دعم سعودي للبنان لقطع الطريق على التغلغل الإيراني

العاهل السعودي يبحث مع ثلاثة رؤساء وزراء لبنانيين سابقين سبل دعم لبنان والحفاظ على وحدته وتحصينه من التدخلات الخارجية.

السعودية تمد يد العون للبنان لانتشاله من أزمته
الملك سلمان يستقبل ثلاثة رؤساء وزراء لبنانيين سابقين
الرياض تلقي بثقلها في مساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية
غياب الوجود العربي سهّل التغلغل الإيراني في لبنان


جدة - في مؤشر جديد على عودة الدعم السعودي للبنان لحماية وحدته واستقراره، بحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الثلاثاء مع ثلاثة رؤساء وزراء لبنانيين سابقين هم نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، سبل تعزيز التعاون وتحصين لبنان من الهزات السياسية والأمنية.

وقال السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري اليوم الاثنين إن الزيارة التي يقوم بها ثلاثة من رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين إلى السعودية تبشر بتعزيز العلاقات بين البلدين.

ونقل الموقع الإلكتروني لتلفزيون إل.بي.سي اللبناني عن بخاري قوله "إن زيارة رؤساء الحكومات السابقين إلى السعودية تحمل في طياتها ملامح مستقبل واعد لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين".

وكانت الرياض قد أنهت في يناير/كانون الثاني تجميد المساعدات العسكرية للبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار كانت جمدت في فبراير/شباط 2016 بسبب مواقف حزب الله المدعوم من إيران وبسبب ارتهان الجماعة الشيعية للدولة اللبنانية.

وتواجه الحكومة اللبنانية المثقلة بأحد أكبر أعباء الدين العام في العالم أزمة مالية تريد معالجتها بإصلاحات منتظرة منذ وقت طويل.

والسعودية إحدى الدول الداعمة للبنان منذ فترة طويلة، لكن العلاقات بين البلدين توترت في السنوات القليلة الماضية بسبب زيادة نفوذ جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران في لبنان.

وكان وزير المالية السعودي قال في يناير/كانون الثاني إن المملكة ستواصل دعم لبنان لحماية استقراره. وفي اليوم ذاته أعلنت قطر أنها ستشتري سندات دولارية أصدرتها بيروت بقيمة 500 مليون دولار دعما للاقتصاد اللبناني.

وقال مصدر في الحكومة القطرية الشهر الماضي إن قطر اشترت بعض سندات الحكومة اللبنانية ضمن هذا الاستثمار المزمع.

وأكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي أن الملك سلمان شدد خلال لقاء رؤساء الحكومات السابقين على ضرورة المحافظة على لبنان.

ونقلت قناة 'أل بي سي اي' اللبنانية عن ميقاتي تأكيده على وجود "خطوات سعودية قريبا نحو الدولة اللبنانية تنسجم مع ما يتمناه كل لبناني مخلص".

وأشار إلى أن اللقاء مع العاهل السعودي أعطى زخما بأن المملكة يهمها لبنان بكل أطيافه، مضيفا أن نحو 20 اتفاقية بين السعودية ولبنان هي قيد الإعداد حاليا. وقال إن الرياض ستمد يد العون للبنان

ونقلت قناة العربية عن رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة قوله إن اللقاء مع الملك سلمان تطرق إلى ضرورة عودة السعودية لدعم لبنان واستقراره، مضيفا "نحتاج إلى إيجاد المسافة الصحيحة بين الدولة اللبنانية وحزب الله وكلام الحزب عن سياسة النأي بالنفس بقي حبرا على ورق".

وتابع "زيارتنا للسعودية تأتي لتعزيز موقف الرئيس سعد الحريري وينبغي على لبنان تصويب بوصلته للتوجه نحو المستقبل".

وأكد اللقاء على أهمية الحفاظ على لبنان ضمن محيطه العربي إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحة اللبنانية.

ويأتي التحرك السعودي على ما يبدو لقطع الطريق عن التغلغل الإيراني في لبنان من خلال حزب الله الذي فاز وحلفاؤه في الانتخابات الأخيرة بالغالبية، ما أثار مخاوف من تمرير الأجندة الإيرانية في المنطقة.

وتولدت لدى المملكة قناعة راسخة بأن ترك الساحات العربية يسهل على إيران التغلغل فيها كما جرى في السابق مع العراق حيث استغلت طهران غياب الوجود العربي في الساحة العراقية لتعزز نفوذها بالميليشيات المسلحة ومن خلال العقود التجارية والأمنية.

ويمر لبنان الذي يعاني من أعلى معدل دين في العالم بأزمة مالية حادة ويراهن على منح وقروض دولية للخروج من المأزق.

ومن شأن الدعم السعودي أن يساعد لبنان على تجاوز أزمته وبالتالي تخفيف الأعباء عن الحكومة التي تتعرض لضغوط محلية واحتجاجات رفضا لخطة التقشف في موازنة 2019.