله يستبق مشاورات نيابية حول تكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل الحكومة بالتأكيد على أن هذا الأمر لن يكون سهلا.

نصرالله: حكومة اللون الواحد لا يمكنها أن تعالج أزمة البلاد
حزب الله يبحث عن غطاء سياسي يقيه عقوبات غربية
أزمة لبنان السياسية مرشحة للمزيد من الانسداد

بيروت - أقرّ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة بأن تشكيل الحكومة الجديدة لن يكون "سهلا"، في أوضح إشارة على حالة الانسداد السياسي قبل ثلاثة أيام من استشارات نيابية لتكليف رئيس للحكومة في ظل تعذر الاتفاق على هويته.

وقال نصرالله في كلمة ألقاها عبر الشاشة وبثتها قناة المنار التابعة لحزبه "من المفترض أن تحدث استشارات الاثنين ونأمل أن يحصل تكليف لمن تختاره أكثر الأصوات لتشكيل الحكومة"، إلا إنه نبّه في الوقت ذاته إلى أنّ "عملية التأليف لن تكون سهلة".

وشدّد على ضرورة أن تضم الحكومة اللبنانية القادمة كل الأطراف حتى تتمكن من علاج أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ عقود، مضيفا "حكومة اللون الواحد التي تضم حزب الله وحلفاءه لا يمكنها أن تعالج أزمة البلاد والأزمة تحتاج إلى تكاتف الجميع".

وأعلن أيضا أن حزب الله لا يمانع تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، إلا أنه أشار أيضا إلى أن الأخير "وضع شروطا وجدها فريقنا السياسي غير مناسبة وغير صحيحة وبعضها إلغائي".

وتابع أن حزب الله يصر على مشاركة حليفه السياسي التيار الوطني الحر في الحكومة، موضحا في الوقت ذاته أن الوضع ازداد سوء منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري من منصبه.

وتأتي تصريحات نصرالله بينما أعلن حليفه وزير الخارجية جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحرّ أن كتلته لن تشارك في الحكومة الجديدة وفق الشروط التي يطرحها الحريري.

الحريري مستعدة لتشكيل حكومة جديدة بشروط يرفضها حزب الله وحلفاؤه
الحريري مستعدة لتشكيل حكومة جديدة بشروط يرفضها حزب الله وحلفاؤه

وأضاف الأمين العام لحزب الله "كل هذا الوقت الذي ضاع سابقا وحاليا ونسأل الله ألا يضيع وقت أكثر، ضاع من طريق اللبنانيين"، في وقت يمر فيه لبنان بأزمة اقتصادية ومالية خانقة تراجعت معها قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار  وفقد آلاف اللبنانيين وظائفهم أو جزءا من رواتبهم في الشهرين الأخيرين.

وأوضح أنّه "حتى هذه اللحظة لم تتوافق الكتل النيابية على اسم"، مرجحا أن تذهب كل كتلة الاثنين إلى أن "تسمّي من تريده من دون أي توافقات مسبقة".

وشدّد على أن الأزمة الراهنة "تحتاج إلى تعاون الجميع وتكاتفهم وعدم تهرب أحد من المسؤولية"، مؤكدا رفضه تشكيل "حكومة من لون واحد"، كون هذا الخيار "غير مناسب ولا يخدم المصلحة الوطنية ولا يساعد على إنقاذ البلد في هذه المرحلة".

كما أبدى رفض حزبه إقصاء أي فريق سياسي رئيسي عن الحكومة المقبلة وتأييده تشكيل "حكومة شراكة وطنية" تضم "أوسع تمثيل ممكن" وعدم ممانعته مشاركة ممثلين عن المتظاهرين فيها، سواء برئاسة الحريري أو من يقترحه مع تيار المستقبل الذي يرأسه الأخير.

جبران باسيل يعقد جهود تشكيل حكومة جديدة
جبران باسيل يعقد جهود تشكيل حكومة جديدة

وأقرّ نصرالله الجمعة بحصول "حالات انفعال وغضب خارج السيطرة" داعيا مناصري حزبه وحركة أمل إلى "ضبط الأعصاب والصبر والتحمل"، مؤكدا أهمية أن "نحفظ الهدوء وألا ننجر إلى أي إشكال أو توتر لأنه ليس لمصلحة البلد ولا لمصلحتنا".

وكان الرئيس ميشال عون قد حدد الاثنين المقبل موعدا لإجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس للحكومة المقبلة بعد تأجيل لأسبوع جراء تعثّر القوى السياسية في الاتفاق على مرشحين تم التداول بأسمائهم.

وفي بلد يقوم على المحاصصة الطائفية كلبنان، غالبا ما يتم التوافق على اسم رئيس الحكومة قبل موعد الاستشارات التي تأتي شكلية.

وتحت ضغط حراك شعبي بدأ قبل شهرين ناقم على السلطة السياسية ومطالب برحيلها، قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته في 29 أكتوبر/تشرين الأول. ولم تتمكن القوى السياسية من التوافق على تسمية خلف له حتى الآن في وقت يطالب فيه المتظاهرون بتشكيل حكومة تضم مستقلين عن الأحزاب السياسية والسلطة الحالية.

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول تظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، قبل أن تتراجع وتيرتها مؤخرا. وبدا حراكهم عابرا للطوائف والمناطق ومصرا على مطلب رحيل الطبقة السياسية.

وتخلل التظاهرات إشكالات إثر هجوم مناصرين لحزب الله وحليفته حركة أمل لأكثر من مرة على المتظاهرين في وسط بيروت، ما استدعى تدخل الجيش والقوى الأمنية مرارا لتفريقهم.