حماس 'أكثر من المطلوب' يطيح بسفير تونس لدى الأمم المتحدة

وزارة الخارجية التونسية توضح أن قرار إعفاء المنصف البعتي من مهامه يعود "لاعتبارات مهنية بحتة تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق مع الوزارة في مسائل هامة مطروحة للبحث في المنتظم الأممي".
الرئيس التونسي يُعرف بدعمه المطلق للقضية الفلسطينية
قيس سعيد وصف في أكثر من مناسبة صفقة القرن الأميركية بـ'مظلمة القرن'
تونس واندونيسيا تعرضان مشروع قرار في مجلس الأمن حول صفقة القرن

تونس - أعلنت تونس الجمعة إعفاء مندوبها لدى الأمم المتحدة المنصف البعتي من مهامه، معلّلة قرارها "بضعف الأداء وغياب التنسيق" معها في مسائل وصفتها بـ"الهامة".

وكانت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة ذكرت الخميس أنه تم وضع حد لمهام البعتي على خلفية موقفه من مشروع قرار فلسطيني يدين خطة السلام الأميركية التي أعلن عنها أخيرا.

وقال أحد المصادر إن البعتي ذهب أبعد مما أرادت السلطات التونسية في ملف الشرق الأوسط وقدم دعما كبيرا للفلسطينيين يهدد بإفساد العلاقة بين تونس والولايات المتحدة.

واستدعت تونس مندوبها لدى الأمم المتحدة على نحو مفاجئ. ولم يشارك الخميس في الاجتماع الذي نظمته الولايات المتحدة بين عرّاب خطتها للسلام جاريد كوشنر ومجلس الأمن.

وأضحت وزارة الخارجية التونسية في بيان نشرته الجمعة على صفحتها الرسمية على فيسبوك أن قرار إعفاء المندوب الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة يعود "لاعتبارات مهنية بحتة تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة في مسائل هامة مطروحة للبحث في المنتظم الأممي".

وأشار البيان إلى أن "عضوية تونس غير الدائمة بمجلس الأمن تقتضي التشاور الدائم والتنسيق المسبق مع الوزارة بما ينسجم مع مواقف تونس المبدئية ويحفظ مصالحها".

وتشغل تونس منذ بداية يناير/كانون الثاني ولمدة عامين، مقعدا في مجلس الأمن الدولي وتمثل البلدان العربية.

ومنذ إعلان خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط في 28 يناير/كانون الثاني ضاعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مبادراته الدبلوماسية لحشد معارضة للمشروع.

وبعد تلقيه دعم جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، من المنتظر أن يشارك عباس في قمة الاتحاد الإفريقي المقررة الأحد والاثنين قبل أن يتوجه الثلاثاء ليلقي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي.

ويسعى الفلسطينيون لعرض مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي يدين الخطة الأميركية.

وقدمت تونس وإندونيسيا الثلاثاء مسودة قرار ستطرح للنقاش الخميس بين الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، وفق ما ذكر دبلوماسيون.

ويعرف عن الرئيس التونسي قيس سعيد دعمه المطلق للقضية الفلسطينية وقد وصف في تصريحات سابقة خطة الإدارة الأميركية بـ"مظلمة القرن". وقال "أُكرّرها هي خيانة عظمى".

وكان المنصف البعتي وهو دبلوماسي من ذوي الخبرة ويحظى بتقدير نظرائه، متقاعدا حين استدعي عام 2019 لاستئناف نشاطه وتولي منصب سفير في الأمم المتحدة فترة وجود تونس في مجلس الأمن.

وظل البعتي ناشطا في الأوساط الدبلوماسية أثناء تقاعده بصفته رئيس 'الجمعية التونسية للأمم المتحدة'.