خامنئي يوصي بالاستمرار في انتهاك الاتفاق النووي

الرئيس الإيراني يزعم أن بلاده كانت جاهزة لتقوم بـ"مفاوضات مثمرة" مع واشنطن وأن فرنسا أعدت خطة "كانت قابلة للقبول"، متهما البيت الأبيض بمنع التوصل لنتيجة.

روحاني يؤكد رفضه اتصالا هاتفيا من ترامب
طهران قوضت مبادرة ماكرون للحوار وتزعم الرغبة في الحوار
إيران تنفتح على الحوار والعناد في التعاطي مع مأزقها النووي
إيران تستمر في سياسة الهروب إلى الأمام في التعاطي مع أزمتها النووية


طهران - أكد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي اليوم الأربعاء أن بلاده ستستمر في تقليص التزاماتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق الموقع في العام 2015 "بشكل دقيق وكامل وشامل حتى تصل إلى النتيجة المرجوة".

وتأتي تصريحات خامنئي لتقطع الشك باليقين أن إيران ماضية في خرق الاتفاق ضمن تكتيك يعتمد على التصعيد وسياسة الهروب إلى الأمام في التعاطي مع مأزقها النووي.

وتعتبر تصريحات خامنئي توصية علنية للاستمرار في انتهاك الاتفاق النووي ومحاولة للضغط على الدول الأوروبية المتوجسة من انهيار الاتفاق، لانتزاع المزيد من الدعم الأوروبي بعد أن أدان الزعماء الأوروبيون الذين وقعت دولهم على اتفاق 2015 العدوان الإيراني على منشأتي نفط سعوديتين ودعوتهم طهران للتوقف عن أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والانفتاح على اتفاق نووي جديد.

ووصف المرشد الإيراني محاولات الإدارة الأميركية لعقد لقاء بين الرئيسين دونالد ترامب وحسن روحاني، بالتمثيلية.

وقال خامنئي في اجتماع مع قادة قوات الحرس الثوري الإيراني بالعاصمة طهران "واشنطن وبدعم من دول الاتحاد الأوروبي تحاول عقد لقاء بين ترامب والرئيس حسن روحاني، لكن هذه المحاولة عبارة عن تمثيلية".

إيران ماضية في خرق الاتفاق النووي
إيران ماضية في خرق الاتفاق النووي

وأوضح أن واشنطن تحاول عبر سياسة الضغوط القصوى إخضاع إيران، مبينا أن الإدارة الأميركية تواجه حاليا العديد من المشاكل.

وتصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في مايو/ايار من العام الماضي وفرضه عقوبات على القطاعات النفطية والمصرفية لطهران.

وإثر ذلك اشترطت إيران على أوروبا تقديم دعم اقتصادي إضافي لها كي تحافظ على الاتفاق.

كما تشهد المنطقة توترا بين طهران من جهة والولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى بعد هجمات استهدفت الشهر الماضي منشأتي نفط لشركة "آرامكو" السعودية.

وحملت واشنطن إيران مسؤوليتها، فيما نفت الأخيرة أي صلة لها بالهجمات وهددت بالرد في حال تم استهدافها عسكريًا.

واليوم الأربعاء أعلن روحاني أن طهران لا تزال "منفتحة" على الحوار بعد فشل المبادرة الفرنسية الهادفة للتقريب بين الأميركيين والإيرانيين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأكد أن إيران كانت جاهزة لتقوم بـ"مفاوضات مثمرة"، وذلك في إشارة إلى جهود نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الدبلوماسية في نيويورك يومي 23 و24 سبتمبر/أيلول.

إيران أفشلت وساطة ماكرون لترتيب لقاء بين ترامب وروحاني
إيران أفشلت وساطة ماكرون لترتيب لقاء بين ترامب وروحاني

وسعى ماكرون لأن يتم عقد لقاء مباشر بين روحاني ونظيره الأميركي دونالد ترامب، إلا أن جهوده اصطدمت بعناد إيراني لم يكن مستغربا في سياق التصعيد وسياسة الهروب إلى الأمام.

وقال الرئيس الإيراني في اجتماع لمجلس الوزراء "من وجهة نظري، لا يزال الطريق أمام الحوار مفتوحا"، مثنيا على جهود الرئيس الفرنسي قائلا إنه "بذل قصارى جهده خلال الـ48 ساعة في نيويورك وخصوصا خلال الـ24 ساعة الأخيرة" هناك، وذلك في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي.

وأوضح روحاني أن فرنسا أعدت خطة "كانت قابلة للقبول"، لكن "البيت الأبيض هو من منع التوصل لنتيجة".

وتابع "في ذروة المفاوضات الدبلوماسية، أعلن الرئيس الأميركي مرتين خلال 24 ساعة بوضوح أن الولايات المتحدة تريد تكثيف العقوبات ضد إيران".

وقالوا أيضا "قلت لأصدقائنا الأوروبيين: ما الذي علينا تصديقه؟ هل نصدق ما تقولونه أنتم، أن الولايات المتحدة حاضرة لرفع العقوبات أو ما يقوله الرئيس الأميركي؟"، معتبرا أن انعدام الثقة هو ما منع عقد اللقاء بينه وبين ترامب في نيويورك.

ولم يشر روحاني خلال كلمته إلى أنه كان ينوي عقد محادثة مباشرة مع ترامب، هاتفيا أو وجها لوجه.

وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن ماكرون تمكن من إقناع ترامب بالاتصال بروحاني في 24 سبتمبر/أيلول عبر خط مؤمن أعدّه الوفد الفرنسي خصيصا لهذا الغرض في نيويورك، وبموافقة الطرفين، يربط بين فندق لوتي حيث يقيم الرئيس الأميركي وفندق "ميلينيوم" حيث الوفد الإيراني، لكن روحاني رفض بنهاية الأمر قبول الاتصال.

ماكرون تمكن من إقناع ترامب بالاتصال بروحاني في 24 سبتمبر عبر خط مؤمن أعدّه الوفد الفرنسي خصيصا لهذا الغرض في نيويورك وبموافقة الطرفين، لكن روحاني رفض بنهاية الأمر قبول الاتصال

وأعلن روحاني مطلع سبتمبر/أيلول أن إيران ترفض بالمبدأ فكرة "مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة"، مؤكدا ما تردد عن رفضه إجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي.

وأضاف أن "تحوّل هذا الموضوع إلى خبر صادم كان مهما جدا بالنسبة للأميركيين. وكانت ستترتّب عليه تغيّرات في معادلات السياسة الداخلية للولايات المتحدة. ما يهمنا هو مصالحنا، وليس ما يستهدفونه".

ونفى الرئيس الإيراني الاقتراب من الحل في ما يخص الخلاف بين بلاده وواشنطن، مبينا أن المسألة هامة وحساسة وأكبر من أن يتم التوصل إلى حل لها خلال ساعات.

وأشار إلى أن الخطة التي تقترحها فرنسا من أجل المباحثات بين طهران وواشنطن، يمكن قبولها.

وتابع "حسب الخطة الفرنسية لن تكون إيران ساعية للتسلّح النووي وستساهم في تحقيق السلام بالمنطقة وأمن الممرات المائية وهذا ما نفعله أصلا. في المقابل، سترفع واشنطن جميع العقوبات عن طهران وسيتم السماح ببيع البترول وإيصال عائداته إلينا".

وأوضح أن هناك محاولات مستمرة لعقد قمة في نيويورك لمجموعة "5+1"، مبينا عدم اعتراضهم على ذلك حال توفرت الشروط المناسبة.

واشترط روحاني من أجل عقد اجتماع للسداسية الدولية، عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الموقع في العام 2015.

واستطرد "السُبل غير مسدودة بعد. بلدان الاتحاد الأوروبي وغيرها تسعى من أجل هذا. جميع الطرق مفتوحة في حال تم احترام القانون الإيراني".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد كشفت الثلاثاء أن روحاني رفض إجراء مكالمة هاتفية مع ترامب خلال مشاركة الزعيمين في الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انعقدت بمدينة نيويورك خلال الفترة ما بين 17-27 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأشارت إلى أن المكالمة الهاتفية المحتملة كانت ستجري بوساطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث توجه شخصيا إلى مكان إقامة روحاني في نيويورك وعرض المقترح على الوفد الإيراني.