داعش يستغل التصعيد بين المعارضة والجيش السوري لشن هجماته

الجيش السوري يشتبك مع مجموعة من "هيئة تحرير الشام" بعد مهاجمة موقع عسكري بالقرب من إدلب.

دمشق – تشهد منطقة شمال غربي سوريا تصعيداً بين فصائل المعارضة، وقوات الجيش السوري على خطوط التماس، مع إعلان "هيئة تحرير الشام" عن تنفيذ "عمليات" ضد مواقع للجيش في ريفي اللاذقية وحلب، ليرد الأخير بهجمات بالطائرات المسيرة، بينما يستغل تنظيم داعش الاشتباكات لشن هجماته.

وقالت وزارة الدفاع السورية الخميس، إن قواتها المسلحة اشتبكت مع "مجموعة إرهابية" حاولت مهاجمة موقع عسكري بالقرب من إدلب. وأضافت أنها أسقطت ثلاث طائرات مُسيرة تابعة للمجموعة في ريفي القنيطرة وادلب، وألقت القبض على أحد أعضائها.

وجاء في البيان “وحدة من قواتنا المسلحة العاملة على اتجاه ريف إدلب الجنوبي تشتبك مع مجموعة إرهابية تابعة لما يسمى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي حاولت التسلل والاعتداء على إحدى نقاطنا العسكرية وتوقع أفرادها بين قتيل وجريح وتلقي القبض على أحد عناصر المجموعة الإرهابية”.

وصباح الخميس استهدفت قوات النظام محيط مدينة دارة عزة غربي حلب بنحو 10 طائرات مسيرة انتحارية، ما أدى لمقتل مدني، تزامناً مع استهداف حرش بينين في جبل الزاوية جنوبي إدلب عبر طائرتين مسيرتين.

وكثف الجيش السوري والقوات الروسية مؤخراً استخدام الطائرات المسيرة المذخرة والانتحارية في استهداف جبهات القتال والبلدات القريبة من خطوط التماس في مناطق المعارضة شمال سوريا، وسط تخوفات من توسع نطاق القصف ليشمل نقاطاً في عمق المناطق الآهلة بالسكان.

ونقلت مصادر محلية شمال سوريا أن الفصائل المعارضة أسقطت منذ عدة أيام طائرة انتحارية مسيرة من طراز FPV تستخدمها الفرقة 25 والحرس الجمهوري التابع للجيش السوري على الجبهات ومحاور القتال في إدلب. حيث أصبحت المنطقة تواجه تكتيكا عسكريا جديدا "أشد خطرا"، ويتمثل بزج الطائرات المسيرة الانتحارية على خط المواجهة، في حالة تشابه إلى حد كبير ما حصل ويحصل في أوكرانيا، حسب خبراء عسكريون.

واستهدفت هذه الطائرات خلال الأشهر الثلاث الماضية مواقع عسكرية لفصائل من المعارضة وأخرى ضمن تشكيلات "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا). ووفق بيان لـ"الدفاع المدني السوري" يرتبط التصعيد بإطلاق "المسيرات الانتحارية" بقوات النظام السوري وروسيا والفصائل الإيرانية، وتقول المنظمة إن استخدام هذا السلاح "يشكّل نهجا خطيرا في استهداف المدنيين ويهدد حياتهم".

بدوره، يستغل تنظيم داعش هذه الاشتباكات لشن هجمات على السكان وقوات الجيش السوري والقوات الموالية له، حيث لقي سبعة عناصر من القوات الموالية للجيش السوري حتفهم الخميس، في هجوم تعرضوا له في محافظة حماة وسط سوريا.

وقال  مصدر في شرطة محافظة حماة ، إن "سبعة عناصر من قوات الدفاع الوطني قتلوا إثر اشتباكات مع مسلحين يُعتقد أنهم من فلول تنظيم “داعش” بمنطقة تل سلمة في محيط دويزين بريف سلمية الشرقي وسط سوريا “. وأضاف المصدر أن عناصر الدفاع الوطني كانوا يستقلون سيارتين وتعرضوا لهجوم وكمين من قبل مسلحين في عمق البادية وأنهم كانوا قد خرجوا لمسح المنطقة بعد تعرض عدد من العاملين في جمع فطر الكمأة لهجوم من قبل مسلحين ينتمون لتنظيم داعش “.

ويأتي الهجوم على عناصر الدفاع  الوطني بعد أقل من 24 ساعة من تعرض عاملين في جمع الكمأة لهجوم في محافظة دير الزور أمس قتل فيه أكثر من 40 شخصا وجرح واختطف أكثر من 35 آخرين .

وقتل خلال السنوات الماضية المئات من المدنيين والعسكرين في هجوم بمناطق البادية السورية وتتهم القوات الحكومية السورية عناصر تنظيم داعش بالوقوف خلف تلك الهجمات .