حسن أكرم: نحن نُعيد تدوير الكلمات نفسها منذُ هوميروس

الكتابة الروائية إضافة إلى التجربة الحياتية تتطلبُ وعياً بآلياتها وتراكم الخبرة حول التصميم والتحرك في المساحة.
فجأة تنوي أن تقرأ لباموق، ويتغير كل شيء
مسكت الكتاب بيدي وقلتُ في نفسي وأخيرًا عرفتُ الطريق ساغدو كاتبًا

الكتابة الروائية إضافة إلى التجربة الحياتية تتطلبُ وعياً بآلياتها وتراكم الخبرة حول التصميم والتحرك في المساحة لذا مع تزايد الإهتمام بفن الرواية وتصاعد الإصدارات الروائية تقيمُ الورشات لكتابة الرواية. ربما المصدر الأساسي الذي يستمدُ منه الروائي موضوع عمله هو تجاربه الشخصية وهذا الأمر يتمثلُ في باكورة أعماله أكثر.
حول حيثيات خصوصيات كتابة الروائية الأولى كان لنا حوار مع الكاتب العراقي حسن أكرم الذي صدرت له روايته الأولى "خطة لإنقاذ العالم".
حول علاقته بفن الرواية قبل أن ينشر "خطة لإنقاذ العالم" قال حسن: إن البداية كانت مع نصوص محلية تسقط بين يدي من تكاثف اقتراحات الأصدقاء، ثم فجأة تنوي أن تقرأ لباموق، ويتغير كل شيء، أتذكر تلك اللحظة الرومانسية التي عرفتُ فيها وجهتي، حين أجهزت على كتاب "متحف البراءة". مسكت الكتاب بيدي وقلتُ في نفسي وأخيرًا عرفتُ الطريق ساغدو كاتبًا.
عن تأثره في تجربته الأولى بأعمال معينة أو مصادفته لحدث ألهمه فكرة كتابة الرواية لفت حسن إلى التواصل مع نصوصه المؤسسة مضيفا: نحن نُعيد تدوير الكلمات نفسها منذُ هوميروس حتى اليوم، لذا أعترف أنني أحاول أن أكتب الكُتب نفسها التي نُشرت من قبل. أما فيما يخص الحدث الذي لا يمكن التعبير عنه إلا في الشكل الروائي، لربما كان ولادتي. 

 رواية
أروهان باموق

سألناه عن رأيه بشأن تسمية النقاد للرواية الأولى بأنها تعبرُ عن حياة صاحبها قال أكرم موضحاً: عندما كَتبتُ روايتي الأولى كنت واعياً جدًا بذلك، ولم أُفكر في مقاومته، لكن أزعمُ إنني سخرتهُ لصالحي. بالفعل الرواية كانت عني أنا "حسن" نفسه، وعن مدينتي وأهلي، لكن لم تكن الحياة التي عشتها في الواقع، كانت الحياة التي وددتُ أن أعيشها، حياة سحرية. 
أما فيما يتعلق بتصاعد الإصدارات الروائية وتحول الرواية إلى الشكل الأدبي الأثير لدي الجمهور القراء قدم حسن أكرم رأيه قائلاً: الرواية هي الحكاية نفسها التي تداولها الإنسان القديم مع أفراد عائلته في الكهف، يسرد عن مهاراته في الاصطياد والقتال، والبشر بشكل عام لديهم رغبة فطرية بحكي الحكايات وسماعها، هذا ما يميزنا عن باقي الأجناس، أننا لنا حكاية معروفة ومدونة، وهذا يفسر رواج الرواية (التي هي امتداد لحكايات الكهف) في هذا الزمن وفي كل الأزمان.
وعن دور الورشات الرواية في تنشأة الوعي الإبداعي وما يمكن أن يكتسبه المشارك في تلك النشاطات من الخبرة والإمكانية رأي حسن أن في  تلك الورشات بيئة جيدة للقاء أُناس يشاركونك نفس الهم والرغبة، مجتمع يدعمك ويتعامل معك ككاتب رغم أنك لم تنجزُ شيئاً بعد. في الورشات أيضًا يخبرونك بما ينقصك، تطّلعُ على عثراتك وتُصوبها. 
غير ذلك، أعتقد أن تجربتي في العمل الصحفي أضافت لي الكثير، إنها ورشة كتابة احترافية دائمة.