خطر تغير المناخ يدفع محتجين لغلق طرق رئيسية بواشنطن

العالم يشهد بالخمس سنوات الأخيرة أعلى درجات الحرارة منذ بدء تدوينها في السجلات عام 1850، ما يعكس ذوبان الطبقة الجليدية بالقطبين الجنوبي والشمالي ويهدد بارتفاع منسوب المياه في المناطق الساحلية.
تغير المناخ بصدد رسم جغرافيا جديدة لكوكب الأرض
الأنشطة البشرية واعتدائاتها الصارخة على البيئة تفاقم أزمة المناخ

واشنطن - أغلق ناشطون محاور طرق رئيسية في العاصمة الأميركية واشنطن، وفي وسط أحد الشوارع شكلوا سلسلة بشرية وربطوا أنفسهم بمركب شراعي، في إطار مساعيهم للضغط على الساسة الأميركيين لمكافحة تغير المناخ.

وكان الناشطون يسعون أمس الاثنين للفت الانتباه إلى قمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك، حيث يجتمع أكثر من 60 من زعماء الدول، بينها دول صغيرة على جزر مهددة من ارتفاع منسوب مياه البحار.

ويتوقع خلال هذه القمة أن تقطع الشركات تعهدات جديدة بخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

واستهدف الناشطون مناطق في واشنطن العاصمة منها فاراجوت سكوير وكولومبوس سيركل وقرب محطة قطارات يونيون وفولجر بارك في كابيتول هيل.

ويدعم الاحتجاج الذي يطلق عليه اسم (اغلقوا واشنطن) 24 جماعة منها (مترو دي.سي) و(إكستينكشن ريبليون) و(بلاك لايفز ماتر).

وقالت ألينا جيرتس المتحدثة باسم شرطة واشنطن إن "الاعتقالات تمت بسبب إغلاق الطرق". وألقت الشرطة القبض على 26 شخصا.

وتروج جماعة إكستينكشن ريبليون، التي تقول إنها مدعومة من مئات العلماء، لعصيان مدني سلمي للضغط على الحكومات من أجل الحد من انبعاثات الكربون والحيلولة دون وقوع كارثة مناخية تخشى أن تؤدي إلى تجويع الناس وإلى انهيار مجتمعات.

وعطلت الجماعة في أبريل/نيسان الماضي أجزاء من لندن لمدة أكثر من 11 يوما، فأوقفت القطارات وشوهت واجهة شركة 'شل' العملاقة للطاقة.

وكانت الأمم المتحدة قد أفادت الأحد الماضي خلال قمة تناقش تغير المناخ، أن السنوات الخمس الأخيرة (2015-2019) مثلت الفترة الأشد حرا منذ بدء تدوين درجات الحرارة في السجلات بشكل منهجي منتصف القرن التاسع عشر.

وتؤكد معلومات حديثة إلى تواصل النسق المسجل خلال السنوات الخمس الأخيرة التي اعتبرت الأشد حرا منذ العام 1850، إذا كان يوليو/تموز 2019 أكثر حرارة في العالم منذ بدء قياس درجاتها.

ويشكل ارتفاع الحرارة خطرا على المناطق القطبية التي تعتبر إلى جانب المناطق الساحلية الأماكن الأكثر عرضة لتداعيات هذه الظاهرة.

ونقل موقع فرنسا 24 قول ستيفن بيلشر المسؤول عن المكتب البريطاني للأرصاد الجوية إن "بعض البلدان ستعاني من تداعيات الاحترار المناخي كموجات الحر والفيضانات، أكثر من غيرها".

ويتوقع علماء استنادا إلى معلومات أولية أن يبلغ تركز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مستويات قياسية جديدة في نهاية العام 2019.

ومن شأن ارتفاع منسوب ثاني أكسيد الكربون أن يعمق أزمة المناخ فيما يتعلق بالانحباس الحراري، حيث تشير تقارير إلى أن الأنشطة البشرية وارتفاع الحرائق بغابات تمثل "رئة الأرض"، ساهمت بشكل أساسي في تأزم المناخ.

ويشهد العالم احتجاجات مستمرة بشأن خطر أزمة المناخ التي تهدد البشرية، حيث يحمل ملايين المحتجين المسؤولية للحكومات في تفاقم هذه الأزمة، فيما يتهم بعضهم دولا وشركات كبرى في ممارسة أنشطة تؤثر سلبا على المناخ الحيوي لكوكب الأرض.

وطالت اتهامات الحكومة البرازيلية وشركات كبرى أميركية وأخرى عالمية، بالوقوف وراء حرائق الأمازون وقطع مليارات الأشجار بنفس الغابة، لممارسة أنشطة زراعية وتجارية وهو ما اعتبره منظمات دولية اعتداءا صارخا على البيئة.

ويدلي تقرير نشر قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن المناخ، بصورة قاتمة عن الوضع الناجم عن تقاعس الدول عن تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة.

وتسببت ظاهرة الاحترار المتفاقمة أيضا بسبب ارتفاع ثاني أكسيد الكربون، في ارتفاع مستوى المحيطات بالعقد الأخير إلى 4 ميليمترات في السنة بدلا من ثلاثة نتيجة تسارع وتيرة ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي.

ويرجح العلماء أن يبلغ ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مستويات قياسية نهاية 2019، بسبب ازدياد الانبعاثات الناجمة عن استخدام الفحم والنفط والغاز سنة 2018 التي يتوقع أن تواصل ارتفاعها حتى عام 2030

وبغية حصر ارتفاع الحرارة بـ1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاق باريس بشأن المناخ، يرى خبراء أن الأمر بات مستبعدا في حال بقيت التزامات البلدان بخصوص انبعاثات غازلات على حالها، ما يزيد ارتفاع الحرارة بواقع 2.9 إلى 3.4 درجات مئوية بحلول العام 2100.

ويمكن أن يكون الاحترار في  الواقع أشد من المتوقع، فبحسب السينريوهات وبحسب أحدث نماذج المحاكاة التي لم تعتمدها بعد الأمم المتحدة، قد ترتفع الحرارة 7 درجات مئوية.