دبلوماسية لبنانية مضادة لحماية صواريخ حزب الله

وزير الخارجية اللبناني ينفي تخزين حزب الله صواريخ دقيقة في مواقع قرب مطار بيروت الدولي، متهما إسرائيل باختلاق ذرائع لشن عدوان جديد على لبنان بعد أن أقرّ الأمين العام للحزب بالفعل بامتلاك صواريخ دقيقة.

لبنان يدشن حملة دبلوماسية مضادة ردا على ادعاءات إسرائيلية
جولة لدبلوماسيين وإعلاميين لمواقع مفترضة لتخزين صواريخ حزب الله
إيران وراء كل بلاء يصيب لبنان
لبنان يخشى عدوانا إسرائيليا بعد إقرار حزب الله بامتلاكه صواريخ دقيقة

بيروت - نفى وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل الاثنين اتهامات إسرائيل لحزب الله بتجهيز مواقع تخزين صواريخ دقيقة قرب مطار بيروت، مصطحبا في خطوة نادرة عشرات السفراء والدبلوماسيين الأجانب في جولة على المواقع المذكورة.

واتهم الوزير اللبناني وهو صهر الرئيس ميشال عون حليف حزب الله، إسرائيل باختلاق الذرائع لشن عدوان جديد على لبنان.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك الخميس إيران بأنها "أمرت حزب الله ببناء مواقع سرية لتحويل الصواريخ غير المطورة إلى أخرى موجهة، يمكن أن تضرب العمق الإسرائيلي بدقة".

وقال نتنياهو، إن ثلاثة من هذه المواقع أقيمت قرب مطار بيروت الدولي.

وقال باسيل في كلمة ألقاها بالانكليزية أمام الدبلوماسيين في وزارة الخارجية "يرفع لبنان صوته اليوم متوجها إلى كل دول العالم، خصوصا أعضاء مجلس الأمن، وتحديدا الأعضاء الدائمين، لدحض الادعاءات الإسرائيلية".

وشدد على أن "اللبنانيين لن يقبلوا أن تُستعمل الأمم المتحدة كمنبر للاعتداء على سيادة لبنان وللتحضير لاعتداء جديد عبر ادعاءات ليست ثابتة ولا تحفظ بالحد الأدنى حق لبنان الدائم في الدفاع عن نفسه وحقه باستعمال كل وسائل المقاومة المشروعة لتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي".

وشارك 73 دبلوماسيا من رؤساء بعثات أو ممثلين عنهم في الجولة مع باسيل والتي وضعها في إطار "الدبلوماسية المضادة"، بينما غابت السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد بداعي السفر من دون أن تنتدب من يمثلها، وفق مصدر في وزارة الخارجية.

وشملت الجولة المواقع الثلاثة التي قال نتانياهو إنها تحوي صواريخ دقيقة وأبرز صورا لها، لا سيما محيط ملعب للغولف وملعب العهد الرياضي. وشارك فيها عشرات الصحافيين اللبنانيين والأجانب.

ولم يصدر حزب الله أي رد رسمي على اتهامات نتانياهو التي جاءت بعد أيام من إقرار الأمين العام للحزب حسن نصرالله بأن عملية امتلاك حزبه لصواريخ دقيقة ومتطورة "قد أُنجزت"، رغم محاولات إسرائيل المتكررة لقطع الطريق أمام ذلك.

وقال نصرالله في خطاب قبل نحو أسبوعين "باتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانيات التسليحية ما يسمح إذا فرضت إسرائيل على لبنان حربا فستواجه مصيرا وواقعا لم تتوقعه في يوم من الأيام".

انخراط حزب الله في الصراعات الاقليمية فاقم متاعب لبنان
انخراط حزب الله في الصراعات الاقليمية فاقم متاعب لبنان

وخاض حزب الله الذي يتلقى المال والسلاح من طهران وتسهّل سوريا نقل أسلحته وذخائره، حربا ضد إسرائيل في العام 2006 اندلعت إثر خطفه جنديين بالقرب من الحدود مع لبنان. وردت إسرائيل بهجوم مدمّر، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله، ما أظهر الجماعة الشيعية اللبنانية في نهاية الحرب داخليا بموقع المنتصر.

وسحبت إسرائيل قواتها من جنوب لبنان في العام 2000، بعد احتلال استمر 22 عاما وما زالت تبقي احتلالها لمنطقة مزارع شبعا الحدودية مع الجولان المحتل. ويعد البلدان رسميا في حالة حرب.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية اللبناني بينما يواجه لبنان أزمة سياسية في ظل عدم تشكيل حكومة على وقع خلافات بين القوى السياسية بعد أشهر من الانتخابات التشريعية التي فاز فيها حزب الله وحلفاءه بالأغلبية البرلمانية.

وخرج حزب الله عن مبدأ النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية بانخراطه في الحرب السورية دعما للرئيس السوري بشار الأسد وبسبب موالاته التامة لإيران المتهمة بتنفيذ أنشطة إرهابية لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

وحزب الله ذاته متورط في نزاعات خارجية وعلى غرار تورطه في الحرب الأهلية السورية، أرسل خبراء لليمن لمساعدة ميليشيا الحوثي على تشغيل وإطلاق صواريخ باليستية إيرانية يستخدمها الحوثيين في اعتداءات متكررة على أهداف سعودية.

وفاقمت تدخلات حزب الله في صراعات إقليمية الأزمة السياسية في لبنان ووترت علاقاته مع الدول العربية ومنها السعودية التي تتهم الحزب المدعوم من إيران بارتهان الدولة اللبنانية.