حنان شاهين حين ترسم تنفصل عن العالم

التشكيلية المصرية تؤكد أن بينها وبين لوحاتها علاقة خاصة.
استفادة الفنانين من تراثهم ساهم في نهضة الفنون التشكيلية العربية
حنان شاهين تميل إلى استلهام أعمالها من الطبيعة وألوانها التي تراها مثل "أوبريت لونى رباني"

قالت الفنانة التشكيلية المصرية، حنان شاهين، إن هناك علاقة خاصة تجمع بينها وبين لوحاتها، وأنها حين تمارس الرسم تنفصل عن العالم، وتبقى في حالة حوار مع لوحتها، وتعيش لحظات مفعمة بالدهشة والتأمل واليقين في الله. والأمل في واقع أفضل للإنسانية جمعاء.
وأضافت حنان شاهين، فى مقابلة مع "ميدل إيست أونلاين"، بأنها حين تمسك بريشتها فإنها تركز في كل تفصيلة، وتدخل في حالة من صفاء النفس، والخلاص من كل طاقة سلبية، وتشعر بأنها في حالة هروب من الواقع، إلى عالم من الخيال الذي تندمج فيه مع الريشة واللوحة من أجل خلق عالم خاص مليء بالبهجة والجمال.
وحول موضوعات لوحاتها، قالت إنها تميل إلى استلهام أعمالها من الطبيعة وألوانها التي تراها مثل "أوبريت لونى رباني". وتشاهدها وكأنها تتمايل مع الريح لتعزف أنشودة الحياة، وأنها ترى فرشاتها وكأنها تتراقص بين ثنايا الطبيعة وتفاصيلها التي تكتسب ألوانها من ضوء الشمس والقمر، فتنقل بريشتها تلك المناظر الجذابة وما يصاحب رؤيتها من أحاسيس إنسانية فياضة بمشاعر المحبة والسلام.
أنماط فنية حديثة 
وترى حنان شاهين، أن المرأة برقتها وجمال روحها، تشكل جزءاً مهما في أعمالها الفنية، وترى فيها الكثير من مكونات الطبيعة، بسحرها وانسيابية مشاعرها، وأن المرأة تظل هي المسيطر الأكبر على فرشاتها، والحاضر الأول في معظم لوحاتها.
وحول رؤيتها لحاضر ومستقبل المشهد التشكيلي العربي، تقول شاهين، إن حالة من التطور الكبير والسريع يشهدها المشهد التشكيلي العالمي مثل ظهور العديد من الأنماط الفنية الحديثة، وأن الفنان العربي تأثر بهذا التطور، ونجح في تنويع أفكاره وأدواته، لتقديم فن يُعبر عن مشاعر الناس، ويؤثر بشكل إيجابي في المجتمع، وهو في ذلك – أي الفنان العربي – متأثر ومعبر عن تراثه وتاريخه وحضارته المتفردة، وبيئته الغنية بكل المفردات التشكيلية، التي جعلت من الفنان العربي متميزاً عن أقرانه بالعالم بفضل ما تزخر به بيئته من مقومات مُلهمة، وما يزخر به تراثه من فنون وحكايات وقصص تقترب في تفاصيلها من الأسطورة.
ألوان المرأة 
وحول رؤيتها لما يُثار عن وجود فن نسوى، وآخر ذكوري، قالت إنه لا يمكننا الجزم بوجود تلك المسميات، وإنما هناك فارق في التناول الفني وفى اللمسة الإبداعية، وفى اختيار المفردات التشكيلية، بجانب أن هناك أنماطا تشكيلية تحتاج للمسة نسائية.
وتضيف شاهين بأن اللمسات الفنية اللافتة تكون أكثر وضوحا وحضورا في الأعمال الفنية للنساء، وذلك لما يتمتعن به من لطف وأحاسيس ومشاعر جياشة، وجنوح نحو السلام والسكينة والهدوء، وأن المرأة أكثر قدرة على اختيار الألوان وخاصة الألوان التي تمنح بهجة وأملا مثل اللون البنفسجى، ورأت بأن الفنانات العربيات في حالة نهضة دائمة.

وشددت الفنانة المصرية على أهمية المشاعر والأحاسيس ودورها في العمل الفني، مؤكدة بأن أهمية المشاعر والأحاسيس في العمل الفني تسبق أهمية امتلاك الفنان لأدواته الفنية، لأن العمل الفني بلا إحساس ومشاعر هو عمل لا قيمة له.
تغييب إعلامي 
وحول ما يعيشه الفنانون العرب من معاناة، قالت الفنانة إن معاناة التشكيلين العرب تتفاوت من بلد لآخر ومن فنان لآخر، وأن ما وصفته بـ " تغييب الفنانين التشكيليين" عن وسائل الإعلام، هو أحد أوجه المعاناة التي يعيشها المشهد التشكيلي بالعالم العربي، عكس البلاد الأوروبية التي تحتفي بفنانيها وتتيح لهم مساحات إعلامية كبيرة لتقديم إبداعاتهم، بجانب تراجع الوعي بالفنون ودورها في نهضة المجتمعات، ونظر البعض إلى الفنون التشكيلية بأنها "ملهاة" والتعامل معها بحالة من اللا مبالاة.
كما رأت أن الفنانات العربيات هنً صاحبات النصيب الأكبر من المعاناة التي يعيشها التشكيليون العرب، وذلك بسبب تأثرها بالكثير من الموروثات والعادات والتقاليد التي تحول دون إتاحة الفرصة لها لممارسة الفن، مثل عدم تمتعها بحرية السفر للمشاركة بالمعارض والملتقيات الفنية، مثل الفنانين الرجال، والتزامها بالحيطة والحذر في التعبير عن مشاعرها، وقيام الكثير من الفنانات بدور الزوجة والأم والموظفة في آن واحد، مما يؤثر على حجم المساحة المتاحة لها لممارسة الفن.
الفنون وحياة الناس
وحول مدى تمكن الفنان التشكيلي العربي، من العيش من نتاج ممارسته للفنون، رأت أن الأمر يختلف من فنان لآخر، وأن الأمر يتوقف على قدرة الفنان في تقديم عمل فني يجذب المتلقي، ويخطف أنظار من يهتمون باقتناء الأعمال الفنية، وأشارت إلى أن الفنون التشكيلية باتت جزءاً من حياة الناس، وصارت موجودة في كل شيء، مثل صناعة الملابس، وتنسيق الألوان، وتزيين المباني.. إلخ. وهى أمور – بحسب قولها – منحت المزيد من الفرص لكل فنان، بما يمكنه من جعل ممارسته للفنون مصدرا لدخله. 
يذكر أن حنان شاهين، فنانة مصرية متخصصة في التصوير الزيتي، وقد شاركت أعمالها في العديد من المعارض والملتقيات الفنية بمصر والعالم، بجانب إقامتها لعدد من المعارض الخاصة، بجانب حصولها على عدد من التكريمات وشهادات التقدير داخل مصر والعالم العربي.