حماس توصد مبدئيا باب التفاوض بشأن الرهائن الإسرائيليين

إسماعيل هنية يكشف أن 'حماس أبلغت كل الجهات التي تواصلت معها بشأن الأسرى الإسرائيليين أن هذا الملف لن يُفتح قبل نهاية المعركة'.

القدس - أوصدت حركة حماس باب التفاوض بشأن الرهائن الذين احتجزتهم خلال عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها السبت وأسفرت عن أكثر من 1800 قتيل من الجانبين، مشددة على أن هذا الملف لن يفتح إلا بعد انتهاء المعارك الدائرة في المنطقة، فيما تبذل وساطات للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى بين الجماعة وإسرائيل، وسط غياب أي مؤشرات على انفراجات في ظل تعنّت طرفي الصراع.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اليوم الثلاثاء إن "الحركة أبلغت كل الجهات التي تواصلت معها بشأن الأسرى الإسرائيليين أن هذا الملف لن يُفتح قبل نهاية المعركة ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة"، وفق قناة "الأقصى".

وتابع أن"طوفان الأقصى هي معركة فلسطينية القرار والتنفيذ"، داعيا قوى المقاومة إلى "الانضمام إلى القتال".

وأضاف أن "الدمار والوحشية التي تمارسها حكومة الكيان الفاشية ضد شعبنا البطل في غزة تعكس النتائج المدوية التي أحدثتها ضربات القسام وفصائل المقاومة منذ بدأت معركة طوفان الأقصى".

ويجري وسطاء قطريين منذ يومين اتصالات مع قيادات في حركة حماس بهدف التفاوض على إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين تحتجزهم الحركة في غزة مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

بدوره أكد عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية حسام بدران الاثنين أنه "لا مكان حاليا للتفاوض مع إسرائيل حول تبادل للأسرى في ظل استمرار العملية العسكرية ضد الدولة العبرية".

وقال بدران في تصريح من الدوحة "العملية العسكرية ما زالت مستمرة والمقاومة بقيادة كتائب القسام تواصل الدفاع عن شعبنا وبالتالي لا مكان حالياً للتفاوض على قضية الأسرى أو غيرها".

وأضاف "مهمتنا الآن بذل كل الجهود لمنع الاحتلال من مواصلة ارتكاب المجازر ضد أهلنا في غزة والتي تستهدف البيوت المدنية بشكل مباشر".

وأكدت وزارة الخارجية القطرية الاثنين انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا للأسرى.

وكشف مصدر قطري أن "بلاده على اتصال بقيادات من حماس في الدوحة وغزة منذ أن أطلقت الحركة هجوما من غزة واقتحمت بلدات إسرائيلية وقتلت مئات الإسرائيليين وعادت إلى القطاع بعشرات الأسرى".

وتعكس محاولة قطر للعب دور الوسيط في ملف الرهائن الإسرائيليين ودعوتها إلى التهدئة، سعيها إلى قطع الطريق أمام أي اتهامات إسرائيلية بأن قيادات في حماس يقيمون في الدوحة خططوا للهجوم المباغت الذي نفذته الحركة على إسرائيل. 

وتسعى قطر التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع حماس وتوفر لها الدعم المالي لإظهار قدرتها على لعب دور إقليمي في حلّ الأزمات.

 وأشار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى "أن قطر دعمت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بأكثر من مليار دولار طيلة السنوات الماضية"، مشيرا إلى أن "تلك الأموال الضخمة صرفت في التسليح وتسديد رواتب المقاتلين، بدلا من أن توجه إلى تحسين الأوضاع المعيشية لسكان القطاع".

وهددت حماس التي احتجزت نحو 150 رهينة في هجومها المباغت على جنوب إسرائيل الاثنين بالبدء بقتلهم في حال استمر "توصال الغارات الإسرائيلية على غزة دون سابق انذار".

ويأتي تهديد حماس بعدما أعلنت إسرائيل فرض حصار مطبق على غزة وقطعت إمدادات المياه عن القطاع وهو ما أثار مخاوف لدى الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية فيه.