حكومة اليمن تحشد دوليا لمحاسبة الحوثيين في قضية صافر

ناقوس الخطر يدق بشأن الأخطار الكامنة بالسفينة صافر العائمة منذ 2015 قبالة السواحل الغربية اليمنية وتحمل أكثر من 1.1 مليون برميل نفط، حيث تهدد الغازات المتصاعدة منها بكارثة إنسانية وبيئية.
الحوثيون مسؤولون عن تأخير التقييم الفني للناقلة صافر
منظمة غرينبيس لحماية البيئة تحذر من انفجار في صافر قد يتسبب بوقوع أحد أكبر الحوادث في التاريخ

عدن (اليمن) - طالبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اليوم الثلاثاء المجتمع الدولي بمحاسبة الحوثيين معاقبتهم على منعهم فريقا أمميا من الوصول إلى خزان النفط بالناقلة العائمة صافر الراسية بالسواحل الغربية لليمن القريبة من ميناء الحديدة، لمنع حدوث كارثة إنسانية وبيئية في تلك المنطقة.

جاء ذلك خلال اجتماع لوزير الخارجية وشون المغتربين بالحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع "وزراء خارجية حركة عدم الانحياز".

ودعا بن مبارك المجتمع الدولي إلى معاقبة ميليشيا الحوثيين، في ما يخص ملف خزان صافر النفطي، وفق ما نقله موقع قناة 'العربية'.

وأكد أن الحكومة اليمنية حذرت مرارا من حدوث كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية في البحر الأحمر بسبب استمرار رفض الحوثيين السماح لفريق الأمم المتحدة بالوصول إلى خزان النفط العام العائم صافر.

وأشار الوزير اليمني إلى أنه على الرغم من نقاشات الأمم المتحدة مع جماعة الحوثي على مدى سنتين وعقد جلسات في مجلس الأمن بهذا الشأن إلا أن الحوثيين يستخدمون الخزان بغرض الابتزاز السياسي وتهديد العالم بكارثة ذات تداعيات وخيمة على المنطقة".

وأوضح أن "استمرار التعامل بنفس الطريقة مع الحوثيين لن يجدي نفعا ولن يأتي بحل"، مطالبا بتحرك عاجل من المجتمع الدولي لوقف انتهاكات الانقلابيين ومعاقبتهم.

وكانت الحكومة اليمنية قد حذرت الأسبوع الماضي من كارثة إنسانية وبيئية وشيكة بسبب خزان صافر، ودعت لجهود عربية ودولية حثيثة لمنع حدوث الكارثة.

ويسيطر الحوثيون على مناطق واسعة باليمن من بينها العاصمة ويستثمرون المساعدات الإنسانية كورقة ضغط وابتزاز للحكومة والمجتمع الدولي عن طريق منع وصولها لاسيما وأنها تمر من صنعاء كما يعرقلون أعمال فرق الإغاثة.

انفجار وشيك

وكانت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا عربيا يساند القوات الحكومية في خربها ضد الحوثيين، قد حذرت من بقع نفطية شوهدت على مسافة 50 كيلومتراً إلى الغرب من الناقلة المتهالكة (صافر) المتوقفة قبالة مرفأ رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر منذ أكثر من 5 سنوات.

وبسبب عدم خضوع السفينة صافر لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبح النفط الخام (1.148 مليون برميل)، والغازات المتصاعدة تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة، وتقول الأمم المتحدة إن السفينة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن صافر يمكن أن تُسرب ما يصل إلى 4 أمثال النفط الذي تسرب من الناقلة "إكسون فالديز" عام 1989 قبالة ألاسكا.

والناقلة صافر وحدة تخزين وتفريغ عائمة، راسية قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب النفطية.

وأكد بن مبارك أن خزان صافر النفطي معرض للانفجار في أي وقت، "بسبب التقادم وتوقف صيانته منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية، وتهالك المنشأة والأنابيب والمعدات، ما سيتسبب في تسرب الغاز الخامل، والنفط الخام في ظل توقف منظومة مكافحة الحريق، وتعنت ميليشيا الحوثي الانقلابية الرافضة للفريق الفني التابع للأمم المتحدة من الوصول إلى الناقلة لتقييم حالتها وتفريغها من النفط تفاديا لحدوث كارثة وشيكة".

قنبلة موقوتة

وكان مجلس الأمن أكد في بيان في يونيو/حزيران الماضي، على أن الحوثيين مسؤولون عن تأخير التقييم الفني للناقلة صافر التي كانت الأمم المتحدة تأمل نشرها في مارس/آذار الماضي وعرقلتهم الوصول إلى مكانها لمعالجة الضرر الدية يمكن أن ينجر عنها.

بدورها حذرت منظمة 'غرينبيس' المدافعة عن اللبيئة قبل أشهر من احتمال وقوع انفجار في ناقلة النفط صافر المتهالكة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، "في أي لحظة"، مشيرة إلى أنه في حال حدوث انفجار على متن الناقلة فقد يتسبّب بوقوع أحد أكبر 10 حوادث مماثلة في التاريخ، داعية الأمم المتحدة إلى تحرك عاجل لمنع حدوث "الكارثة".

وتسيطر حركة الحوثي الممولة من إيران على صنعاء ومعظم المراكز الحضرية في اليمن.

ودفع الصراع اليمن أحد أفقر البلدان العربية بالفعل، إلى شفا المجاعة وأودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.
وتحمل الناقلة "صافر"، التي تم بناؤها في اليابان خلال سبعينيات القرن الماضي، 1.1  مليون برميل من النفط الخام، وهي متوقفة قبالة مرفأ رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر منذ عام 2015.

تسرب النفط يهدد بكارثة بيئية في المياه اليمنية
تسرب النفط يهدد بكارثة بيئية في المياه اليمنية