حماس تواجه الغضب الشعبي بالعصي والاعتقالات
القدس - فرقت قوات الأمن التابعة لحكومة حماس في قطاع غزة الجمعة بالقوة مئات المتظاهرين المحتجين ضد أزمة انقطاع الكهرباء والأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع المحاصر والفقير، بحسب القائمين على الحراك وشهود عيان.
وجاءت التظاهرة بعد دعوة أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في التظاهرات و"المطالبة بحقوقكم العادلة وإعلاء صوتكم بكل سلمية ضد الظلم وانقطاع الكهرباء والأوضاع الإنسانية الصعبة".
وتجمع مئات المتظاهرين شمال مدينة غزة وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، إلا أن أمن حماس قام بتفريقهم واعتقال عدد منهم بحسب شهود عيان.
وانتشر عدد كبير من عناصر أمن الحركة الإسلامية التي تحكم قبضتها على القطاع منذ العام 2007، في الشوارع وعلى المفترقات العامة. كما منع عناصر الأمن التصوير بينما كان عدد كبير منهم بلباس مدني، بحسب أحد المشاركين في التحرك وشهود عيان.
وقال الحراك في بيان نشره على مواقع التواصل الاجتماعي "غرقت الشوارع بالأجهزة الأمنية وأفراد الشرطة والقوات الخاصة والمباحث والأمن الوطني وتفتيش وتوقيف أي شخص كأنه حظر تجول كان الله في عون الناس".
ويعيش في القطاع 2.3 مليون نسمة وسط حصار جوي وبري وبحري مشدّد تفرضه إسرائيل منذ عام 2007 بعدما سيطرت حركة حماس الإسلامية على القطاع. ومنذ العام 2008، شنت إسرائيل ثلاث حروب على حماس وفصائل حليفة لها في القطاع.
ويعاني سكان القطاع أزمة كهرباء حادة، إذ يُقطع التيار الكهربائي أكثر من 12 ساعة يوميا، بعدما دمّرت إسرائيل محطة توليد الطاقة الوحيدة في غزة في 2006.
وقال أحد المتظاهرين مفضلا عدم كشف هويته "جئنا للتعبير عن رفضنا للظروف المعيشية الصعبة في غزة، الكهرباء والفقر والبطالة والانقسام والحصار، إلى متى سيستمر ذلك".
وأكد الشاب وهو من شمال قطاع غزة أن "أمن حماس اعتقل ابن عمي، وقام بتفريقنا وهم يحملون العصي".
وتشكل في غزة أكثر من حراك شعبي اجتماعي في السنوات الأخيرة ضد الفساد وتردي الأوضاع المعيشية وضد الانقسامات، لكن الحركة الإسلامية واجهت بالقوة كل حراك مندد بالظلم وسوء المعيشة وبالتضييق على الحريات.
وتعتمد حماس بشكل أساسي على تمويلات من قطر لدفع رواتب موظفيها بينما يئن الكثير من سكان القطاع تحت وطأة الفقر والبطالة، بينا تعبر صفحات للحراك المتعدد على منصات التواصل الاجتماعي عن استغرابها من قدرة الحركة على تمويل عمليات القمع بينما لا تجد ما تنفقه لتحسين الأوضاع المعيشية.
ويقول شق من سكان القطاع إن الأزمة أكبر من قدرة حماس على حلها، لكنها يمكن أن توظف جزء من الكثير من التمويلات التي تتلقاها من قطر وإيران لتحسين الوضع المعيشي.
وقاد التيار الإصلاحي الديمقراطي الذي يتزعمه القيادي المفصول من حركة فتح والذي هو على خلاف مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منذ عودته إلى غزة جهودا كبيرة لتخفيف معاناة أهالي القطاع واستثمر ما يحظى به من تقدير وثقة عدد من الدول العربية والغربية لتمويل مشاريع وبرامج إنسانية.
وبات تيار دحلان يحظى كذلك بثقة كبيرة داخل القطاع بعد أن تمكن من تسوية ملفات عدد كبير من ضحايا الاقتتال الداخلي ودفعه المستمر لإنهاء الانقسامات الداخلية.