حزب الله يسند حسان دياب برسائل تهديد لمعارضي تكليفه

نائب الأمين العام لحزب الله يتهم بعض القوى بتعطيل تشكيل الحكومة، معلنا دعمه لما سماه "حكومة الفرصة" ومحذّرا من "إعادة لبنان إلى مربع الفراغ".

حزب الله يطالب بمنح دياب المزيد من الوقت لتشكيل الحكومة
مصدر مقرب من عون يتوقع الإعلان عن الحكومة الجديدة بعد رأس السنة
حزب الله يتحدى الرفض الشعبي لتكليف دياب محذرا من محاصرته
حزب الله يلقي بثقله في دعم دياب المقرب منه والمكلف بتشكيل الحكومة

بيروت - سارع حزب الله اللبناني لإطلاق تحذيرات من أي محاولة لمحاصرة رئيس الوزراء المكلف حسان دياب بعد أن حاصر مئات المحتجين في نهاية الأسبوع منزل دياب رفضا لتكليفه بتشكيل الحكومة.

وطالب نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في بيان بتسهيل مهمة دياب في تأليف الحكومة، محذّرا من أن محاصرته ستعيد لبنان إلى الفراغ.

ويطلق حزب الله من حين إلى آخر تحذيرات اعتبرها محتجون وسياسيون رسائل ترهيب للحراك اللبناني، إلا أن الجماعة الشيعية الموالية لإيران تنفي تهديد المحتجون.

ويعتبر حسان دياب من الشخصيات المقربة من حزب الله وحلفائه ومن ضمنهم التيار الوطني الحرّ بزعامة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني ميشال عون.

حسان دياب من الشخصيات المقربة من حزب الله وحلفائه ومن ضمنهم التيار الوطني الحرّ بزعامة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني ميشال عون

ولا يلقى دياب وزير التربية والتعليم العالي السابق قبولا في الشارع اللبناني كونه مقرب من حزب الله وبالتالي فإن تكليفه يعيد الأزمة إلى المربع الأول ويعمق جراح لبنان الاقتصادية والسياسية.

وبناء على استشارات نيابية ملزمة، كلف الرئيس اللبناني منذ أسبوعين، دياب بتشكيل الحكومة بعد أن اعتذر سعد الحريري عن تشكيل الحكومة وحذّر بعدها من أن الحكومة القادمة التي يتولى دياب تشكيلها ستكون حكومة باسيل.

وأشار نعيم قاسم إلى أنه "من الطبيعي أن يحتاج بعض الوقت بسبب الاتصالات التي يجريها لتمثيل أوسع على المستويين السياسي والشعبي".

وعبّر في بيان عن استغرابه من الضغوط التي يمارسها البعض على دياب في الوقت الذي كانوا فيه يمنحون غيره شهورا.

وتساءل دون أن يذكر الحريري بالاسم "كيف يعدُّ له بعضهم الأيام (في إشارة إلى حسان دياب) وقد كانوا يتجاوزون الشهور بسبب مصالحهم الضيقة".

ولفت نعيم قاسم إلى أنه "من حق الرئيس المكلف ومسؤوليته أن يتشاور مع شرائح المجتمع وسياسييه، لكنَّه ليس مسؤولا أن يقف عند فيتو الرافضين الذين قرروا عدم المشاركة، هم يتحملون مسؤولية رفضهم وهو مسؤول عن تقديم الحكومة التي توصل إليها بالتشاور مع رئيس الجمهورية إلى المجلس النيابي لنيل الثقة".

وتشير تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله إلى وجود خلافات عميقة بين القوى السياسية حول تكليف دياب بتشكيل الحكومة وهو ما يدفع الأزمة السياسية للمزيد من التأزيم.

ويلقي حزب الله بثقله في دعم دياب تحت عنوان حماية لبنان من الانزلاق للفراغ والفوضى، إلا أن رسائله توحي بكل قوة إلى تهديدات مبطنة لترهيب الحراك الشعبي والقوى السياسية المعارضة لتولي دياب تشكيل الحكومة.

وثمة انقسام في الشارع وبين القوى السياسية بشأن تأليف دياب للحكومة المقبلة، لكن مصدرا مقربا من الرئيس ميشال عون رجّح أن يتم الإعلان عن الحكومة الجديدة بعد رأس السنة.

وأعلن قاسم عن موقف حزب الله في هذا السياق بالقول "إذا كان الخيار بين فيتو التعطيل وبين الحكومة، فنحن مع الحكومة وإذا كان الخيار بين الفوضى وبين البدء بالحل، فنحن مع الحل".

وتابع "إذا كان الخيار بين حكومة تصريف الأعمال التي لا تتابع أمور البلد ومشاكله وبين حكومة الفرصة للمعالجة والإصلاح فنحن مع حكومة الفرصة. "

نعيم قاسم يسوق حسان دياب كخيار وحيد لمنع عودة لبنان لمربع الفراغ والفوضى
نعيم قاسم يسوق حسان دياب كخيار وحيد لمنع عودة لبنان لمربع الفراغ والفوضى

وأضاف "إذا كان الخيار بين الاستغلال السياسي لتفاقم الجوع وزيادة عدد العاطلين عن العمل وبين وضع حد لوجع الناس وآلامهم، فنحن مع وضع الحد وتشكيل الحكومة وهو الممر الحصري لذلك".

ورسم نعيم قاسم صورة قاتمة للوضع العام في لبنان في محاولة لإسناد "حكومة الفرصة" وللترويج لها في خضم الرفض الشعبي والانسداد السياسي.

وقال "لبنان لا يحتمل المزيد من التهديم والتعطيل ورغم الطروحات الكثيرة التي ملأت الساحة بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، فقد أدرك الجميع أن الخطوة الإنقاذية تبدأ بتشكيل حكومة كفاءات وقادرة على السير في الإصلاحات التي تعالج الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية".

وستخلف هذه الحكومة حكومة الحريري التي استقالت في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تحت وطأة احتجاجات شعبية مستمرة منذ السابع عشر من ذلك الشهر.

ويعيش لبنان أزمة اقتصادية خانقة وغير مسبوقة لم يشهدها حتى خلال الحرب الأهلية التي امتدت من 1975 حتى عام 1990.

وتطالب الدول المانحة بتشكيل حكومة وتنفيذ الإصلاحات التي أعلنها الحريري قبل استقالته، كشرط للإفراج عن حزمة قروض ومنح بمليارات الدولارات.

وتبقى هذه القروض عالقة إلى حين تشكيل حكومة والبدء في تنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي سبق أن فجر احتجاجات في الشارع اللبناني.