داعش يستغل انشغال الأكراد بصد الهجوم التركي لـ"تحرير" الجهاديات

انصراف قوات سوريا الديمقراطية لصد الهجوم التركي ضد مناطق سيطرتها سهل فرار المئات من عائلات داعش من المخيمات، وجهاديين من أحد السجون.

بيروت – أعلن تنظيم الدولة الإسلامية الخميس، على حسابات جهادية على تطبيق تلغرام أنه "حرر عددا" من النساء "المسلمات" المحتجزات في محافظة الرقة في شمال سوريا، تزامنا مع الهجوم التي تشنه قوات الجيش التركية ضد الأكراد على الحدود السورية.

ويأتي ذلك بعد سلسلة حوادث أعقبت انصراف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لصد الهجوم التركي ضد مناطق سيطرتها، وتخللها فرار نحو 800 شخص من عائلات مقاتلي التنظيم من مخيم للنازحين، فضلاً عن فرار جهاديين من أحد السجون بينهم بلجيكيان وأعمال شغب شهدتها مراكز احتجاز أخرى.

وأطلقت القوات التركية الأسبوع الماضي هجوما عسكريا ضد القوات الكردية في شمال سوريا، ما أثار انتقادات دولية واسعة تلتها تحذيرات من هروب الجهاديين المحتجزين في سجون أو مخيمات يحرسها الأكراد في المنطقة.

وأظهرت فيديوهات وصور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية الهجوم التركي قال ناشطون إنها لسجناء من داعش وهم يحاولون الفرار تحت وابل من الرصاص والانفجارات في محيط السجن.

والجمعة الماضي، اعلنت الإدارة الذاتية الكردية أنها تبحث عن حل أو موقع بديل لمخيم عين عيسى الذي يضم 13 ألف شخص، بينهم 785 من عائلات مقاتلي التنظيم، بعدما طالته قذائف القوات التركية ما سهل فرار عدد من الجهاديات مع أطفالهن.
والخميس، أعلن وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، استعداد بلاده تسلم عناصر تنظيم داعش العراقيين وعوائلهم لمحاكمتهم داخل البلاد، مشددا على الدول الأخرى التحرك بشأن الجهاديين الذين يحملون جنسيتها.
وقال الحكيم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل بغداد الخميس، "بحثنا مع الجانب الفرنسي مصير العناصر الإرهابية المحتجزة في الداخل السوري في ضوء العمليات العسكرية التركية".
وأضاف أن "العراق مستعد لتسلم عناصر تنظيم داعش من العراقيين وعوائلهم لمحاكمتهم داخل البلاد".
وأكد الحكيم أن القوات العراقية تراقب ما يجري في سوريا واتخذت إجراءات لمنع تسلل المقاتلين الأجانب عبر الحدود.
ولفت إلى أن عدد عناصر داعش في سوريا كبير للغاية حيث قدموا من 72 دولة، داعياً تلك الدول اتخاذ التدابير اللازمة إزاء أولئك المقاتلين والعمل على إنهاء وجودهم في سوريا.
من جهته، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من خطر عودة ظهور تداعش مرة أخرى في العراق وسوريا.
وقال لو دريان، إن "عدونا تنظيم داعش وقد قاتلناه سوية في إطار التحالف الدولي".
وأضاف، "يجب على هذا التحالف الدولي أن يجتمع بشكل عاجل للتباحث بشأن هذا الخطر المحدق المتمثل بعودة ظهور تنظيم داعش في سوريا والعراق".

يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية رفضت تسليم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المحتجزين لديها لأية جهة.
وفي تصريح لقناة روداو الكردية الأربعاء قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، إن قواته من ألقت القبض على مسلحي داعش مضيفا "مسلحو داعش المعتقلون وعائلاتهم لدينا، نحن من ألقى عليهم القبض، ونحن من يحدد مصيرهم".
وأضاف عبدي أنه لن يتم تسليم المقاتلين من داعش للجيش التركي أو للحكومة السورية حتى لو سيطرت على المناطق التي تقع تحت سيطرتهم".