خمسة جيوش تتأهب لغزو السودان في ذهن مدير المخابرات

تصريحات قوش وان كانت تؤكد على اتهامات البشير للمعارضة بتدبير مؤامرة الا انها تعكس ايضا عمق الأزمة مع توحيد المطالب نحو إسقاط النظام.
اساتذة جامعة الخرطوم يطالبون بتشكيل حكومة انتقالية
وزير الدفاع: نعي تماما سيناريوهات استغلال الأزمة الاقتصادية
قائد الجيش: لن نسمح بسقوط الدولة

الخرطوم - قال مدير المخابرات السودانية صلاح عبد الله قوش الأربعاء إن "خمسة جيوش تنتظر ساعة الصفر" لتتقدم نحو الخرطوم، وذلك مع تحول التظاهرات التي انطلقت في 19 كانون الأوّل/ديسمبر رفضاً لقرار الحكومة زيادة سعر الخبز، إلى حركة احتجاج ضدّ الرئيس عمر البشير.
ويقول محللون إنّ حركة الاحتجاج تشكّل أكبر تحدّ للبشير منذ وصوله إلى سدّة الحكم قبل ثلاثة عقود عبر انقلاب دعمه الإسلاميون.
وقُتل ثلاثون شخصاً منذ بداية الاحتجاجات، وفق حصيلة رسميّة. إلا أنّ منظّمات حقوقيّة تحدّثت عن أكثر من 40 قتيلاً. ورفض البشير التنحّي عن السُلطة، محمّلاً مسؤوليّة أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات إلى "متآمرين".
وتقول منظّمات غير حكوميّة للدّفاع عن حقوق الإنسان، إنّ جهاز المخابرات الذي يُمارس القمع منذ بداية التظاهرات، يعتقل أكثر من 1000 متظاهر وقادة للمعارضة وناشطين وصحافيين. ومن بين هؤلاء، نائب رئيس حزب الأمّة المعارض مريم الصادق المهدي ابنة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي التي اعتقلت الأربعاء فترةً وجيزة من "الجهاز الوطني للأمن والمخابرات" كما ذكرت أسرتها.

الجيوش تنتظر ساعة الصفر لتتقدم نحو الخرطوم بعد إشغالها بالفوضى وأعمال السلب والقتل

وذكر مدير المخابرات في كلمة خلال حفل تخريج ضباط ان "هناك خمسة جيوش تنتظر ساعة الصفر لتتقدم نحو الخرطوم بعد إشغالها بالفوضى وأعمال السلب والقتل وذلك حتى لا تجد من يقاومها" دون تقديم توضيحات.
وأشار  قوش إلى أن "اليسار والحركات المتمردة تسعى لتسلم السلطة لبدء العهد الذي أنتظروه طويلاً"، مشيرا الى ما اسماه "إرتباط مصالح بعض القوى السياسية بالدوائر الخارجية ومحاولة الهجرة اليومية إلى سفاراتها" في السودان.
وأضاف قائلا "نحن نرصد كل ذلك ومحاولة بنائهم أرضية للخنوع للقوى الخارجية والتبعية لها مما يدفع بإتجاه سلب القرار الوطني وإرادته الحرة". دخول القوى الشريرة إلى الاحتجاجات ومحاولة توظيفها فتح الباب للتخريب والفوضى وما تبع ذلك من تداعيات مؤلمة".
وسبق أن قال البشير ان وسائل الإعلام تضخم الأزمة الاقتصادية وحركة الاحتجاجات في مسعى منها "لاستنساخ ربيع عربي" في السودان. واتهم أيضا من أسماهم بـ"مندسين ومخربين" من حركات مسلحة متمردة بقتل المحتجين.
ومنذ سنوات، يُواجه السودانيّون صعوبات اقتصاديّة متزايدة. وتُواجه البلاد تضخّماً يناهز 70% سنوياً، ويعاني عدد كبير من المدن نقصاً في الخبز والوقود خصوصاً.
وخسر السودان ثلثي ايراداته النفطية منذ انفصال جنوب السودان في دولة مستقلة عام 2015.

تراجع اقتصادي مستمر منذ استقلال الجنوب
تراجع اقتصادي مستمر منذ استقلال الجنوب

وقال وزير الدّفاع السوداني عوض بن عوف في بيان إنّ "القوّات المسلّحة تعي تماماً كلّ المخطّطات والسناريوهات التي تمّ إعدادها لاستغلال الظروف الاقتصاديّة الراهنة ضدّ أمن البلاد"، من دون أن يوضح ماهيّة تلك المخطّطات.
من جهته، قال رئيس الأركان المشتركة السودانيّة كمال عبد المعروف الماحي إنّ "القوّات المسلّحة لن تسمح بسقوط الدولة السودانيّة أو انزلاقها نحو المجهول".
وتظاهر نحو 300 أستاذ ومُحاضر الأربعاء داخل حرم جامعة الخرطوم، احتجاجاً على نظام البشير، وفق ما أكّد متحدّث باسمهم.
وقال ممدوح محمّد الحسن، المتحدّث باسم مبادرة أساتذة ومحاضري جامعة الخرطوم، لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء "نفّذ أكثر من 300 من أساتذة جامعة الخرطوم اعتصاماً اليوم الأربعاء داخل مباني الجامعة".
وأضاف أنّ 531 أستاذاً ومحاضراً في جامعة الخرطوم وقّعوا "مبادرة جامعة الخرطوم" التي تتضمّن مجموعة مطالب.
وأوضح الحسن أنّ من "أهم مطالبها قيام حكومة انتقاليّة" في السودان، وهذا ما يُطالب به عدد كبير من المتظاهرين الذين يدعون إلى استقالة الرئيس الذي يحكم البلاد بيَدٍ من حديد.
وتصدّرت جامعة الخرطوم، الأقدم في السودان، تظاهرات ضدّ الحكومة في السابق. لكنّ حركة الاحتجاج الحاليّة يقودها حتّى الآن تجمّع المهنيّين السودانيّين الذي يضمّ مدرّسين وأطباء ومهندسين.