حماس تختار قائدا جديدا خلال أيام بعد حديث عن خلافات
غزة - قال نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية الأحد إن الحركة ستنهي خلال أيام مشاوراتها لاختيار قائد جديد خلفا لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران فجر الأربعاء في ما يأتي ذلك وسط حديث عن خلافات بين القيادات.
وقال الحية خلال كلمة في مجلس عزاء هنية بالعاصمة القطرية الدوحة، نقلتها حماس عبر منصة "تلغرام" "لا تقلقوا علينا فقد غادرنا قائد، ولكن الحركة تدار عبر مؤسساتنا، فلا فراغ باستشهاد القائد".
وتابع "نحن قيادة موحدة بفضل الله، نعقد اجتماعاتنا وندير أعمالنا بكل مسؤولية، وما هي إلا أيام وننهي مشاوراتنا لاختيار قائد جديد لهذه الحركة، ليمضي على طريق إسماعيل (هنية)، ويواصل على طريق الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، ويواصل على طريق الشهداء من شعبنا الفلسطيني".
نحن قيادة موحدة بفضل الله نعقد اجتماعاتنا وندير أعمالنا بكل مسؤولية
والسبت، أعلنت حماس في بيان أن قياداتها بدأت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال إسماعيل هنية.
وتحدثت تقارير عن خلافات لتولي قيادة الحركة خاصة بين قيادات الداخل والخارج ما سيكون له تداعيات على مستقبل حماس وكذلك إدارة الحرب في قطاع غزة والمفاوضات مع إسرائيل.
ومن أبرز القادة الذين يمكن أن يقع عليهم الخيار الحية وهو مقرب من يحيى السنوار قائد حماس في غزة الذي تتهمه إسرائيل بأنه أحد العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر.
وفي عام 2006، قاد كتلة حماس في المجلس التشريعي بعد فوزها في آخر انتخابات فلسطينية نظمت منذ ذلك الحين، واندلعت بعد فترة غير طويلة منها اشتباكات مسلحة مع حركة فتح برئاسة محمود عباس.
ويعد الحية من أبرز مؤيدي الكفاح المسلح لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية لا سيما في العام 2007 حين أدى استهداف منزله في شمال قطاع غزة إلى مقتل عدد كبير من أفراد عائلته.
ومن بين المرشحين للمنصب موسى أبومرزوق، وجه معروف وهو أحد كبار مسؤولي المكتب السياسي للحركة ويتبنى مثلما كان هنية نهجا براغماتيا في المفاوضات فهو يؤيد "وقف إطلاق نار طويل الأمد" مع إسرائيل والقبول بحدود الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 حدوداً للدولة الفلسطينية. ولكن هذا الأمر ما يزال يثير بعض الجدل داخل الحركة.
كما يعد زاهر جبارين الذي يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية لحماس وكان مقرباً من هنية، حتى أنه وُصف بأنه ذراعه اليمنى، من بين المرشحين لخلافته
وبيرز اسم خالد مشعل على قائمة المرشحين لقيادة حماس ويعيش في المنفى منذ عام 1967، كما تنقل بين الأردن وقطر وسوريا ودول أخرى.
واختير رئيسا للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسرائيل مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين ومن بعده خليفته في الأراضي الفلسطينية عبدالعزيز الرنتيسي.
ونجا مشعل نفسه من محاولة اغتيال في عام 1997 في عمان في عملية نفذها عملاء الموساد، جهاز المخابرات الإسرائيلي.
وعندما كان يعيش في سوريا، انتقد النظام السوري بسبب قمعه العنيف للاحتجاجات المناهضة للحكومة، مما تسبب في توتر علاقاته مع إيران، الحليف الاستراتيجي لسوريا والداعم الرئيسي لحماس.
ومن بين المرشحين لخلافة هنية يحيى السنوار، الذي انتُخب في فبراير/شباط 2017 رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة وهو من مؤيدي الخط المتشدد.
وأمضى الرجل المتقشف البالغ من العمر 61 عامًا 23 عامًا في السجون الإسرائيلية قبل أن يُطلق سراحه عام 2011 ضمن صفقة تبادل.
وُلد السنوار في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة وانضم إلى حركة حماس عند تأسيسها عام 1987 وهو العام الذي انطلقت فيه الانتفاضة الأولى، بعدها أسس "مجد"، جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس.
وهو قائد النخبة السابق في كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة وتلاحقه إسرائيل بصفته العقل المدبر لهجوم 7 /أكتوبر، وهو مدرج على قائمة "الإرهابيين الدوليين" الأميركية ويحيط السنوار تحركاته بمنتهى السرية ولم يشاهَد علنًا منذ اندلاع الحرب في غزة.
والأربعاء، أعلنت الحركة وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.