خسائر ثقيلة تدفع إيران لتخفيض ميليشياتها في سوريا

غارات إسرائيلية تستهدف قوات إيرانية ومجموعات عراقية موالية لها في شرق سوريا أسفرت عن مصرع 14 مقاتلاً.

دمشق - كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن إيران بدأت في الخروج من سوريا وإخلاء قواعدها هناك، تحت وطأة القصف الإسرائيلي وذلك للمرة الأولى منذ انخراطها في الحرب السورية عبر ميليشيات يقودها الحرس التوري الإيراني.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون في "الكرياه" مقر وزارة الدفاع بتل أبيب في تصريحات لقناة "كان" الرسمية، إن إيران بدأت للمرة الأولى منذ دخولها سوريا في تقليص قواتها وإخلاء قواعدها هناك، على خلفية القصف الإسرائيلي المتواصل.
وأضافت المصادر أن النظام السوري دفع ثمنا فادحا بسبب التواجد الإيراني داخل البلاد حيث تحول إلى "عبء" بالنسبة لنظام بشار الأسد.
وتابعت أن إسرائيل سوف تكثف الضغط على إيران حتى خروجها من سوريا تماما.
ونقلت القناة عن وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت قوله "نحن أكثر تصميما (..) سيكون الثمن الذي يدفعه الجنود الإيرانيون الذين يأتون للأراضي السورية ويعملون بها هو حياتهم".
وأضاف بينيت "لن نسمح بإقامة قاعدة إيرانية أمامية في سوريا"، مطالبا طهران بالتركيز على إدارة الأزمة الناجمة عن تفشّي فيروس كورونا المستجدّ في إيران.

وأمس الثلاثاء، قتل 14 مقاتلا خلال غارات إسرائيلية استهدفت قوات إيرانية ومجموعات عراقية موالية لها في دير الزور شرق سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الجو الإسرائيلية استهدفت الثلاثاء مواقع إيرانية في بادية كل من القورية والصالحية والميادين بريف دير الزور الشرقي، مشيرا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.

وجاء شن الغارات في دير الزور بعد وقت قصير من قصف جوي اتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذه واستهدف مستودعات عسكرية في منطقة السفيرة في محافظة حلب شمالاً.

وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية داعمة لقوات النظام السوري في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصاً بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين.

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفةً بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

ال
مقاتلو حزب الله يعودون في توابيت إلى لبنان

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أن إيران "دخلت" سوريا في إطار الحرب الدائرة في هذا البلد منذ 2011 وتسعى الى "ترسيخ" مكان لها على الحدود الاسرائيلية من أجل "تهديد" مدن مثل "تلّ أبيب والقدس وحيفا".وفي 28 فبراير/ شباط الماضي، قال بينيت، في حديث مع صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، إنهم يهدفون إلى إبعاد إيران من سوريا خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
وتكبدت إيران خسائر فادحة في صفوف ميليشياتها في سوريا خلال الأشهر الماضية، حيث شنت إسرائيل عشرات الغارات الجوية استهدفت فيها البنية التحتية للقوات الإيرانية ومراكز بحثية تعمل على تطوير أسلحة كيميائية، وعشرات القوافل من الأسلحة التي وصلت من العراق إلى سوريا، حسب "جيروزاليم بوست".

وأسفرت هذه الهجمات عن قتل العشرات من القوات الإيرانية ودمرت عدد كبير من الأسلحة المتطورة التي خففت طهران من شحنها نحو سوريا مؤخرا خوفاً من استهدافها.

وحسب تقرير لمجلة "فورين بوليس" الأميركية لعام 2018 تمتلك إيران 11 قاعدة في جميع أنحاء سوريا، وتسع قواعد أخرى لقوات الميليشيات التابعة لها في جنوب حلب وحمص ودير الزور بالإضافة إلى 15 قاعدة أخرى تابعة لحزب الله اللبناني.

وقالت المجلة الأميركية إن إيران أنفقت في سوريا أكثر من 30 مليار دولار وخسرت أكثر من 2000 عنصر سواء من قواتها أو من الميليشيات التي جمعتها من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وبالإضافة إلى تلك الخسائر بدأ نفوذ طهران في سوريا يتلاشى منذ مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني مطلع يناير الماضي في غارة أميركية ببغداد بعد ان كان يشرف لسنوات عن خطة التمدد الإيراني في المنطقة.

ومنذ تلك العملية الأميركية الدقيقة تواجه إيران تحديًا حقيقيًا أمام رغبة الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل في إخراجها من سوريا بالكامل، وهو أحد الشروط الـ12 التي وضعها وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو من أجل التوصّل إلى اتفاق جديد مع إيران.