حماس وإسرائيل تتفقان على التهدئة

الاتفاق القائم على وساطة مصرية وأممية يعيد الهدوء الى غزة ويأتي بعد ساعات من مقتل اربعة فلسطينيين وجندي إسرائيلي على حدود القطاع.

غزة - اتفقت اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة فجر السبت على العودة الى التهدئة بعد ساعات من تصعيد عسكري خطير شهده القطاع المحاصر حيث أسفر قصف اسرائيلي عن مقتل اربعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة مقاتلين في حركة حماس، بينما قتل جندي اسرائيلي بإطلاق نار فلسطيني على حدود القطاع.
وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم في بيان إنه "بجهود مصرية وأممية تم التوصل للعودة للحالة السابقة من التهدئة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية".
وأتى تصريح برهوم بعدما شهد قطاع غزة الجمعة تصعيدا عسكريا خطرا عزز المخاوف من اندلاع مواجهة جديدة واسعة النطاق بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية.
ومساء الجمعة أعلن الجيش الاسرائيلي في بيان مقتل أحد جنوده في اطلاق نار فلسطيني على الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة.
وقال البيان إن الجندي الذي لم يكشف عن هويته أصيب لدى "اطلاق فرقة ارهابية النار" بالقرب من الحدود جنوب قطاع غزة.
في المقابل، قتل اربعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة ناشطين في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في قصف اسرائيلي مكثف على طول الحدود الشرقية لغزة، بحسب ما اعلنت وزارة الصحة في غزة وكتائب القسام.
وعلى اثر هذه التطورات حض نيكولاي ملادينوف مبعوث الامم المتحدة الخاص الى الشرق الأوسط كلا من اسرائيل وحماس على "الابتعاد عن حافة الهاوية".
وكتب ملادينوف على تويتر "يجب على الجميع في قطاع غزة الابتعاد عن حافة الهاوية. ليس الاسبوع المقبل وليس غدا، بل فورا". واضاف "يجب افشال الذين يريدون اثارة حرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

يجب افشال الذين يريدون اثارة حرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حذر مساء الجمعة من ان الدولة العبرية ستردّ "بقساوة اكثر بكثير" اذا واصلت حماس اطلاق القذائف من قطاع غزة.
واوضح ليبرمان في بيان بعد اطلاق ثلاث قذائف من قطاع غزة، تم اعتراض اثنتين منها، انه "اذا واصلت حماس اطلاق قذائفها فإن رد فعل اسرائيل سيكون اكثر قساوة بكثير مما يعتقدون (قادة حماس)".
وقبيل الاعلان عن العودة الى التهدئة اكدت مصادر امنية فلسطينية وشهود عيان ان المدفعية الاسرائيلية اطلقت العديد من القذائف على طول الحدود الشرقية للقطاع.
من جهته، اعلن الجيش الاسرائيلي في بيان انه استخدم الجمعة الطائرات والدبابات لقصف "أهداف عسكرية في كامل قطاع غزة"، مشددا على ان هذا القصف اتى ردا على "اطلاق نار" استهدف جنودا قرب الحدود مع القطاع الفلسطيني.
وأضاف الجيش ان اطلاق النار على الجنود الاسرائيليين حصل خلال "اعمال شغب على طول السياج الامني" الفاصل بين اسرائيل والقطاع.
وكان المتحدث باسم حماس اعلن في وقت سابق الجمعة أن "اختيار الاحتلال الإسرائيلي القصف والعدوان على مواقع المقاومة، وعلى غزة وأهلها، واستهداف المتظاهرين العزل، وقتلهم بدم بارد سيضعه أمام استحقاقات هذا الخيار وتداعياته الصعبة وعليه أن يتحمّل النتائج والعواقب".
وكان مئات الفلسطينيين تجمعوا على الحدود الشرقية لقطاع غزة الجمعة.
هجوم واسع النطاق
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تلقى موجزا من الجيش حول الاوضاع.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان المقاتلات بدات "هجوما واسع النطاق ضد اهداف عسكرية لحركة حماس على طول قطاع غزة".
وذكر شهود عيان ان الطائرات شنت غارتين.
والاسبوع الماضي، اندلعت اعنف مواجهة عسكرية بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة منذ العام 2014 ما اثار مخاوف من اندلاع حرب اسرائيلية جديدة.
وشهد السبت الماضي تصعيداً في إطلاق القذائف من قطاع غزة والغارات الإسرائيلية غداة احتجاجات على الحدود شرق القطاع الجمعة قتل خلالها فلسطينيان وأصيب أكثر من 200 بجروح.
وأطلقت حينها نحو 200 قذيفة من قطاع غزة باتجاه اسرائيل.
وتحمّل اسرائيل حماس مسؤولية التصعيد الأخير علما ان مواجهات الاسبوع الماضي هي واحدة من المظاهرات الاعنف منذ الحرب التي خلّفت دمارا هائلا في قطاع غزة قبل اربعة أعوام. ووقعت المواجهات بعد أكثر من ثلاثة أشهر من التظاهرات الاحتجاجية على طول الحدود.
ومنذ 30 آذار/مارس بدأ الفلسطينيون تنظيم "مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة الى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها او هجّروا منها في عام 1948 لدى اقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ اكثر من عقد.
وقتل 149 فلسطينيا على الاقل بنيران الجيش الاسرائيلي منذ بدء التظاهرات.
وبرّرت اسرائيل استخدام قواتها الرصاص الحي ضد المتظاهرين بأنها تدافع عن حدودها، متهمة حركة حماس بمحاولة استخدام الاحتجاجات كغطاء لشن هجمات.
وتعهّدت اسرائيل في الايام الاخيرة بردّ اكثر حزما على مئات الطائرات الورقية والبالونات المحملة بمواد حارقة التي يقوم الفلسطينيون باطلاقها عبر السياج الحدودي منذ نيسان/ابريل الماضي.
وخاضت اسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014 يطبّق وقف هش لاطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الدولة العبرية والقطاع.
وتفرض اسرائيل حصارا مشددا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة منذ اكثر من عقد اثر فرض حماس سيطرتها هناك.
وتغلق السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي بين قطاع غزة ومصر منذ سنوات، لكنها تفتحه استثنائيا للحالات الانسانية في فترات متباعدة.