خطوات أخيرة قبل إرسال قوات اميركية الى السعودية

ولي العهد السعودي يبحث مع وزير الدفاع الأميركي عملية نشر القوات لغايات دفاعية في حين لا تزال الرياض تنتظر نتائج التحقيق في الهجمات على ارامكو.

القاهرة - ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلقى اتصالا هاتفيا الأربعاء من وزير الدفاع الاميركي مارك إسبر بحثا خلاله الترتيبات الجارية لإرسال قوات اميركية ذات طبيعة دفاعية إلى المملكة.
وقالت الوكالة إن الأمير محمد أبلغ إسبر بأن الهجوم الذي تعرضت له منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو في الآونة الأخيرة يعد "تصعيدا خطيرا تجاه العالم بأسره يتطلب وقفة حازمة حفظا للسلام والأمن الدوليين".
وأدت هجمات 14 أيلول/سبتمبر التي استهدفت شركة النفط الحكومية ارامكو الى خفض انتاج المملكة من النفط الخام الى النصف في البداية، ما أثار بلبلة في أسواق الطاقة العالمية وزاد من التوترات الإقليمية.
وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير للصحفيين الأربعاء إن بلاده تتشاور مع "أصدقائها وحلفائها بشأن الخطوات المقبلة التي ستتخذها"، لكنها لا تزال بانتظار نتائج التحقيق.
واتهمت السعودية والولايات المتحدة والقوى الأوروبية إيران بالمسؤولية عن الهجوم رغم إعلان جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عنه.
وقال الجبير أثناء مؤتمر بعنوان "متحدون ضد إيران النووية": "لا يمكن أن يمر (الهجوم) دون رد، ولا بد أن تتحمل إيران العواقب".

لا يمكن أن يمر الهجوم دون رد، ولا بد أن تتحمل إيران العواقب

وأسفر الهجوم عن أضرار بأكبر معمل لتكرير النفط في العالم، وفقدان ما يزيد على خمسة في المئة من إمدادات النفط العالمية.
وكان الجبير أبلغ الصحفيين الأربعاء على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الأمم المتحدة أرسلت أفرادا للمشاركة في التحقيق مضيفا أن دولا أخرى أرسلت خبراء لنفس الغرض.
وقال "عندما ينتهي فريق التحقيق من عمله سنعلن النتائج".
وسافر خبراء من الأمم المتحدة يراقبون عقوبات مجلس الأمن على إيران واليمن إلى السعودية بعد أيام من الهجوم، غير أن تقاريرهم إلى المجلس التابع للأمم المتحدة لن تُرفع قبل شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني.
ويرفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقريرين سنويا لمجلس الأمن الدولي عن تنفيذ حظر للأسلحة على إيران وقيود أخرى جرى تطبيقها عقب موافقة طهران على الاتفاق النووي مع القوى العالمية عام 2015.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الفرنسية إن بلادها أرسلت مطلع الأسبوع سبعة خبراء عسكريين للمشاركة في التحقيق منهم خبراء في المتفجرات ومسار الصواريخ وأنظمة أرض-جو الدفاعية.

بغداد تحاول البقاء في المنتصف
بغداد تحاول البقاء في المنتصف

من جهة ثانية، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي حيث تركّزت محادثاتهما حول الهجمات على ارامكو.
وقالت وكالة الانباء السعودية إن الاجتماع تناول "تطورات الأوضاع الإقليمية وفي مقدمتها الهجمات التخريبية التي تعرضت لها معامل أرامكو السعودية في بقيق وخريص، مؤكدا دولته حرص جمهورية العراق على أمن المملكة واستقرارها".
وبغداد عالقة بين حليفيها الرئيسيين طهران وواشنطن فقد نفت أي صلة لها بالهجمات وسط تقارير تزعم بأن الهجوم شن من العراق.
واكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنه لا يوجد أي دليل بأن الهجمات مصدرها العراق.
ويأتي اعراب عبد المهدي عن تضامنه مع السعودية وسط الدفء المستمر للعلاقات بين بغداد والرياض بعد عقود من التوتر.