حسابات سياسية وراء إفراج الحوثيين عن عشرات الأسرى

الحوثيون يركزون جهودهم لتوسيع مجال استهداف السفن التي شملت البحر المتوسط وبحر العرب إضافة إلى البحر الأحمر.

صنعاء - قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن الأحد إن 113 محتجزا أفرج عنهم من جانب واحد، في بادرة يقول متابعون أنها تحمل رسائل سياسية للسعودية باستعدادها للحوار والتهدئة بالتزامن مع تصعيد هجماتها على السفن التي طالت ثلاث بحار.

وذكرت اللجنة “جرى اليوم في صنعاء باليمن الإفراج عن 113 محتجزا على خلفية النزاع في عملية من جانب واحد. قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدعم للمحتجزين لضمان إطلاق سراحهم بطريقة إنسانية وكريمة”

والسبت أعلن الحوثيون عن نيتهم الإفراج عن أسرى من القوات الموالية للحكومة اليمنية.  وقال رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثي عبد القادر المرتضى، في بيان الجمعة إنهم سيطلقون سراح 100 أسير من قوات الحكومة السبت.

من جهتها، علقت الحكومة اليمنية السبت على مبادرة الجماعة متهمة إياها بالتهرب من تنفيذ التزاماتها في ملف المختطفين والأسرى.

وقالت الحكومة في منشور لرئيس وفدها المفاوض بشأن الأسرى والمختطفين يحيى كزمان، إن "مليشيات الحوثي تتهرب من تنفيذ التزاماتها بشأن الأسرى".

وأضاف في منشور عبر منصة إكس إن الحوثي "تتجه نحو خلق مسرحيات مكشوفة ومفضوحة من خلال خطف المواطنين من منازلهم ومقرات أعمالهم ومن الجامعات والطرقات". وأوضح "تستخدم الجماعة هؤلاء كوسيلة ضغط وابتزاز سياسي"، منوها إلى أن الخطوات الأولى في حلحلة الملف يبدأ من تنفيذ الميليشيات بالكشف عن مصير المخفيين.

وسبق أن نفذ الطرفان عدة صفقات لتبادل الأسرى، بجهود محلية وأممية، إذ قدم الجانبان خلال مشاورات برعاية أممية في السويد عام 2018، قوائم تضم أسماء ما يزيد على 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف.

ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد أسرى الطرفين، لا سيما أن آخرين وقعوا في الأسر بعد هذا التاريخ.

وفي 20 مارس/ آذار 2023، اتفقت الحكومة اليمنية مع الحوثي على الإفراج عن 887 أسيرا ومختطفا من الجانبين، بختام مشاورات عقدت في سويسرا بهذا الخصوص.

وفي 16 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت الحكومة الشرعية اكتمال دفعة أولى من عملية تبادل أسرى مع الحوثيين، شملت نحو 900 أسير من الجانبين، عقب مشاورات أُجريت بسويسرا في 20 مارس/ آذار الماضي.

ومن بين الذين تم إطلاق سراحهم عدد من أسرى التحالف العربي، وناصر منصور (شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي)، ووزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، وأولاد نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، وأولاد نائب رئيس مجلس القيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح.

وقال متابعون أن مبادرة الحوثيين هي مسعى لتهدئة غير معلنة، لتركيز جهودهم على الجانب الآخر المتعلق وتوسيع مجال استهداف السفن التي شملت البحر المتوسط وبحر العرب إضافة إلى البحر الأحمر.

وأعلنت جماعة الحوثي الجمعة، استهداف سفينتين إسرائيليتين في البحرين العربي والمتوسط، وثالثة في البحر الأحمر تابعة لشركة يونانية سبق أن قامت بإيصال سفن إلى الموانئ الاسرائيلية.

جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع، ألقاه أمام مظاهرة شارك فيها الآلاف بصنعاء، تضامنا مع غزة.

وقال سريع إن “القوات المسلحة اليمنية (التابعة للحوثيين) نفذت ثلاث عمليات نوعية على ثلاث سفن في البحرين الأحمر والعربي؛ والبحر الأبيض المتوسط”.

وقالت القيادة المركزية الأميركية الجمعة إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن على البحر الأحمر في 23 مايو/أيار لكن لم ترد أنباء عن إصابات أو أضرار. وأظهرت بيانات ملاحية أن ناقلة الغاز النفطي المسال “إسيكس” التي ترفع علم ليبيريا كانت راسية قبالة ساحل ميناء الإسكندرية المصري في البحر المتوسط الجمعة.

واندلع النزاع في اليمن، في عام 2014، مع سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة اليمنية الشرعية.

وخلّف النزاع مئات آلاف القتلى لأسباب مباشرة وغير مباشرة بينها الجوع والمرض ونقص مياه الشرب ودفع كثيرين إلى النزوح، بحسب الأمم المتحدة.