حليف للنهضة محامٍ لانتحاري حاول استهداف السفارة الاميركية

سيف الدين مخلوف يبرر إقدام الإرهابي على تفجير نفسه بالقرب من مقر السفارة بعدم قيام الدولة بجهودها لمنع انزلاقه نحو التطرف والاكتفاء بمواجهته امنيا.

تونس - اعترف المحامي ورئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف بانه كان محاميا لأحد الإرهابيين اللذين فجرا نفسيهما الجمعة قرب السفارة الأميركية في العاصمة التونسية.
وقال مخلوف في تصريح للقناة الوطنية انه ناب في المحاكم عن الإرهابي "خبيب لعقة" في احد القضايا المتعلقة بالإرهاب والانضمام الى التنظيمات الإرهابية.
ورغم ما اقترفه الانتحاري من جريمة بحق الامن القومي التونسي حاول مخلوف تبرير تشدده بانه تعرض لمظلمة قضائية وانه سجن سنة مع المراقبة الإدارية "فقط" بسبب تدوينة فايسبوكية مجد فيها التنظيمات المتطرفة.
وقال مخلوف ان الانتحاري كان في سن صغير عندما تبنى الافكار المتشددة  وان الدولة لم تقم بما يلزم لمنع انزلاقه نحو التطرف وانها تعاملت معه امنيا فقط. 

واستمر مخلوف في الدفاع عن الانتحاري بالقول انه ضحية وانه كان بالامكان إنقاذه وانتشاله من الفكر المتطرف وبالتالي منع الجريمة الإرهابية محملا اجهزة الدولة المسؤولية.
ويعتبر ائتلاف الكرامة الذي تحصل على 21 مقعدا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في السادس من أكتوبر/ تشرين الاول قبل استقالة 3 اعضاء منه من الكتل السياسية المتهمة بالتطرف والموالية لحركة النهضة.
ويوصف الائتلاف بانه على يمين الحركة الاخوانية حيث دعمها في كثير من القرارات والسياسات وشارك بفعالية في مشاورات تشكيل حكومة الحبيب الجملي قبل سقوطها واليوم يعارض حكومة الياس الفخفاخ.
وأطلق تونسيون عبارة " محامي الإرهابيين " على مخلوف الذي اختص في الدفاع عن المتشددين في القضايا الإرهابية لكن الأخير دائما ما يرفض الوصف ويعتبرها محاولة للتأثير على القضاء.
واثار سيف الدين مخلوف جدلا واسعا السنة الماضية بعد دفاعه عن المسؤولين في قضية اغتصاب اطفال في المدرسة القرانية بالرقاب من محافظة سيدي بوزيد حيث وجه مخلوف تهديدات لقاضي التحقيق المتعهد بالقضية ليتضح في النهاية تورط عدد من المسؤولين في جرائم اخلاقية اضافة الى نشر التطرف والإرهاب بين القصر.

والجمعة قتل عنصران إرهابيان وشرطي في تفجير انتحاري قرب مقر السفارة الأميركية فيما أصيب عدد آخر من الأمنيين.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية ان شخصين وصفتهما ب"الارهابيين" نفذا هجوماً انتحارياً مستهدفين قوات الامن القريبة من مقر السفارة الأميركية بالعاصمة تونس وقد قتلا خلال العملية فيما جرح ستة آخرون بينما أفادت إذاعتان محليتان بوفاة عنصر أمني برتبة ملازم متأثرا بجراحه في المستشفى بعد أن خضع لعملية جراحية عاجلة.
وتقاتل تونس جماعات متشددة تنشط في مناطق نائية قرب الحدود مع الجزائر منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 2011. كما أذكى ارتفاع معدل البطالة التوتر خلال السنوات الماضية.
وتعرضت تونس لعدة اعتداءات إرهابية كان أخطرها في 2015 و2016 حين استهدف تنظيم الدولة الإسلامية سياحا أجانب في كل من سوسة الساحلية (شرق البلاد) ومتحف باردو وسط العاصمة، أسفرت عن مقتل العشرات معظمهم من السياح الأجانب وتبنى الهجمات تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 استهدف هجوم انتحاري حافلة تقل عناصر من حرس الرئاسة التونسية في العاصمة أسفر عن مقتل 12 من أمن الرئاسة وإصابة 16 آخرين.
وفي فجر السابع من مارس/اذار 2016 نفذ تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي أكبر هجوم استهدف عزل مدينة بنقردان بالجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا لاقامة امارة اسلامية وفق ما أعلنت السلطات التونسية حينها.
وأسفر الهجوم عن مقتل 55 إرهابيا و13 من أفراد قوات الأمن والجيش وسبعة مدنيين بينهم طفلة.
ولا تزال حالة الطوارئ سارية في البلاد بالرغم من أن الوضع الأمني تحسن وفقا للسلطات التي تدعو دائما إلى اليقظة.