حياة أول ربانة طائرة مغربية في 'ثريا الطير الحر'

الفيلم يسلّط الضوء على أهم محطات من مسيرة ثريا الشاوي وينقل لحظات مهمة من طفولتها إلى يوم اغتيالها على يد المستعمر الفرنسي.

الرباط – من المنتظر أن يعزز الفيلم الوثائقي التاريخي "ثريا الطير الحر" قاعات العروض السينمائية في المغرب قريبا، حيث انتهى المخرج المغربي ربيع الجوهري من تصوير العمل الذي استغرق سنوات بين التحضير والتصوير.

ويسلط الفيلم الضوء على السيرة الذاتية للشهيدة المغربية ثريا الشاوي، أول امرأة ربان طائرة في المملكة ورائدة في الأدب والثقافة والفكر النسائي الداعي الى تحرر المرأة.

ويغوص الجوهري في أهم محطات حياة الشاوي وينقل لحظات مهمة طبعت مسيرتها من الطفولة الى يوم اغتيالها على يد المستعمر الفرنسي، ليقدم صورة جديدة على المرأة بعيدا عن الطريقة النمطية التي تقدمها عنها الأعمال السينمائية العربية والتي تتجاهل نموذج السيدات المميزات اللواتي تحدين الجهل والتبعية وساهمنا في تحرير بلدانهن من المستعمر.

كما يصوّر الفيلم رغبة الفتاة الشابة في أن تصبح قائدة طائرة رغم صغر سنها (15 عاما) خاصة في فترة تعيش فيها البلاد تحت طائلة الاستعمار، لكن والداها يساعدانها على تحقيق حلمها واستطاع والدها تسجيلها بمدرسة الطيران لتبدأ مرحلة جديدة من الصعوبات والمعاناة التي تعترضها الفتاة الا أنها تنجح في تجاوزها وتتخرّج وتصبح ربانة طائرة.

ويجسد بطولة "ثريا الطير الحر" كل من الممثلة المغربية الشابة أسية بوحدوز في دور الشاوي ومنال الصديقي في دور والدة ثريا ويونس الهري والحسين بوحسين وآخرين في أدوار ثانوية. في حين تكفّل بإنتاج الفيلم كل من حسن الشاوي وجابر العبودي.

وعن تأخر موعد عرض العمل في قاعات السينما المغربية قال المخرج في تصريح لموقع هسبريس المغربي إنه "اضطر إلى تصوير العمل على مرحلتين بسبب المشاكل المادية التي صادفته جراء عدم تمكنه من الحصول على دعم المركز السينمائي المغربي، ليقرر اللجوء إلى الإنتاج الذاتي".

وأضاف أنه "حرص بشدة على انتقاء الديكورات ومواقع التصوير لأن الفيلم يؤرخ لفترة زمنية قديمة وكان لا بد من أخذ ذلك بعين الاعتبار، سواء على مستوى الملابس أو المحيط الذي يجري فيه التصوير، بحيث حرص على عدم إظهار أي عناصر جديدة توحي إلى العصر الحديث"..

ولأن الفيلم يحمل جانبا توثيقيا فقد استعان الجوهري في كتابة السيناريو بمؤرخ المملكة عبدالحق المريني، الذي منحه اقتباسا لتواريخ وأحداث عن ثريا الشاوي من كتابه الخاص عن سيرتها. كما ساعده شقيق الراحلة الفنان التشكيلي صلاح الدين الشاوي خلال لقائه به في فرنسا، في نسج خيوط الفيلم من خلال روايات دقيقة عنها وتفاصيل خاصة.