حكومة لبنانية جديدة بـ24 وزيرا تنتظرها تحديات عديدة
بيروت - أعلنت رئاسة الجمهوية اللبنانية اليوم السبت عن تشكيل حكومة جديدة تضم 24 وزيرا وذلك بعد مباحثات مضنية بين رئيس الحكومة نواف سلام والقوى السياسية، فيما يواجه الوزراء الجدد تحديات عديدة يتصدرها إيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي يشهدها البلد، بالإضافة إلى تنفيذ اتفاق الهدنة الهش بين إسرائيل وحزب الله.
وأفادت الرئاسة اللبنانية بأن عون "وقع مرسوم قبول استقالة حكومة رئيس تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومرسوم تشكيل حكومة من 24 وزيرا".
وتعهد نواف سلام بأن يكون رئيسا لحكومة "الإصلاح والإنقاذ" في لبنان، والعمل على إعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي، مع توليه مهماته عقب حرب مدمّرة بين إسرائيل وحزب الله.
وقال سلام في كلمته الأولى بعد إعلان تشكيلته الحكومية من 24 وزيرا "إن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي، عبر تأمين الأمن والاستقرار في لبنان عبر استكمال تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف اطلاق النار ومتابعة انسحاب إسرائيل حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية، وذلك بالتلازم مع إعادة الإعمار".
وأضاف "ستسعى هذه الحكومة إلى إعادة الثقة بين المواطنين والدولة وبين لبنان ومحيطه العربي وبين لبنان والمجتمع الدولي".
وعُين طارق متري نائبا لرئيس الحكومة، يوسف رجّي وزيرا للخارجية والمغتربين، ميشال منسي وزيرا للدفاع، أحمد الحجار وزيرا الداخلية، ياسين جابر وزيرا للمالية، وعامر البساط وزيرا للاقتصاد والتجارة،وجو عيسى الخوري وزيرا للصناعة، ونزار هاني وزيرا للزراعة.
وضمت الحكومة جوزيف صدي وزيرا للطاقة والمياه، ركان ناصر الدين وزيرا للصحة العامة، شارل الحاج وزيرا للاتصالات، عادل نصار وزيرا للعدل، لورا الخازن لحود وزيرة للسياحة، غسان سلامة وزيرا للثقافة، بول مرقص وزيرا للإعلام، ومحمد حيدر وزيرا للعمل.
وتم تعيين كل من حنين السيد وزيرة للشؤون الاجتماعية، فايز رسامني وزيرا للأشغال العامة والنقل، كمال شحادة وزيرا للمهجرين وزير دولة لشؤون التكنولوجيا، ونورا بيرقداريان وزيرة للشباب والرياضة، فادي مكي وزيرا للتنمية الإدارية، وريما كرامي وزيرة للتربية والتعليم العالي، تمارا الزين وزيرة للبيئة.
ويأتي الإعلان عن الحكومة الجديدة بعد محادثات استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع مع الأحزاب السياسية في لبنان حيث تُوزع المناصب الحكومية بنظام المحاصصة الطائفية.
وكانت حالة من الجمود قد سادت خلال الأيام الماضية بشأن الوزراء الشيعة، الذين عادة ما يعينهم حزب الله المدعوم من إيران وحليفته حركة أمل، لكن واشنطن عارضت تدخل الجماعة الشيعية في الحكومة الجديدة.
وقالت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الجمعة إن الولايات المتحدة تعتبر انضمام جماعة حزب الله إلى الحكومة اللبنانية المقبلة "خطا أحمر"، وشكرت إسرائيل على توجيه ضربات مدمرة للجماعة، في تصريحات أثارت احتجاجات في لبنان.
لكن سُمح لحركة أمل، التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في النهاية باختيار أربعة وزراء منهم وزير المالية ياسين جابر، إلى جانب الموافقة على وزير خامس.
والحكومة مكلفة الآن بصياغة بيان للسياسات سيحدد نهجها وأولوياتها، وسوف تحتاج بعد ذلك إلى تصويت بالثقة من جانب مجلس النواب من أجل أن تتمتع بصلاحيات كاملة.
ورحبت السفارة الأميركية في بيروت اليوم السبت بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام، وحضّت على أن تطبّق إصلاحات ضرورية تساهم في "إعادة بناء المؤسسات" ومكافحة الفساد.
ودعت في بيان على منصة "إكس" إلى "صياغة بيان وزاري يساعد لبنان على اجتياز هذه المرحلة ورسم مسار نحو تحقيق هذه الأهداف".
بدورها رحبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس - بلاسخارت بتشكيل حكومة جديدة في لبنان، معتبرة أنها تمثّل "فصلا جديدا ومشرقا" للبلاد.
وقالت في تعليق على منصة "إكس" "تتطلع الأمم المتحدة إلى العمل مع حكومة لبنان في جهودها الرامية إلى تعزيز الإصلاحات الأساسية وتوطيد الأمن والاستقرار من خلال التنفيذ الكامل للقرار 1701".