داعش يخطط لتنفيذ هجمات في عدة محافظات عراقية

استمرار نشاط الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية يفاقم متاعب حكومة الكاظمي في ظل ازمة اقتصادية حادة ناجمة عن تراجع أسعار النفط وتداعيات كورونا.

بغداد - أفاد مصدر أمني عراقي الخميس بأن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي يخطط لتنفيذ هجمات تستهدف عدة مناطق عراقية، فيما لا تزال فلول داعش تنشط بسرية في بعض المحافظات.

وقال المصدر استنادا لمعلومات استخباراتية، إن التنظيم الإرهابي يعتزم خلال الأيام القليلة القادمة تنفيذ اعتداءات إرهابية ما يعرف بـ"الغزوة"، وفق تصريحات أدلى بها لوكالة شفق نيوز العراقية.

وأكد ذات المصدر بعد ورود هذه المعلومات استعداد القوات العراقية المسلحة لاعتداءات متوقعة، متخذة كل الاحتياطات اللازمة للتصدي لأي هجوم إرهابي.

ويأتي هذا فيما تعهد رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي مؤخرا بملاحقة كل الجماعات الإرهابية التي تنفذ هجمات متكررة وذلك تزامنا مع توالي الاعتداءات على قواعد عسكرية أميركية في مناطق عراقية مختلفة وعلى منشآت دبلوماسية بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، وتتهم بعض الأطراف ميلشيات مسلحة تتلقى الدعم من إيران بالوقوف وراء تلك الهجمات.

ويعاني العراق منذ إعلان تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية هجمات إرهابية فاقمت الاضطرابات الأمنية التي نشأت بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين والغزو الأميركي للعراق.

وكانت القوات العراقية قد أحبطت في مايو/أيار الماضي ما يسمى بـ"غزوة رمضان" لتنظيم داعش الذي كان يخطط لشن هجمات داخل العاصمة بغداد بوساطة تفجيرات بعبوات ناسفة وسيارات ملغمة كانت ستستهدف الأسواق الشعبية المكتظة.

وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014.

لكن بقايا التنظيم الإرهابي لا يزال ينشط عبر خلاياه النائمة في مناطق عراقية عدة، مستغلا الوضع الأمني والسياسي المضطرب في العراق، منفذا هجمات متكررة على مناطق مختلفة.

وكثفت القوات العراقية منذ مطلع العام الحالي عمليات التمشيط والمداهمة لملاحقة فلول داعش، بالتزامن مع تزايد وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من التنظيم، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى المعروفة باسم "مثلث الموت".

ويتخذ مسلحو التنظيم من جبال حمرين الوعرة والتي تقع بمحافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك شمالي البلاد، ملاذا للاختباء والتدريب، ومن هناك يشنون هجمات على فترات متباينة في المناطق القريبة.

ومنذ خسارته الحرب عام 2017 أمام القوات العراقية بقيادة التحالف الذي تقوده واشنطن، بات تنظيم الدولة الإسلامية يقتصر على عمليات إرهابية من قبيل عمليات انتحارية على غرار حرب العصابات، وفقد سيطرته على أراضي شاسعة في العراق وسوريا.

وكان مسؤولون غربيون قد حذروا مرارا من احتمال عودة التنظيم إلى العراق في حال انسحبت القوات الأميركية. وطالب العراقيون بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني والقيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، برحيل قوات واشنطن.

وتواجه بغداد تحديات أمنية كبيرة في ظل استمرار نشاط فلول داعش ونفوذ الميليشيات العراقية المسلحة التي تدين بالولاء لإيران التي تخوض صراعا بالوكالة مع واشنطن التي تنشر قوات بالعراق.

وتسعى الحكومة العراقية للتخفيف من نفوذ الميليشيات المسلحة وصد الهجمات الإرهابية لإرساء الاستقرار وحل الأزمة الأمنية التي تعيق جلب استثمارات تساعد العراق على تجاوز الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في ظل تراجع أسعار النفط متأثرة بتداعيات انتشار فيروس كورونا حول العالم، فيما تسعى حكومة الكاظمي لفتح ملفات الفساد في خطوة جريئة ومحفوفة بالمخاطر نظرا لتورط الميلشيات المسلحة النافذة الموالية لإيران في عمليات فساد كبيرة.