حزمة اتفاقيات بين الإمارات والكويت ترفع مستوى التعاون الإستراتيجي

الامارات والكويت توقعان اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت الطاقة والاقتصاد والتعاون بين الأكاديميات والمعاهد الدبلوماسية في البلدين وغيرها.

الكويت – حملت زيارة نائب رئيس الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إلى الكويت عنوانا عريضا غير معلن "حزمة اتفاقيات ترسخ التعاون والمصالح المشتركة بين البلدين على مختلف الأصعدة"، لتعكس نموذجاً من العلاقات المتميزة في التعاون الإستراتيجي والتكامل العميق.

وترتكز العلاقات بين الكويت والإمارات على أسس متينة من الأخوة والتاريخ المشترك، إلى جانب المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية التي تجمع بين البلدين. وقد شهدت هذه العلاقة تطورًا ملحوظًا مما جعلها من أقوى العلاقات الثنائية في منطقة الخليج العربي.

وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية إن الجانبين استعرضا "مختلف أوجه التعاون والعمل المشترك بين البلدين، وفرص تعزيز آفاقهما خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية، بما يحقق مصالحهما المشتركة".

وتبادلا أيضا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية”، وفق وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)".

وبدت أهمية الزيارة وأهدافها واضحة في حجم الوفد الإماراتي الرسمي الذي رافق الشيخ منصور بن زايد حيث ضم كلاً من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش وعبدالرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع ووزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، وسهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية ود.سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وشما المزروعي وزيرة تمكين المجتمع وسارة الأميري وزيرة التربية والتعليم وعبدالله النعيمي وزير العدل ومحمد السويدي وزير الاستثمار وخليفة شاهين المرر وزير دولة وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الإماراتية.

وبوجود هذه الشخصيات البارزة تم توقيع 12 مذكرة تفاهم جديدة بين الكويت والإمارات الثلاثاء، في العديد من المجالات، أبرزها النقل والتنمية الاجتماعية والصناعة والتكنولوجيا والتربية والطاقة وتشجيع الاستثمار والصحة وحماية البيانات في المشاريع الأمنية.

وتعتبر الاتفاقيات الجديدة استكمالا لمسيرة التعاون حيث توجد استثمارات متبادلة بين القطاعين العام والخاص في البلدين. كما يعمل عدد كبير من الشركات الكويتية في الإمارات، خاصة في إمارة دبي، وفي المقابل تستثمر شركات إماراتية في قطاعات مختلفة داخل الكويت. ويبلغ التبادل التجاري بين البلدين مليارات الدولارات سنويًا.

وتنوعت تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والشراكات، لتشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فعلى الصعيد الدبلوماسي تم توقيع مذكرة تفاهم بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومعهد سعود الناصر الدبلوماسي، وقعها وزير الخارجية عبدالله اليحيا وخليفة المرر وزير دولة بوزارة الخارجية الإماراتية.

وفي مجال النقل البري وأصول الطرق، وقعت وزيرة الأشغال العامة د.نورة المشعان، مذكرة تفاهم مع وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي.

ووقعت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د.أمثال الحويلة، ووزيرة تمكين المجتمع الإماراتية شما بنت سهيل المزروعي، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشؤون والتنمية الاجتماعية.

وفي مجال الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وقع وزير التجارة والصناعة خليفة العجيل، مذكرة تفاهم مع وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي د.سلطان الجابر.

وضمت مذكرات التفاهم أيضا التعاون في المجال التربوي والتعليمي، ومجال النفط والغاز ومجال الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل، وتشجيع الاستثمار المباشر، والتعاون في مجال مكافحة الاتجار بالبشر والمجال القانوني، إضافة إلى القطاع الصحي ومجال حماية البيانات والمعلومات المتبادلة في المشاريع الأمنية المشتركة.

وشهدت العلاقات بين الكويت والإمارات محطات تاريخية رسّخت مكانة البلدين كشريكين أساسيين في المنطقة، في ظل الحرص المتواصل من قيادتي البلدين على تعزيز أواصر الأخوة والتعاون، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية في شتى المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين، ويساهم في استقرار المنطقة وازدهارها. ووقع البلدان خلال تلك العقود عدداً كبيراً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي تستهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية الشاملة، وتوطيد العلاقات الوثيقة بينهما، والدفع بها نحو آفاق أرحب.

وتُولي الدولتان اهتمامًا كبيرًا بالتعاون الثقافي والتعليمي، حيث يتم تبادل الوفود الطلابية والمشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية. وتوجد اتفاقيات للتعاون في مجالات التعليم العالي، والبحث العلمي، والإعلام. كما تُعزز الفعاليات المشتركة مثل معارض الكتب والمهرجانات الفنية أواصر التواصل بين شعبي البلدين.

وعززت الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين العام الماضي العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وأضفت أبعاداً جديدة على الشراكة الاستراتيجية المتجذرة، حيث حفلت باتفاقيات ومذكرات تفاهم في مختلف المجالات.

وشهدت الزيارة التي قام الشيخ مشعل الأحمد، إلى الإمارات في 5 مارس/آذار 2024، محادثات مع الرئيس الاماراتي الشيخ محمد بن زايد، بحثا خلالها العلاقات الثنائية والتعاون الوثيق بينهما في المجال السياسي والقنصلي والدبلوماسي والاقتصادي والتجاري والمالي والاستثماري، والقطاع الخاص والطاقة والأمن السيبراني والاتصالات والتكنولوجيا والنقل البحري والموانئ، إضافة إلى مجالات التعاون الأخرى العديدة وسبل تطويرها.

وأشاد الجانبان في البيان بنمو العلاقات التجارية والاستثمارات الثنائية، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية السلعية غير النفطية بينهما في عام 2023 نحو 12.2 مليار دولار، بنمو نسبته 2 بالمئة مقارنة بعام 2022.

وفي الجانب الدفاعي والأمني، أكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون الدفاعي، والتصدي للإرهاب وتبادل الخبرات في مجال أمن الحدود.

وفي ما يخص الأزمات الإقليمية، يؤكد الجانبان دعمهما للأمن والاستقرار في المنطقة، وأهمية تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية في حل الخلافات والنزاعات، وفتح قنوات التواصل لبناء جسور الشراكة والتعاون، وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي.

كما مثلت زيارة الدولة، التي قام بها الرئيس الإماراتي إلى الكويت في نوفمبر الماضي، خطوة مهمة في مسار تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين.