
حقل الشرارة النفطي يتعرض لهجوم مسلح
طرابلس - شنت مجموعة مسلحة فجر الإثنين هجوما على إحدى المحطات الرئيسية بحقل الشرارة النفطي جنوبي ليبيا.
وقال مصدر أمني مفضلا عدم الكشف عن اسمه إن مجموعة مسلحة مجهولة الهوية قامت فجر الإثنين بهجوم على محطة 186 إحدى المحطات الرئيسية بالحقل.
وأضاف المصدر الذي يتبع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تسيطر على الحقل منذ فبراير/شباط أن القوة الموجودة بالمحطة تصدت للهجوم ولاذت المجموعة المهاجمة بالفرار.
وأشار إلى أن الهجوم لم يسفر عن أية خسائر بشرية أو مادية لافتا إلى أن هذا الهجوم يعد الأول على الحقل منذ استلام قوات حفتر مهام التأمين.
وأوضح أن القوات المكلفة بتأمين الحقل تكثف حاليا دورياتها حول الحقل لمنع تكرار أي هجوم آخر.
و"الشرارة"، أكبر حقل نفطي في ليبيا، وينتج أكثر من 300 ألف برميل يوميا، ويمثل إنتاجه قرابة ثلث الإنتاج الليبي من الخام الذي يتخطى مليون برميل يوميا نهاية 2018.
ويشرف حرس المنشآت النفطية التابع لقوات خليفة حفتر علي تأمين الحقول والموانئ النفطية في المنطقة الوسطى (الهلال النفطي) والبريقة وحتى مدينة طبرق على الحدود المصرية.

في حين تدير تلك المنشآت النفطية مؤسسة النفط التابعة لحكومة "الوفاق الوطني" في طرابلس، التي لا يعترف المجتمع الدولي بغيرها مسوقًا للنفط الليبي.
وكانت المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت في مارس/اذار رفع حالة "القوة القاهرة" عن حقل الشرارة واستئناف العمل به وذلك بعد غلقه منذ ديسمبر/كانون الأول 2018.
ولعبت الإمارات العربية المتحدة دورا مهما في الجمع بين أطراف النزاع الليبي والمؤسسة الوطنية للنفط في محاولة لإعادة فتح حقل الشرارة.
واعلنت وحدتان نفطيتان في الشرق تتبعان المؤسسة الوطنية للنفط الأحد وللمرة الأولى تأييدهما لهجوم الجيش. وكانت الوحدتان أصدرتا في السابق بيانات تؤيد حفتر، لكن المؤسسة الوطنية ككل سعت للنأي بنفسها عن الصراع.
وأصدرت الوحدتان التابعتان للمؤسسة الوطنية للنفط في مناطق خاضعة لسيطرة حفتر بيانين بتأييد الهجوم على العاصمة الأحد.
وفي بيان السبت، هنأت أجوكو التي مقرها بنغازي قوات حفتر على ما حققته من "انتصارات وتقدمات في حربها ضد الميليشيات الإرهابية المتطرفة وميلشيات نهب المال العام".
وأصدرت أيضا شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، وهي وحدة أخرى في الشرق تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، بيانا تؤيد فيه التقدم إلى طرابلس.
وكان الجيش الوطني الليبي قال في وقت سابق السبت إنه أرسل سفينة حربية إلى ميناء رأس لانوف النفطي في شرق البلاد لأغراض تدريبية.
وقال مهندس موانئ إن وصول السفينة لم يؤثر على صادرات النفط التي تسير بشكل طبيعي.
ويسيطر الجيش الوطني الليبي على الموانئ النفطية والحقول النفطية في البلاد لكن من الناحية العملية ترك إدارتها للمؤسسة الوطنية للنفط لأن المشترين الأجانب يريدون التعامل مع المؤسسة التي يعرفونها منذ عشرات السنين.
وأدى القتال إلى تفاقم حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، ويهدد بتعطيل إمدادات النفط وزيادة الهجرة عبر البحر المتوسط إلى أوروبا وتخريب خطط الأمم المتحدة لإجراء انتخابات لإنهاء التناحر بين حكومتين متنافستين في الشرق والغرب.