حكومة الفخفاخ أمام اختبار احتواء كورونا

تونس تنشأ مركز عمليات يضم أطباء وخبراء في وزارة الصحة مهمته متابعة تطورات فيروس كورونا المستجد ورصد الحالات والتدخل.
تونس تكثف عمليات الرقابة غداة اكتشاف أول حالة لمصاب بكورونا
حكومة الفخفاخ تتولى مهامها مثقلة بتركة من المشاكل
الوضع في تونس غير مقلق إلى حد الآن لكنه أثار تهافتا على المواد الغذائية

تونس - تعتبر مواجهة فيروس كورونا والقدرة على احتوائه اختبارا استثنائيا لحكومة الياس الفخفاخ التي تولت مهامها مثقلة بتركة من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وعلى عاتقها الآن ملف بالغ الحساسية هو ضمان سلامة التونسيين.

وانتشار كورونا لم يكن حدثا عابرا ولا استثنائيا في تونس أو غيرها من الدول فقد سبق لمنظمة الصحة العالمية أن حذّرت من أن أي دولة تعتقد أنها في منأى عن هذا الفيروس المستجد تكون قد ارتكبت "خطأ قاتلا".

وكان قطاعا الصحة والتعليم من أكثر القطاعات التي كانت تحظى في عهدي الرئيسين الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي بالاهتمام والأولوية، لكن منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011 تراجع القطاعان بشكل مقلق.

وتعرض قطاع الصحة في تونس لعدة هزّات مع تسجيل حالات وفاة لعدد من الرضع ونقص في الأدوية وتقارير عن فساد ضرب القطاع.

وأعلنت تونس الثلاثاء عن حزمة تدابير لمواجهة فيروس كورونا بعد إعلان وزير الصحة عبداللطيف المكي الاثنين عن أول إصابة بالفيروس المستجد الذي ظهر لأول مرة في الصين وتسبب في وفاة أكثر من ألفي شخص وإصابة الآلاف.

تدابير وقائية في تونس لكبح انتشار فيروس كورونا
تونس اتخذت تدابير وقائية لمنع انتشار كورونا

وشرعت السلطات التونسية في تكثيف عمليات الرقابة على المصابين بالفيروس قبل خروجه عن السيطرة على غرار ما حدث في إيران ودول أخرى. وإلى حدّ الآن لا يبدو الوضع مقلقا إلا أنه أثار فزعا وتهافتا على المواد الغذائية خوفا من انتشار الفيروس.

وأعلن المكي الاثنين تسجيل أول حالة إصابة لتونسي أربعيني و"صل في رحلة بحرية من ايطاليا"، البلد الأكثر تضررا من الفيروس في أوروبا.

وذكر الثلاثاء في تدوينة على صفحته بفايسبوك أن كل التحاليل للعينات المأخوذة لأفراد عائلة المصاب الأول بكورونا ومحيطة سلبية وتثبت سلامتهم من المرض، مؤكدا أن إجراءات الحجر الذاتي فعالة.

وقال شكري حمودة المدير العام للرعاية والصحة الأساسية الثلاثاء "تم تدريب كوادر موزعين على كامل البلاد مهمتهم جمع المعطيات وتحليلها" للحالات التي تحمل أعراض المرض.

وأضاف "كما تم تدعيم مراقبة المطارات بكاميرات كاشفة لدرجة الحرارة ونقاط العبور الحدودية ما أدى إلى الكشف عن الحالة الأولى للمصاب بكورونا".

وأكدت وزارة الصحة أن المصاب تنقل في سفينة كانت تحمل 254 شخصا ووصلت إلى تونس في 27 فبراير/شباط ويخضع جميعهم للحجر الصحيّ.

وأوضح المسؤول "يخضع 254 شخص في الباخرة لمتابعة خلال عملية الحجر الصحي في منازلهم ونقوم بتحاليل طبية لهم يوميا".

حكومة الفخفاخ تتولى مهامها في ظرف بالغ الحساسية
حكومة الفخفاخ تتولى مهامها في ظرف بالغ الحساسية

وتخضع السلطات أكثر من 900 شخصا بينهم ركاب السفينة للمراقبة وطلبت منهم القيام بحجر صحي وقد أنهى 565 فترة المتابعة عقب دخولهم البلد وتتواصل مراقبة المتبقين.

وكشف حمودة أن السلطات تتابع المسافرين الواصلين من مناطق تفشى فيها الوباء وتخضعهم لفترة حجر صحي داخل منازلهم، مضيفا أنه من المنتظر أن تتقلص فاعلية الفيروس أواخر أبريل/نيسان القادم.

وقال "نحن في المرحلة الثانية بعد ظهور الفيروس ومع نهاية أبريل/نيسان من المنتظر أن تتراجع حدته تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة".

ومرت تونس من المرحلة الأولى بالبحث عن مصابين إلى المرحلة الثانية وهي اكتشاف مصاب بالفيروس.

وأنشأت تونس مركز عمليات يضم أطباء وخبراء في وزارة الصحة مهمته متابعة تطورات الفيروس ورصد الحالات والتدخل.

وإضافة إلى تونس، هناك حالات إصابة بالفيروس في دول افريقية هي مصر والجزائر ونيجيريا والمغرب والسنغال.

ويأتي تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في تونس في وقت تتوجه فيه الأنظار إلى الموسم السياحي الذي ينطلق قريبا، حيث أكد نوفل السمراني رئيس مركز العمليات الصحية الإستراتيجية أن "الرقابة انطلقت منذ 23 يناير/كانون الثاني بجميع نقاط الدخول إلى البلاد وسيتم تشديدها إذا تطورت الأوضاع".

وتعاني تونس من أزمة اقتصادية حادة فشلت كل الحكومات المتعاقبة في معالجتها، فيما تتجه الأنظار للحكومة الجديدة برئاسة الياس الفخفاخ والتي تواجه أول اختبار جدي بعد أيام من تشكيلها وتسلمها مهامها في ظرف يبدو عصيبا.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أنه قد تم استبعاد خطر تحول فيروس كورونا والإصابة به إلى جائحة تجتاح العالم.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنهم يعملون على تطوير عدد من اللقاحات لمواجهة خطر كورونا، مضيفا أن المنظمة ما زالت تعاني نقصا في المواد الطبية التي تساعد في مواجهة الفيروس. كما أفاد بأن معدلات الوفاة بسبب كورونا أعلى من تلك التي تحدث بسبب الإنفلونزا.