حزب تونسي يدعو إلى موقف رسمي من دعم أردوغان للإرهاب

موقف حزب حركة مشروع تونس من النظام التركي يأتي على اثر عملية انتحارية مزدوجة استهدفت أمنيين قرب محيط السفارة الأميركية.
مصر والسعودية تدينان الاعتداء الإرهابي في تونس
واشنطن تثني على تحرك تونس السريع في حماية سفارتها
تونس تتحفظ على هوية منفذي الهجوم الانتحاري في انتظار استكمال التحقيق
التدخل التركي في ليبيا ينعش الإرهاب ويهدد دول الجوار الليبي

تونس - طالب حزب حركة مشروع تونس الجمعة في بيان على اثر العملية الإرهابية المزدوجة التي قتل فيها رجل أمن وأصيب فيها 6 آخرون قرب محيط السفارة الأميركية، بموقف واضح من النظام التركي الذي ينقل الإرهابيين إلى ليبيا.

وقال الحزب في بيانه الذي نشره على صفحته الرسمية بفايسبوك "تؤكّد (حركة مشروع تونس) أن الحرب على الإرهاب هي وطنيّة وإقليميّة وعالميّة وتدعو في هذا الإطار لاتخاذ موقف رسمي واضح ضد الدّول التي تساند الإرهاب وتنقل الإرهابيين بما فيهم النظام التركي الذي تهدّد سياسته الخرقاء في ليبيا الأمن الوطني التونسي".

وكان يشير بذلك إلى التدخل العسكري التركي في الجارة ليبيا ونقله مرتزقة من الجماعات السورية المتشددة إلى الغرب الليبي دعما لحكومة الوفاق الوطني في مواجهة القوات الليبية المسلحة التي يقودها المشير خليفة حفتر والتي أطلقت منذ ابريل/نيسان من العام الماضي عملية عسكرية لتطهير طرابلس من الإرهاب.

وكانت العديد من دول العالم قد حذّرت من أن التدخل التركي في الصراع الليبي يؤجج الصراع وينعش الإرهاب والتطرف في المنطقة ويشكل خطرا على أمن دول الجوار الليبي.

ويرتبط النظام التركي بعلاقات وثيقة مع جماعات الإسلام السياسي في العالم العربي بما في ذلك حركة النهضة التونسية الممثلة في حكومة الياس الفخفاخ بست حقائب وزارية والتي تهيمن على البرلمان التونسي.

وكانت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس في ديسمبر/كانون الأول 2019 قد أثارت جدلا حادا ونددت بها أحزاب سياسية ومنظمات من المجتمع المدني اعتبرتها محاولة لاستثمار العلاقة مع النهضة وتهيئة لإقامة منصة للتدخل في الشأن الليبي.

وأججت زيارة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي يشغل منصب رئيس البرلمان إلى اسطنبول ولقائه بأردوغان عقب سقوط حكومة الحبيب الجملي التي قدمتها الحركة، السجالات السياسية.

وقالت حركة مشروع تونس في بيانها "على إثر العمليّة الإرهابيّة الغادرة التي حصلت اليوم (الجمعة) بتونس العاصمة، فإنّ الحركة تدين هذه الجريمة التي تؤكّد أنّ الخطر الإرهابي متواصل ويتطلّب أقصى درجات التأهب والاستعداد والعمل الاستباقي".

وأضافت "تحيّي قوات الأمن التّي أفشلت بشجاعتها ويقظتها وحرفيّتها العنصر الإرهابي من تنفيذ مخطّطه وتشدّ على أيدي الأبطال الجرحى. وتشير إلى أنّ الإرهاب فكر وممارسة وأنّ التكفير الذي ارتفع صوته أخيرا في البرلمان التونسي هو أحد أدواته الرّئيسيّة لذلك يتوجّب تطبيق قانون مكافحة الإرهاب بصرامة على كلّ من يروّج أو يدعم الإرهاب قولا وفعلا".

وقد ااعتبرت السفارة الأميركية في تونس الجمعة، أن قوات الأمن التونسية برهنت عن "حرفية عالية" في التدخل لدى حدوث تفجير انتحاري استهدف دورية أمنية بمحيطها قبل ساعات.

وجاء ذلك في بيان صادر عن السفارة بعد ساعات من تفجير انتحاري استهدف دورية أمنية قرب محيطها وأسفر عن مقتل ضابط (إضافة للانتحاريين الاثنين)، وإصابة 5 أمنيين وامرأة.

ونقل البيان عن السفير الأميركي لدى تونس دونالد بلوم قوله إن "قوات الأمن التونسية برهنت عن حرفية عالية وشمول في التدخل لدى حدوث التفجير الانتحاري".

وجدد بلوم التأكيد على التزام بلاده بصداقتها طويلة الأمد مع تونس وتحالفها معها ضد آفة الإرهاب.

وتابع "نشعر بالغضب من هذا الهجوم وتلقينا ببالغ الأسى نبأ وفاة الملازم أول توفيق الميساوي ونقدم خالص التعازي لعائلته وزملائه".

وأعلن أيضا أنه تم التحقق من سلامة جميع موظفي السفارة، معربا عن شكره لـ"السلطات التونسية على تأمينها الفوري للسفارة الأميركية واستجابتهم السريعة للتحقيق في الوضع".

وفي تصريحات إعلامية سابقة رفض وزير الداخلية التونسي هشام المشيشي الكشف عما توصلت إليه الأبحاث بشأن هوية المنفّذين، قائلا إنه "لا يمكن تقديم معطيات أكثر حول هوية منفذي العملية والأبحاث جارية بصفة عادية".

وأدانت مصر والسعودية بأشد العبارات الهجوم الإرهابي. وأكدت الخارجية المصرية في بيان رفضها التام لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف وتضامنها مع تونس في مواجهة آفة الإرهاب البغيضة.

وجددت وزارة الخارجية السعودية التأكيد على موقف المملكة الرافض لكافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، مؤكدة وقوف المملكة إلى جانب تونس في مواجهة كل ما يعكر صفو أمنها واستقرارها.