خروقات البوليساريو تضع جهود التسوية على حافة الانهيار

البوليساريو أجرت تدريبات عسكرية ونقلت مقارا إلى بلدة لمهيريز، في انتهاكات تثبت مرّة أخرى أنها لا ترغب في إنهاء النزاع.

المغرب ينّبه مجلس الأمن لانتهاكات البوليساريو في المنطقة العازلة
الرباط تدعو المجتمع الدولي لإدانة انتهاكات البوليساريو
خروقات البوليساريو تؤكد أن لا رغبة لها في إنهاء النزاع في الصحراء المغربية
المغرب يوثق انتهاكات البوليساريو في المنطقة العازلة

نيويورك - ندد المغرب في رسالة وجهها الخميس إلى مجلس الأمن الدولي بانتهاكات واستفزازات جبهة البوليساريو في الصحراء المغربية، مؤكدا أنها تهدد بوقف إطلاق النار الساري.

وأخذ المغرب في رسالته التي تضمنت صورا، على الجبهة الانفصالية تنظيمها في 6 يناير/كانون الثاني تدريبات عسكرية في لمهيريز وتدشينها في اليوم التالي مقار إدارية في البلدة ذاتها.

وأضافت الرسالة أن البوليساريو نشرت في 8 يناير/كانون الثاني عربات عسكرية في المنطقة العازلة بالكركرات.

وجاء في الرسالة "تدين المملكة المغربية بشدة هذه الممارسات المزعزعة للاستقرار" والتي "تهدد بشكل خطر وقف إطلاق النار".

وتابعت "يدعو المغرب مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء (مينورسو) إلى إدانة هذه الانتهاكات ومطالبة بوليساريو بوقفها فورا وتنفيذ تعهداتها واحترام قرارات مجلس الأمن".

وتهدد خروقات البوليساريو واستفزازاتها بإعادة جهود المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر إلى المربع الأول ما قد يعيد خلط أوراق كولر الذي سعى جاهدا لكسر جمود المفاوضات.

والمغرب الذي اعتمد على دبلوماسية هادئة تبحث عن حل دون التفريط في الثوابت الوطنية ومن ضمنها ملف الصحراء، تجنب مرارا الوقوع في فخ الاستفزازات ودأب على تنبيه المنظمة الأممية والمجتمع الدولي على الانتهاكات الواسعة للجبهة الانفصالية.

وتشكل الرسالة التي وجهها إلى مجلس الأمن الدولي أحدث تنبه للهيئة الأممية لجهة تحمل مسؤوليتها بوصفها الراعي للمفاوضات وتنبيها لخطورة الوضع ولتداعياته الوخيمة ما لم تتحرك الأمم المتحدة للجم انتهاكات البوليساريو.

البوليساريو تتجاهل القرارات الدولية بتدريبات عسكرية ونقل مقار للمنطقة العازلة
استفزازات متواصلة للجبهة الانفصالية

وتؤكد الرسالة أيضا وجاهة المسار الذي تنتهجه المملكة المغربية في التعاطي مع الخروقات المتكررة لجبهة البوليساريو وحرص الرباط الدائم على معالجة ملف النزاع في الصحراء ضمن أطر القانون والمواثيق الدولية.

ومن المتوقع أن تلقي انتهاكات البوليساريو الأخيرة في المنطقة العازلة بالكركارات وشرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية، بظلال ثقيلة على الاجتماع متعدد الأطراف الذي قد يعقد وسط أجواء مشحونة بدفع من الجبهة الانفصالية خلافا للأجواء التي سادت الاجتماع الأول في ديسمبر/كانون الأول 2018 والتي وصفت بأنها كانت ايجابية.

ويضع تجاهل البوليساريو لالتزاماتها الدولية جهود كولر على المحك بينما يستدعي هذا الوضع تحركا حاسما من الأمم المتحدة دون تأخير تجنبا لنسف الجهود الأممية في ملف الصحراء.

ومن المقرر إجراء مشاورات مغلقة حول الصحراء المغربية في مجلس الأمن في 29 يناير/كانون الثاني. وسيبحث الاجتماع خصوصا استئناف المباحثات متعددة الإطراف (المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا) برعاية الأمم المتحدة التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2018 بجنيف.

وخلال تلك الجولة الأولى في بداية ديسمبر/كانون الأول وهي الأولى منذ 2012، تعهدت الأطراف الاجتماع مجددا في بداية 2019 لمتابعة المباحثات لكن بدون تحديد تاريخ ومكان الاجتماع.

وتظهر انتهاكات البوليساريو أنها لا ترغب في إنهاء النزاع ولا تملك إرادة أصلا لتقرير ذلك وسط شكوك حول دور جزائري يدفع لتأزيم الوضع وقطع الطريق على أي تسوية خاصة أن خروقات الجبهة الانفصالية تأتي مع اقتراب موعد الجولة الثانية من اجتماع "المائدة المستديرة" حول ملف الصحراء.

وكان لافتا في الفترة الأخيرة أن الجبهة حرصت على تسويق رواية مضللة حاولت فيها مغالطة مجلس الأمن بالتحذير من إمكانية حدوث توغل من قبل الجيش المغربي في المنطقة العازلة.