حملة إلكترونية ضد تصاعد العنف بحق النساء في تركيا

ناشطو الانترنت يسخرون من التعليقات المنطوية على تمييز ضد المرأة في بلد يشهد سنويا مقتل مئات النساء في جرائم عنف بسبب تهاون السلطات في معاقبة المتورطين وغياب القوانين الرادعة.
اردوغان: النسوة "لا يكتملن" إلا بعد أن يصبحن أمهات
تركيا لا تحصي جرائم قتل النساء
عدد عمليات القتل التي تستهدف النساء ارتفع في ظل العزل المنزلي
الرجال في المجتمع التركي لا يؤمنون بالمساواة بين الجنسين

اسطنبول - "عيب على الرجل الضحك على الملأ" و"تعلموا القيادة"... بهذه العبارات وغيرها سخر مستخدمون للإنترنت في تركيا من التعليقات المنطوية على تمييز ضد النساء في محاولة لمقاربة هذا الموضوع الحساس بأسلوب طريف.
وقد تصدر وسم "فليبق الرجال في مكانهم" قائمة أكثر المواضيع تداولا عبر تويتر في تركيا السبت، في مؤشر إلى النقمة إزاء الذكورية والعنف المستشري ضد النساء في هذا البلد.
وكتب أحد المستخدمين "كيف حصل على هذه الوظيفة؟ لا بد أنه قدم تنازلات جسدية. على أي حال هو يرتدي طوال الوقت سراويل جينز ضيقة".
وكتبت مستخدمة أخرى "أرى رجالا يرتدون سراويل قصيرة ضيقة ويضعون العطور ويطلقون الضحكات في الشارع. بعدها يتذمرون من تعرضهم للاعتداء الجنسي".

سيل من الرسائل يعكس الضغط المتزايد الذي تتعرض له النساء في تركيا

وشاركت في هذه المبادرة شخصيات عدة بينها المغنية سيلا، إضافة إلى بلدية اسطنبول.
وكتبت البلدية في تغريدة ساخرة عبر تويتر "اعتبارا من الساعة العاشرة مساء، سيسمح سائقو الحافلات لدينا للرجال النزول أنّى يشاؤون حفاظا على سلامتهم"، في إشارة إلى تدبير مشابه معتمد مع النساء.
ويعكس هذا السيل من الرسائل الضغط المتزايد الذي تتعرض له النساء في تركيا.
وكتبت مجموعة مدافعة عن حقوق النساء "سنوقف جرائم قتل النساء" في تركيا التي قضت فيها أكثر من 474 امرأة على يد أزواجهن سنة 2019.
وتندد جمعيات نسوية بما تعتبره تقصيرا من جانب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في هذا المجال متهمة إياه بتسخيف التمييز ضد النساء عبر دعوته على سبيل المثال التركيات إلى إنجاب "ثلاثة أطفال على الأقل" أو قوله إن النسوة "لا يكتملن" إلا بعد أن يصبحن أمهات.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي سابقا بولنت أرينج أثار تنديدا كبيرا في تركيا سنة 2014 بعد قوله إن المرأة يجب "ألا تضحك على صوت عال على الملأ".

جرائم قتل النساء في تركيا
جرائم قتل النساء تستشري في تركيا

وتظهر بيانات لجماعة حقوقية تركية أن عدد ضحايا العنف من النساء في العام 2019 ارتفع إلى أكثر من مثليه مقارنة بعام 2012 عندما أقرت أنقرة قانونا لحماية النساء. ولا تجري تركيا إحصاءات لجرائم قتل النساء.
وتقول بعض جماعات الدفاع عن حقوق المرأة إن السبب في هذه الزيادة هو أن تركيا لا تطبق القانون.
ومنذ تولي حزب العدالة والتنمية الاسلامي بقيادة اردوغان الحكم في 2003، ازداد التضييق على حقوق المرأة وسط اتهامات للسطات بالتمييز ضد النساء في مجتمع لا يؤمن فيه الكثير من الرجال بالمساواة بين الجنسين، وقد تؤدي مثلا إجراءات الطلاق أو الشكاوى إلى قيام شريك عنيف بمهاجمة شريكته أو حتى قتلها.
وغالبا ما تتصدر قضايا حقوق المراة عناوين الأخبار في تركيا لا سيما بعد تزايد جرائم قتل النساء، وتقول جماعات حقوقية ان السلطات التركية تتهاون في معاقبة المتورطين في العنف ضد المرأة ولا تطبق القوانين في البلد الذي يشهد سنويا مقتل مئات النساء في جرائم عنف.
وفي ظل الحجر المنزلي الهادف لاحتواء وباء كوفيد-19، دعت ناشطات تركيات إلى توفير حماية أفضل للنساء بسبب ارتفاع عدد عمليات القتل التي تستهدفهن منذ توصية السلطات بالعزل المنزلي في 11 مارس/اذار.