حقن البوتوكس تنادي تبلّد المشاعر

باحثون اميركيون يجدون أن التقنية التجميلية المستخدمة في شد الوجه لا تؤثر فقط على القدرة على التعبير عن المشاعر من خلال ارخاء العضلات المسؤولة عن الابتسام والعبوس وغيرها من التعبيرات، بل تعيق ايضا قدرة الدماغ على التعرف على تعبيرات الآخرين.

واشنطن - كشف باحثون اميركيون أن حقن البوتوكس المستخدمة في شد الوجه لاتؤثر فقط على قدرة الإنسان على التعبير عن المشاعر من خلال التأثير على عضلات الوجه المسؤولة عن الابتسام والعبوس وغيرها من التعبيرات، بل تعيق ايضا قدرة الدماغ على التعرف على تعبيرات الآخرين.

وخلال الدراسة، أجرى العلماء فحوصا لأدمغة النساء قبل حقن البوتوكس في الوجه، ومرة أخرى بعد أسبوعين إلى 3 أسابيع من تاريخ الحقن الأول.

ويتم حقن مركب يسمى توكسين البوتولينوم في مناطق الوجه، مثل الجبهة وحول العينين والفم.

ويعمل هذا الإجراء على إرخاء العضلات الموجودة تحت الجلد عن طريق منع الإشارات العصبية التي تتسبب في تقلصها وتنعيم التجاعيد.

ومع ذلك، يمكن أن يقلل هذا أيضا من قدرة الأفراد على التعبير عن المشاعر بتعبيرات الوجه.

وفي التجربة، كان على المشاركين التعرف على مشاعر الغضب والسعادة، وتمييزها في صور الوجوه التي عُرضت عليهم.

ووفقًا للعلماء، أظهرت نتائج الدراسة أن عدم القدرة على الابتسام أو التجهم والعبوس، نتيجة حقن البوتوكس في الوجه، يؤثر أيضًا في كيفية قراءة الأفراد لوجوه الآخرين.

وأظهرت النتائج أنه بعد إجراء البوتوكس، حدث تغير في النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بالمعالجة العاطفية، مثل اللوزة (مركز الدماغ المسؤول عن المعالجة العاطفية) والتلفيف المغزلي (وهو جزء من القشرة الصدغية السفلية التي تساعد في التعرف على الأشياء والوجه).

تتلاعب بآلية التواصل العاطفي

وأوضح الدكتور فرناندو مارمو ليغو راموس الباحث في الإدراك البشري، أن محاكاة التعبيرات البشرية تساعد في التعرف عليها، وذلك بسبب نسخ عضلات وجه الشخص -دون وعي- عبوس أو ابتسامة الشخص الآخر قبل إرسال إشارات إلى المناطق التي تفسر المشاعر في الدماغ.

ولكن بسبب تقييد البوتوكس لهذه الآلية لا تحدث الاستجابة في نسخ المشاعر أو استيعابها.

وقال راموس في حديثه إلى مجلة "نيو ساينتست" العلمية "لا شك أن مادة البوتوكس تتلاعب بآلية التواصل العاطفي، فنحن نتواصل مع الآخرين بناءً على ما نراه في أنفسنا".

وأضاف الباحث في الإدراك البشري “إذا كنت لا تستطيع أن ترى أو تشعر أنك عابس أو مبتسم، فمن المنطقي أنك ستعاني لفهم مشاعر الآخرين”.

ففي دراسة تضمنت النظر إلى الوجوه السعيدة والحزينة، أظهر المشاركون الذين خضعوا للحقن المضادة للشيخوخة متغيرات في نشاط الدماغ في المناطق المتعلقة بالعاطفة.