حزب الله يلتف على العقوبات متسترا بمظلّة 'حكومة كل لبنان'

اضطلاع حزب الله بدور أكبر في الحكومة يشير إلى تنامي الرغبة لديه في تشكيل شؤون الدولة بعد النفوذ العسكري الذي اكتسبه من الحرب الأهلية في سوريا.
نصرالله: حزب الله لن يستخدم أموال وزارة الصحة لمصلحته الخاصة
حزب الله ينفي أن تكون الحكومة الجديدة حكومة حزب الله
نصرالله يروّج لحكومة الوحدة لضمان عدم انقطاع التمويل الدولي

بيروت - قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم الاثنين إن الحزب لن يستخدم أموال وزارة الصحة لمصلحته الخاصة، مضيفا أن وزير الصحة الجديد مقرب من حزب الله، لكن ليس عضوا في الحزب.

وحصل حزب الله الذي يملك ترسانة كبيرة من الأسلحة على ثلاثة مقاعد في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي تشكلت الأسبوع الماضي بعد أشهر من المشاحنات السياسية.

واختار الحزب المدعوم من إيران جميل جبق وزيرا للصحة، لتكون بذلك المرة الأولى التي يتولى فيها وزارة ذات ميزانية كبيرة.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد طالبت الحكومة اللبنانية الجديدة الأسبوع الماضي بضمان عدم ذهاب موارد الحكومة لدعم حزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.

واستهدفت الولايات المتحدة حزب الله بعقوبات جديدة في إطار إستراتيجيتها لمواجهة طهران.

ويشير اضطلاع حزب الله بدور أكبر في الحكومة إلى تنامي الرغبة لديه في تشكيل شؤون الدولة بعد النفوذ العسكري الذي اكتسبه من الحرب الأهلية في سوريا.

وقال نصر الله إن الحزب اختار وزيرا للصحة مقربا من الحزب وليس عضو فيه حتى تتسنى له حرية الحركة والسفر والاتصال.

انخراط حزب الله في الصراعات الاقليمية يفاقم أزمات لبنان
حزب الله ألقى بثقله العسكري في الحرب السورية دعما لنظام الأسد

وأَضاف "بالفعل أخونا الدكتور جميل وزيرا ليس حزبيا ولم يعمل في تشكيلات حزب الله. طبعا هو أخ وصديق ومقرب وموثوق ومتدين وموضع ثقة وكفء إن شاء الله ونعلق على تحمله المسؤولية آمالا كبيرا لكن هو شخصية ومقربة وليس حزبيا".

وذكر أن أموال الوزارة هي أموال الدولة وأموال الشعب "ولا يجوز شرعا التصرف في أموال الدولة خارج إطار ما يسمح به القانون."

وقال نصر الله إن الأولوية الأولى للحكومة الجديدة يجب أن تكون مكافحة الفساد والهدر المالي مشيرا إلى أنه يوجد إجماع على "وجود خطر اقتصادي ومالي".

وتعهد رئيس الوزراء سعد الحريري المدعوم من الغرب بإصلاحات جريئة تحتاجها البلاد بدون تأخير لمعالجة المشكلات الاقتصادية التي تواجه الدولة المثقلة بالديون.

وطالب نصر الله القوى المشاركة في الحكومة الجديدة بـ"التعاطي بإيجابية مع القلق الموجود لمعالجته".

وقال إن الحكومة أمام "رهانات كبيرة" قبل أن يضيف "نحتاج إلى الهدوء والابتعاد عن السجالات الإعلامية".

ورأى أن على رأس أولويات الحكومة هو الوضع الاقتصادي، لافتا إلى أنه "في مقدمة تحسين الوضع هو مكافحة الفساد والهدر".

وطالب بـ"معالجة القضايا الكبرى بمنطق التفهم والتوافق وليس على قاعدة الغلبة والحسم"، مشددا على أن هذه الحكومة "مؤلفة من القوى السياسية ونحن كحزب الله إحدى مكوناتها".

ونفى أن تكون الحكومة الجديدة حكومة حزب الله، كما يدعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره.

وكان نصر الله يشير إلى ما قاله نتنياهو بأن "انضمام حزب الله للحكومة اللبنانية يعني سيطرة إيران على لبنان".

ودعا أمين حزب الله قوى الداخل ممن يتهمون الحكومة بأنها حكومة حزب الله، إلى التوقف عن ذلك لأنه لا يخدم البلاد.

وبعد تعثر دام نحو 9 أشهر، توصلت القوى السياسية الخميس الماضي إلى تشكيلة حكومية تقدم بها سعد الحريري إلى الرئيس ميشال عون وتشمل جميع الأحزاب السياسية.

وحصل حزب الله على 3 حقائب وزارية في الحكومة الجديدة من أصل 30 حقيبة هي وزارة الشباب والرياضة يقودها محمد فنيش ووزارة الصحة ويقودها جميل جبق وحقيبة أخرى تولاها محمود قماطي بمنصب وزير دولة لشؤون مجلس النواب.