خمسون رواية عربية تشكل معالم الأدب العربي بأبوظبي للكتاب
تتواصل الأحد، فعاليات الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والتي تُقام هذا العام بمشاركة أكثر من 1400 عارض من 96 دولة، حيث يجمع المعرض تحت سقفه أكثر من 60 لغة، فيما تشارك 20 دولة لأول مرة بالمعرض الذي تتواصل فعالياته التي تقدر بـ2000 فعالية وحدث حتى الخامس من شهر مايو/أيار المقبل.
وتتضمن أجندة المعرض في يومه الثاني، جلسة تحمل عنوان "خمسون علامة فارقة في رواية القرن 21 العربية"، يتحدث فيها سعيد الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية والشاعر والناقد والباحث والأكاديمي الدكتور محمد أبوالفضل بدران، والدكتور هيثم الحاج علي أستاذ النقد والأدب العربي الحديث ويديرها سعيد سعيد.
وتستعرض الجلسة قائمة مختارة من أبرز خمسين رواية عربية شكلت معالم الأدب العربي في القرن الحادي والعشرين، وكيف أثرت هذه الروايات في الأدب المعاصر، وطرحها لمختلف القضايا الاجتماعية، والسياسية، والإنسانية التي تهم القارئ العربي، كما يتم تسليط الضوء على أساليب السرد الحديثة، والموضوعات المبتكرة، والتجارب الأدبية التي أضافت عمقاً للحركة الأدبية المعاصرة.
الغموض والفانتازيا
وفي موضوع آخر، يشهد المعرض، الأحد، إقامة جلسة حوارية حول "الغموض والفانتازيا في الأدب العربي"، تتحدث فيها الروائية فدوى الطويل، والروائي عبدالوهاب الرفاعي.
تتناول الجلسة التاريخ الطويل للأدب العربي مع السرد الفانتازي، حيث تتشابك العجائبية بالواقع، وتنبض السير الشعبية بالحياة في قصص تركت أثرًا عميقًا في المخيلة الجماعية.
وفي هذه الجلسة، يأخذ المتحدثان جمهور المعرض إلى عالمَي الجريمة والفانتازيا، لاستكشاف كيف تطوّرا داخل الأدب العربي، من النصوص التراثية إلى الروايات المعاصرة. وكيف يستخدم الكتّاب هذين النوعين الأدبيين لطرح قضايا مجتمعية، وبناء شخصيات معقّدة، وخلق أحداث مشوّقة تحاكي الواقع أو تتجاوزه.
وضمن أجندة المعرض الأحد، تُقام ندوة بعنوان "حكاية لا يبطل سحرها: ألف ليلة وليلة في الدراما العربية"، يتحدث فيها الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، وتديرها الدكتورة نشوى الرويني رائدة الأعمال والصحافية الإماراتية.
تلقي الجلسة الضوء على رحلة "ألف ليلة وليلة" في الدراما، وكيف تعاملت الدراما العربية مع هذا الإرث الحكائي العريق، وكيف تسللت شخصيات "ألف ليلة وليلة" وأساطيرها إلى الأعمال الفنية، وما الذي تغيّر بين الليالي القديمة والليالي الحديثة؛ بحيث نستكشف تحوّلاتها الدرامية، ونتأمل كيف وُظّف سحرها في صناعة المشهد العربي.
وتتناول الجلسة ألف ليلة وليلة، باعتبارها تُمثل شغفاً لا يخفت في الدراما العربية، ومصدر جذب للمشاهد، إذ تتجدد طرق تناولها في كل مرة، تبث فيها الروح من جديد، وتعيد سردها بعيون العصر.
كما يكون زوار المعرض، الأحد، على موعد مع أمسية "أصوات شعبية إماراتية: الونة والتغرودة"، والتي يُشارك فيها الشاعران أحمد سالم بلعبدة الشامسي، ومحمد بن حامد المنهالي، ويديرها خلفان الكعبي.
وفي احتفاء نابض بروح الموروث، تجمع أمسية "الأصوات الشعبية" بين الإيقاع والكلمة، مستحضرة فنون الأداء الشفهي التي شكّلت وجدان المجتمعات عبر الأجيال. من الشلات التي تعبّر عن الفخر والانتماء، إلى الطارج الذي يبوح بأسرار المحبة والحنين، وصولًا إلى الردحة بما فيها من طاقة جماعية وتواصل اجتماعي خاص، تمثّل هذه الفنون مرآةً لنبض الشعوب، وسِجلًا شفهيًا لحكاياتها اليومية وتطلعاتها.
المشاركون في الأمسية يعيدون تقديم هذه الأنماط الأصيلة في قالب يحفظ روحها، ويمنحها حضورًا جديدًا في الذاكرة المعاصرة. إنها لحظة التقاء بين الصوت والهوية، حيث يصبح الأداء الشعبي أكثر من فن، بل سردًا حيًا للثقافة والانتماء.
وفي إطار احتفاء المعرض بالشعر والشعراء، تقام أمسية بعنوان "يد بيد"، يتحدث فيها الدكتور عبدالله بلحيف النعميمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة ويديرها سعيد الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية.
حيث يكون جمهور المعرض على موعد مع أمسية تنسجها الكلمات وتُضيئها المشاعر، ويلتقي عشّاق القصيدة على ضفاف اللغة، في احتفال حيّ بروح الشعر وأصدائه.
المجتمعات الشمال أفريقية
وتحت عنوان "الفن والتراث: المجتمعات الشمال أفريقية في فرنسا"، تقام جلسة حوارية تتحدث فيها المؤرخة نعيمة يحيي، وتُديرها زبيدة دباغ من معهد العالم العربي في باريس.
تلقي الجلسة الضوء على دور المعهد في حفظ وعرض التراث المغاربي، وكيف أسهم في إعادة سرد روايات الهجرة والانتماء من خلال الفنون البصرية، الموسيقى، والذاكرة الحية.
كما تُناقش الجلسة كيف تتقاطع الهوية، والفن، والحنين إلى الوطن في مشاريع فنية ومتاحف حية تنبض بالحكايات، وكيف شكّلت هذه المساحات منصات للتعبير عن الذات، وإعادة صياغة الذاكرة الجماعية للمجتمعات الشمال أفريقية في فرنسا. جمهور الجلسة سيكون في رحلة ثقافية بين المعارض والأرشيفات، تُظهر كيف يتحوّل الفن إلى لغة مقاومة، وحوار، وجسر بين الضفتين.
المعرض يشهد الأحد أيضا، جلسة بعنوان "فلسفة التربية عند ابن سينا"، يتحدث فيها الدكتور عبدالله المطيري، ويُديرها الدكتور علي موسى الحسن.
وتتناول الجلسة البعد التربوي في فكر ابن سينا، باعتباره أحد أبرز أعلام الفلسفة الإسلامية الذين قدّموا تصورًا متكاملاً حول التعليم وأهدافه. نستعرض المفاهيم التربوية التي طرحها ابن سينا، مثل مراحل النمو العقلي والأخلاقي، ودور التربية في تهذيب النفس ونضوج العقل، وأهمية التوازن بين المعرفة النظرية والمهارات العملية. تسعى الجلسة إلى إبراز كيف أن تصوّرات ابن سينا التربوية تستند إلى منهج فلسفي عميق يجمع بين العقلانية والإيمان، وتفتح المجال لمقارنتها باتجاهات التربية الحديثة.
وفي ثاني حلقات "بودكاست من أبوظبي" يستكشف جمهور المعرض تجربة متعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها، حيث تستعرض آندي فاط جينغ رحلتها في تعلم العربية وإتقانها. ويناقشها الدكتور نزار قبيلات، كيف كانت هذه التجربة؟ وما التحديات التي واجهتها؟ وتأثير تعلم اللغة على هويتها وتواصلها مع العالم العربي، وأهمية اللغة في بناء جسور ثقافية جديدة.
بين الموروث وإعادة التأويل
وتحت عنوان "الفرقة الناجية: الاصطفاء بين الموروث وإعادة التأويل"، تُقام اليوم ندوة يتحدث فيها الدكتور محمد بشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي، حيث يلتقي الجمهور مع مؤلف كتاب "الفرقة الناجية.. وهم الاصطفاء" في حوار مفتوح حول أبرز الأفكار التي يطرحها الكتاب، خاصة مفهوم الاصطفاء، في سياق مراجعة المفاهيم التراثية التي أثّرت على حياة المسلمين عبر العصور، وتوضيح أبعاد هذه المفاهيم. وكيف يساهم هذا الطرح في تعزيز قيم التسامح والتعددية؟ وما هي الرؤى التي يقدمها للخروج من دوائر الصراع الفكري إلى آفاق أوسع من الحوار والتفاهم؟
المعرض يشهد الأحد أيضا، حفلات توقيع عدد من الكتب بينها: كتاب "أنت في فصول" لصفية الشحي، وكتاب "فوات الأوان" لمحمد أبوزيد، وكتاب "البواعث النفسية في الشعر النسوي الأندلسي" للدكتورة رقية عوض الكتبي، وكتاب "عام واحد من العزلة" لإيمان اليوسف، وتوقيع كتاب "المبادئ الاثنا عشر للمحارب العصري" لداريوش سعودي، وقراءة لد. عبدالله بلحيف النعيمي بعنوان "آفاق في بحور".