حفصية حرزي تشارك في 'مدام كلود' القوّادة الأشهر في فرنسا

ممثلة من أصول تونسية وجزائرية تشارك في فيلم جديد يتناول سيرة فرناند غروديه وادراتها لشبكة دعارة ينتمي زبائنها إلى الوسط السياسي.
الرئيس الأميركي جون كينيدي وشاه إيران من زبائن 'مدام كلود'

باريس - تشارك الممثلة التونسية الشابة حفصية حرزي في الفيلم الجديد الذي يتناول سيرة "مدام كلود" التي عُرفت في فرنسا بأنها "قوّادة الجمهورية" خلال الستينات والسبعينات.
‏ وحفصية حرزي الحاصلة على الجنسية الفرنسية، ولدت في مانوسك، وهي من أب تونسي وأم جزائرية.
ولم تنجح حفصية في البرهنة على موهبتها في مجال التمثيل في بداية مشوارها ولعبت العديد من الأدوار الثانوية والصغيرة في مجموعة من الأفلام.
كما لم تنجح في وضع بصمتها الخاصة على الرغم من مشاركتها في المسلسل الفرنسي الشهير "الحياة أفضل".
الا أنها تمكنت تدريجيا من لفت الأنظار إليها ونجحت في أدوار البطولة في مجموعة من الاعمال السينمائية منها "كسكسي بالبوري" للمخرج عبداللطيف كشيش و"فجر العالم".
و"فجر العالم" فيلم روائي طويل للمخرج العراقي عباس فاضل تجري أحداثه في منطقة الأهوار، جنوب العراق.
وحصلت الممثلة التونسية الجزائرية عن دورها في فيلم "كسكسي بالبوري" على جائزة مارشيلو ماسترياني عن فئة "أفضل ممثلة صاعدة" في مهرجان البندقية السينمائي وجائزة سيزار لأحسن ممثلة واعدة من طرف أكاديمية الفنون والسينما الفرنسية في باريس عام 2008.
كما اختارتها المغربية سعاد البوهاتي في فيلمها "فرنسية" لتتقمص شخصية فتاة عربية الجذور مولودة في فرنسا وتضطر إلى الإقامة في المغرب مع عائلتها لتصطدم باختلاف العادات والتقاليد بين البلدين.
وتولت ايضا الدور الرئيسي في فيلم "حلال بشهادة" للجزائري محمود زموري، والذي يسلط الضوء على الصراع بين معتقدات عروس جزائرية تعيش في قرية صغيرة وفتاة جزائرية أخرى مقيمة في فرنسا تناضل في سبيل حماية حقوق المرأة.
وشاركت الممثلة الشابة في ادوار جريئة وتطرقت من خلالها الى قضايا شائكة تتعلق بحقوق المرأة في العالم العربي وهيمنة المجتمع الذكوري والأفكار المسبقة.
وتشارك أنابيل بلموندو، حفيدة الممثل الفرنسي جان بول بلموندو في الفيلم الجديد "مدام كلود" المقرر عرضه على منصة الفيديو على الطلب "نتفليكس" اعتبارا من 2 نيسان/أبريل.
 وتولت إخراج الفيلم سيلفي فيريد (54 عاماً) التي سبق أن عالجت موضوع الدعارة في فيلمها السابق "سكس دول" (2016)، فيما تؤدي الممثلة كارول روشيه دور "مدام كلود" التي توفيت نهاية 2015 عن 92 عاما بعدما صدر في حقها حكمان قضائيان.
وكانت فرناند غروديه المعروفة بـ"مدام كلود" تدير شبكة دعارة فاخرة في باريس في ستينات القرن العشرين وسبعيناته تضم 500 من بائعات الهوى. 
وكان زبائن هذه الشبكة التي يصوّر الفيلم طريقة عملها ينتمون إلى الوسط السياسي، وكان بينهم قادة فرنسيون وأجانب كشاه إيران والرئيس الأميركي جون كينيدي، إضافة إلى مشاهير ورجال أعمال.
وكانت "مدام كلود" تحظى بحماية الأجهزة الأمنية الفرنسية وبينها تلك الاستخبارية لقاء ما توفره من معلومات سرية من زبائنها بواسطة الفتيات المنتميات إلى شبكتها.
ويؤدي الممثلون الرجال في فيلم فيريد أدواراً ثانوية (رجال شرطة وزبائن وسواهم) ومنهم بنجامان بيوليه ورشدي زم وبيار ديلادونشان.
وقد ألهمت شخصية "مدام كلود" فنانين كثر في أعمالهم خلال العقود الماضية، وشكّلت خصوصا محور فيلم في العام 1977 من إخراج جوست جاكان تولت.