حفتر يعزز التعاون العسكري مع روسيا رغم المخاوف الأميركية

قطعتان حربيتان روسيتان تصلان إلى قاعدة طبرق البحرية في تأكيد على تصاعد الاهتمام الروسي بالساحة الليبية.

طرابلس - يثير تعزيز التعاون العسكري بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وروسيا مخاوف أميركية وغربية كبيرة من تغلغل النفوذ الروسي في شمال افريقيا خاصة بعد تقارير عن عقد اتفاقيات عسكرية مشتركة وكذلك حديث عن عزم موسكو اقامة قاعدة بحرية في شرق البلاد.
ومثل وصول قطعتين حربيتين روسيتين "في زيارة عمل" إلى قاعدة طبرق البحرية شرق البلاد وفق ما أعلنت رئاسة أركان القوات البحرية التابعة لـ"القيادة العامة" مثالا حيا عن حجم الاهتمام الروسي بليبيا والذي سيفتح المجال للتغلغل في كامل القارة السمراء ويهدد دول شمال المتوسط.
وتدخلت روسيا في الازمة الليبية منذ سنوات حيث دعمت قوات الجيش الوطني الليبي في القتال ضد قوات الوفاق الوطني وهو دعم اثار مخاوف واشنطن وكان من بين الأسباب التي افشلت جهود السيطرة على العاصمة طرابلس وتحرير المنطقة الغربية من نفوذ وسطوة الميليشيات.
ومثل ذلك الدعم ركيزة أساسية لمزيد التعاون العسكري في السنوات التي تلت الحرب حيث أدى حفتر زيارات عديدة الى موسكو والتقى المسؤولين الروس من بينهم الرئيس فلاديمير بوتين.
ويتمركز عناصر فاغنر الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).
وكشف تقرير ألماني نشر مؤخرا عن اعتزام روسيا إنشاء قاعدة بحرية عسكرية في ليبيا، ما أثار مخاوف الغرب، لكن سفير موسكو لدى طرابلس نفى الأمر، مشيرا إلى أن "الاتهامات الغربية بتمدد روسيا العسكري في شرق ليبيا تهدف إلى تبرير وجودهم في بعض الدول"، وفق موقع أخبار شمال أفريقيا.
ويقول الجيش الليبي في بيان الاثنين ان القطعتين الحربيتين الروسيتين هما "هما الطراد "فارياج" والفرقاطة "الأدميرال شباشنيكوف" حيث قالت رئاسة أركان القوات البحرية الليبية عبر صفحتها على "فيسبوك" أن الزيارة "تهدف إلى تأكيد علاقات التعاون والتنسيق بين البحريتين الليبية والروسية في مجال التدريب والصيانة وتقديم الدعم الفني واللوجستي، وتبادل الخبرات والمعلومات والتعاون في مجال الأمن البحري، بما يخدم مصالح البلدين".

وكشفت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة بدورها عن اهداف الزيارة قائلة أنها " تأتي تعزيزاً للعلاقات بين القيادة العامة وروسيا الاتحادية، وضمن الخطوات العملية لتعزيز التعاون بين روسيا وليبيا، واستعادة علاقات الصداقة الطويلة الأمد، وتقديم الخبرات الروسية، بهدف تعزيز سيادة واستقلال الدولة الليبية وقواتها المُسلحة" منوهة ان الزيارة تأتي كذلك "في إطار هذا التعاون جرى إيفاد 250 طالباً وضابطاً للدراسة في الأكاديميات العسكرية بروسيا الاتحادية، من بينهم 100 طالب وضابط في الأكاديميات البحرية الروسية".
ومثل هذا التعاون يثير قلق واشنطن وكذلك انتقادات المسؤولين الاميركيين حيث حذّرت جينيفر جافيتو المرشحة لتولي منصب السفيرة فوق العادة ومفوضة الولايات المتحدة لدى ليبيا الأسبوع الماضي من تنامي الحضور الروسي والصيني في البلاد من بوابة الاستثمارات والاتفاقيات العسكرية.
وقالت السفيرة الأميركية في افادة امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي أن روسيا عززت وجودها العسكري في ليبيا من خلال دمج قوات "فاغنر" شبه العسكرية في نشاط أوسع، موضحة أن موسكو تسعى إلى خلق صناعة دفاعية أكثر انفتاحا مع الجهات الليبية، في سياق مخطط روسي لزعزعة استقرار الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي "ناتو".
وتؤكد واشنطن على سعيها لتعزيز التعاون العسكري مع ليبيا لمواجهة ظواهر الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب.
وكانت الولايات المتحدة قد أجلت موظفيها الدبلوماسيين في العام 2014 على إثر اندلاع اشتباكات عنيفة في طرابلس، بداية إلى مالطا ثم لاحقا إلى تونس حيث يعملون في ما يعرف بـ"المكتب الخارجي الليبي".