حل أقل تكلفة

مد جسور التعاون بين العرب وروسيا والصين هو خيار المواجهة أمام الابتزاز الأميركي كما نراه يحدث مع السعودية.

إن ما يحاك ضد السعودية وتكالب الأعداء عليها هو مؤشر لاتجاه الأحداث القادمة، التي تتجه نحو الابتزاز وإفقار الشعوب ونشر الفوضى والاضطراب، وهو وقت غير مناسب للوم على الأخطاء السابقة من جانب الدول العربية، بتحالفها مع الولايات المتحدة التي استفادت كثيرا وآذت العرب كثيرا. وواضح أن ترامب مسعور ولن يشبع جشعه كل نفط العرب ويبدو أنه جاد في مسألة إعادة العرب إلى العصور الحجرية.

إن مد جسور التعاون بين العرب وروسيا والصين ربما يكون أكثر نفعا وأقل تكلفة. فهما دولتان قويتان ولم تحاولا الهيمنة بالعصا وبث الفتنة بل أن روسيا تضررت كثيرا من سياسات الولايات المتحدة وانهار الاتحاد السوفيتي العظيم وتحرك الإسلاميون ضدها. إن الفوائد التي تجنيها الدول العربية من تحالف كهذا هي استراتيجية وأمنية واقتصادية، فمجرد وجود قاعدة عسكرية روسية أو صينية يبث الرعب في قلب أميركا ويكف يد الإرهاب ومطامع الاسلاميين عن البلاد ويفتح فرصا استثمارية كثيرة، كما يتيح فرصة كبيرة للشباب العربي للدراسة في الجامعات الروسية والصينية بتكلفة أقل بكثير من الدول الغربية، كما يمكن لهذا التحالف أن يمنع المواجهة بين ايران والعرب، ولن تدفع دول الخليج 1% مما دفعته للولايات المتحدة.

كان من المفروض التحالف مع روسيا منذ بداية الكشف عن الخطة الأميركية المعروفة بـ "الفوضى الخلاقة" لأنه من الواضح أنها لا تزال قيد التنفيذ، والتدمير يجري على قدم وساق ضد الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، وقد بدأوا بالدول العربية القوية، وأرسلوا لها الإسلاميين لغرض شديد الوضوح وهو توليهم الحكم لضرب المذاهب والطوائف ببعضهم البعض حتى تفقد الدول العربية مقومات الدولة وتصبح كيانات عاجزة وتابعة لأميركا تبعية كاملة.

إن روسيا والصين مهددتان من الحركات الإسلامية التي تحلم بإعادة الخلافة، والتخلص من الأنظمة القائمة، ولا شك أنهما سترحبان بهذا التحالف وتسارعان إلى اقتناص الفرصة، وربما يكون هذا الحل الوحيد للمؤامرة ضد السعودية، ولنا من التاريخ عبرة، فقد فشل العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 بفضل الاتحاد السوفيتي السابق.