داعش في إسرائيل.. نسخة مقلدة أم فكر يتمدد؟

محللون يعتقدون أنه رغم تنفيذ أشخاص من بلدات عربية داخل الخط الأخضر، هجمات دموية، فإن ذلك ليس دليلا على تصاعد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن هجماته قد تحفز آخرين على تنفيذ هجمات مماثلة.
تنظيم داعش يطرق أبواب إسرائيل
داعش لديه قدرة على التمدد الفكري قبل التنظيمي

أم الفحم - تواجه إسرائيل التي تعتبر في حالة نزاع مع الفلسطينيين، عدوا جديدا وخصوصا بعد الهجمات الدامية الأخيرة التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عنها ما عزز المخاوف من تهديد أمني جديد.

الأسبوع الماضي، شهدت إسرائيل ثلاث هجمات أسفرت عن مقتل 11 شخصا، تبنى التنظيم اثنين منها. وانضم عدد يعتبر قليلا نسبيا من الفلسطينيين والعرب في إسرائيل إلى التنظيم قبل هزيمته في سوريا في العام 2019.

وتلقى التنظيم الذي تم إضعافه، آخر الضربات في فبراير/شباط الماضي بعدما أعلنت واشنطن مقتل زعيمه أبوإبراهيم القرشي خلال عملية إنزال جوي نفذّتها وحدة كوماندوس أميركية في شمال غرب سوريا.

وقتل الأسبوع الماضي عنصرا شرطة هما شرطية تحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية وشرطي درزي وكلاهما في عمر 19 عاما، في هجوم وقع في مدينة الخضيرة (شمال) يتحدر منفذاه من مدينة أم الفحم العربية داخل إسرائيل.

وانتابت الصدمة رئيس بلدية المدينة سمير محاميد الذي يقول إنه "تفاجأ بوجود داعش" رغم أن سكان المدينة معروفون بتدينهم، معترفا بانتشار الأسلحة في المدينة لكنه أوضح أن ذلك ليس حكرا عليها بل هي مثل باقي معظم المدن سواء في إسرائيل أو في الضفة الغربية المحتلة، معتبرا أيضا أن ذلك مرده إلى الجريمة المنظمة، محذرا من أن "هذه الأسلحة ستوجه في المستقبل نحو مكان آخر".

وفي أعقاب هجوم الخضيرة، داهمت الشرطة الإسرائيلية منزل أحد المنفذين حيث عثرت على مواد تتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية. وقال مصدر أمني إن أحد المهاجمين الاثنين سبق أن اعتقل في العام 2015 قبل سفره إلى سوريا.

ووصل عدد قليل من المعزين إلى خيمة العزاء التي نصبت خارج منزل أحدهم، مكثوا لفترة وجيزة فقط وبدا عليهم الانزعاج من ارتباط المهاجمين بتنظيم الدولة الإسلامية.

وسبق إطلاق النار في الخضيرة، هجوم منفصل في مدينة بئر السبع قتل خلاله أربعة أشخاص على يد مواطن عربي بدوي إسرائيلي من بلدة حورة في صحراء النقب الذي هاجمهم دهسا وطعنا.

وكان منفذ الهجوم ويدعى محمد أبوالقيعان وهو معلم بمدرسة قد اعتقل سابقا على إثر محاولته الانضمام إلى داعش في سوريا.

أما ثالث تلك الهجمات فوقع الثلاثاء في ضاحية بني براك قرب تل أبيب حيث قتل خمسة أشخاص بينهم ضابط شرطة عربي ومواطنان أوكرانيان برصاص مسلح فلسطيني من الضفة الغربية.

وأعاد الهجوم الذي لم تتبنه أي جهة إلى الأذهان هجمات التنظيم المتطرف لتطابقه معها من حيث الاختيار العشوائي للقتلى، فيما جاءت تلك الهجمات مع اقتراب حلول شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي الذي سيتزامن معه.

وأعلنت إسرائيل رفع حالة التأهب وخصوصا انه في مايو/ايار 2021 الذي صادف شهر رمضان أيضا، واندلعت حينها مواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الاحتلال على خلفية محاولة إخلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة.

وأفضت تلك المواجهات إلى تصعيد دام مع حركة حماس في قطاع غزة استمر 11 يوما وأدى إلى مقتل 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا في قطاع غزة، و13 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي في الجانب الإسرائيلي.

ويرى محللون أنه رغم تنفيذ تلك الهجمات إلا أنها ليست دليلا على تصاعد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها قد تكون مشجعة لآخرين ودفعهم إلى الإقدام على تنفيذ هجمات مماثلة.

ويقول هيو لوفات من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "هناك عامل التقليد"، مضيفا "مع تزايد عدد الهجمات سيكون هناك زيادة في عدد الفلسطينيين المستعدين للتصعيد كنوع من تفريغ غضبهم".

ويحذر مؤسس شركة "جهاد أنالتكس" داميان فيري من أن تنظيم الدولة الإسلامية "لا تزال لديه القدرة على ضرب إسرائيل".

وتتخصص "جهاد أنالتكس" في الجهاد العالمي والإلكتروني والاستخبارات والبيانات مفتوحة المصدر بحسب ما تقول عبر موقعها الإلكتروني.

ويرى مؤسسها أنه رغم كون الجماعة تعمل الآن عبر خلايا موجودة في سوريا والعراق فقط إلا أنها "تحتفظ بالقدرة على التخطيط أو التشجيع على الهجمات".

ويتوقع فيري أن يُبقي التنظيم "إسرائيل تحت الرصد وإن لم تكن هدفا ذا أولوية وهذه قصة نجاح للزعيم الجديد" أبوحسن القرشي.

أما يورام شفايتسر من المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب فلا يرى أن "هذه الخلية تعني أن هناك تنظيما لداعش في إسرائيل".

وفي السنوات الأخيرة، سعت حركة حماس الإسلامية التي تحكم قطاع غزة ألا يكون هناك موطئ قدم للتنظيم المتطرف في القطاع.

ورغم ذلك، أشادت الحركة بالهجمات الأخيرة داخل إسرائيل. ويرى مصدر أمني إسرائيلي فضل عدم الكشف عن هويته أن "حماس لا تريد حربا الآن، لكنها ترغب بالحفاظ على النزاع مع إسرائيل قائما".

والخميس قتل فلسطينيان خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة، بينما قتل فلسطيني آخر بعدما طعن مدنيا إسرائيليا على متن حافلة في حادثة منفصلة جنوب بيت لحم.