حكومة الوفاق تلجأ لفك عزلتها من البوابة الايطالية

لقاء فائز السراج بوزير الدفاع الإيطالي لا يخفي حجم العزلة والعداء الذي تشعر به حكومة طرابلس من أطراف إقليمية ودولية.
حكومة الوفاق اصبحت تفتقد للدعم الدولي والاقليمي
قطر وتركيا الدولتان الوحيدتان الداعمتان لحكومة الوفاق بشكل مطلق

طرابلس - تسعى حكومة الوفاق الوطني للتخفيف من حجم العزلة التي تتعرض لها في المنطقة مع تصاعد الرفض الدولي للتصعيد العسكري قرب مدينة سرت وقاعدة الجفرة وخاصة التدخلات التركية.
والتقى فائز السراج رئيس حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة الأربعاء، بوزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني الذي وصل إلى طرابلس برفقة وفد عسكري رفيع المستوى في زيارة رسمية.
وأوضحت حكومة الوفاق الوطني في بيان صحافي نشرته على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك أن السرج استقبل وزير الدفاع الإيطالي في إطار "التشاور وتبادل وجهات النظر بين البلدين".
وأوضح البيان أنهما أكدا خلال لقائهما أهمية "العودة للمسار السياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر بين، والتوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار".
وقال رئيس حكومة الوفاق بهذا الصدد "أي وقف لإطلاق النار يجب يضمن عدم بقاء الطرف المعتدي في أي موقع يتيح التهديد بعدوان جديد" في إشارة لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ولكن مطالب المسؤولين في حكومة الوفاق لن تجد اذانا صاغية لدى الطرف الدولي او الاطراف الاقليمية بخلاف الحليف التركي والقطري خاصة وان الجيش الوطني الليبي وقيادته أصبحت جزء من المشهد لا يمكن تجاوزه.
كما ان الجانب الايطالي يحتفظ بعلاقات متساوية الى حد كبير مع الجانبين في مسعاه للحفاظ على مصالحه في الجارة جنوب المتوسط.
وبحث المسؤولان في التعاون الأمني والعسكري في مجال إزالة الألغام والمفخخات، ووضع برامج للتدريب واستقبال الطلبة العسكريين الليبيين بالكليات العسكرية الإيطالية.
كما تطرق الاجتماع لموضوع عودة الشركات الإيطالية لاستئناف نشاطها في ليبيا وهو الشغل الشاغل للطرف الايطالي اضافة الى مسالة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط.

الجيش الوطني الليبي وقائده حفتر لاعبان لا يمكن تجاهلهما في الازمة الليبية
الجيش الوطني الليبي وقائده حفتر لاعبان لا يمكن تجاهلهما في الازمة الليبية

وتعيش حكومة السراج تحت وقع عزلة عربية واقليمية وحتى دولية خاصة مع موقف اغلب الدول العربية خاصة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات الرافض لتواجد مجموعات مسلحة متطرفة لدعم ميليشيات الوفاق.
كما ان المواقف التونسية والجزائرية أصبحت أكثر اقترابا من مواقف اغلب الدول العربية حيث تعرضت حكومة الوفاق لانتقادات من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد الذي شكك في شرعيتها ومن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الذي انتقد الوضع غرب ليبيا.
وكانت الولايات المتحدة نددت الثلاثاء بكافة التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا بما فيها استخدام المرتزقة والمتعاقدين العسكريين في تلميح للتدخلات التركية او للمواقف الروسية.
وشهدت ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، نزاعاً مسلحاً هو الأكبر اندلع في نيسان/أبريل العام الماضي بين قوات الجيش الوطني اللليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس من جهة أخرى.
وانتهى النزاع الذي تسبب في مقتل وجرح المئات من المدنيين وتشريد أكثر من 200 ألف شخص باستعادة حكومة طرابلس السيطرة على كامل غرب ليبيا مطلع حزيران/يونيو الماضي، وإجبار قوات المشير حفتر بالتراجع إلى سرت الواقعة 450 كلم شرق طرابلس.