داوود أغلو يؤسس رسميا حزبا منافسا لحزب حليفه السابق أردوغان

سياسات أردوغان تدفع بالمنشقين عن حزبه إلى تشكيل جبهات سياسية تؤسس لمرحلة جديدة تهدف للحد من ممارسات أساءت لتركيا سياسيا واقتصاديا.
تركيا تنفتح على خارطة سياسية جديدة
القطع مع سياسات أردوغان وتصحيح المسار أبرز أهداف المنشقين عن حزب العدالة اللتنمية
هل تكتب أحزاب جديدة يؤسسها المنشقون عن العدالة والتنمية نهاية أردوغان؟

أنقرة - قالت مصادر إعلامية تركية الجمعة إن رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو الذي كان في وقت ما أقرب حليف للرئيس رجب طيب أردوغان سيشكل خلال أسابيع حزبا جديدا منافسا للحزب الحاكم في تركيا.

ويأتي هذا في إطار سعي المنشقين عن حزب العدالة والتنمية، لتصحيح المسار السياسي ولتشكيل جبهة سياسية منافسة للحزب الحاكم والقطع مع سياسات أساءت لتركيا سياسيا واقتصاديا.

كما يسعى أوغلو من خلال الحزب الجديد إلى التأسيس لمرحلة جديدة وإنقاذ تركيا من قبضة أردوغان إما بالتصدي إلى سياساته أو عن طريق عزله.

وسببت سياسات أردوغان وتفرده بالقرار، تمرد ركائز العدالة والتنمية وانشقاقهم، وسعيهم إلى تكوين جبهة سياسية منافسة يرى فيها محللون السبب الذي سيقود حزب أردوغان إلى الانهيار ولو على المدى البعيد، خاصة إذا ما كونت مستقبلا هذه الجبهة المنافسة تحالفات سياسية.

وانشق داود أوغلو عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في سبتمبر/أيلول الماضي.

وشغل داود أوغلو منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع أردوغان.

ووجه هذا العام انتقادات حادة للرئيس التركي والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.

وقال داوود أوغلو بعد إعلانه الاستقالة إنّ "حزب العدالة والتنمية الخاضع لسيطرة مجموعة صغيرة، لم يعد قادرا على حل مشكلات بلدنا".

وأضاف "من الواضح أنه لا يوجد أي تقييم داخلي، وأن قنوات المفاوضات أُغلقت وأنه لا يوجد أي احتمال لتغيير داخلي".
ويذكر أنه قد استقال خمسة من أعضاء البرلمان من حزب العدالة والتنمية إضافة إلى داود أوغلو (60 عاما) الذي سبق أن اتخذ الحزب ضده إجراء تأديبيا، لأنه انتقد سياساته وكان متوقعا أن يفصله.

حزب العدالة والتنمية الخاضع لسيطرة مجموعة صغيرة، لم يعد قادرا على حل مشكلات تركيا

وقال المصدر الذي يشارك في تأسيس الحزب لرويترز "من المتوقع أن يقدم الحزب الجديد الذي يشكله داود أوغلو طلبه إلى وزارة الداخلية وأن يتأسس رسميا خلال أسابيع قليلة".

ومضى يقول "يجري وضع اللمسات الأخيرة على الحزب الجديد ولن يتأخر تأسيسه إلى 2020".

وأضاف "تم تأجير المباني ومقر في أنقرة ومركز مؤقت في اسطنبول".

وكان داود أوغلو قد أعلن يوم 13 سبتمبر/أيلول استقالته من حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية والذي يحكم تركيا منذ عام 2002. وقال في ذلك الوقت إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل البلاد ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".

وقال المصدر إن "بعض الشخصيات السياسية السابقة وبعض المسؤولين الكبار في القطاع العام سيلعبون أدوارا في حزب داود أوغلو".

وفي الأسبوع الجاري قال نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان الذي استقال من حزب العدالة والتنمية في يوليو/تموز الماضي مشيرا إلى "خلافات عميقة"، إنه "يأمل في تشكيل حزب سياسي جديد بحلول نهاية العام ليتصدى للحزب الحاكم".

وباباجان عضو مؤسس في حزب العدالة والتنمية وشغل منصب وزير الاقتصاد ثم منصب وزير الخارجية، قبل أن يشغل منصب نائب رئيس الوزراء في عام 2009 وهو المنصب الذي استمر في شغله حتى عام 2015.

ويوحي هذا المعطى الجديد بتشكل خارطة سياسية جديدة في تركيا، فيما يطرح الأمر تساؤلات عدة بخصوص ما إذا كان سيخرج داوود أوغلو بتأسيسه حزبا جديدا منافسا لأردوغان من عباء الإخوان؟