دعم شعبي لجهود الكاظمي في التصدي لميليشيات إيران

عراقيون يتظاهرون دعما لتحرك الحكومة ضد كتائب "حزب الله" واعتقال عدد من عناصرها المتورطين في تنفيذ هجمات ضد المصالح الأميركية مطالبين بخطوات اكبر للتصدي للنفوذ الايراني واستعادة سيادة العراق.
خطوات الكاظمي تظل غير كافية لكنها مبشرة لوضع حد للانتهاكات الايرانية
الكاظمي يسعى لضمان الدعم الاميركي في مواجهة تهديدات حلفاء ايران

بغداد - حظيت خطوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالتصدي للميليشيات الموالية لإيران والقبض على 13 عنصرا من كتائب حزب الله العراقي تورطوا في تنفيذ هجمات صاروخية ضد المصالح الأميركية بإشادة شعبية.
وتظاهر مئات العراقيين بالعاصمة بغداد، الجمعة، دعما لتحرك الحكومة ضد كتائب "حزب الله" الموالية لإيران، واعتقال عدد من عناصرها.
وعمد المئات في ساحة "التحرير" وسط بغداد الى التظاهر، مشيدين باعتقال جهاز مكافحة الإرهاب، عددا من عناصر الكتائب في عملية أمنية.
وقال المتظاهر حسين المحمود، إنه "يجب على قوات الجيش استئصال كل الفصائل التي تدين بالولاء لغير العراق".
وأضاف المحمود: "هؤلاء يتقاضون رواتب من العراق ويتم تسليحهم من أموال البلد، ويعملون خدمة لمصالح الآخرين".
وفي وقت سابق الجمعة، اعتقلت قوات مكافحة الإرهاب العراقية، 13 عنصرا من كتائب "حزب الله"، بينهم إيراني الجنسية، خلال عملية مداهمة لمقرها في بغداد.

وبعد ساعات من العملية، اقتحمت عناصر من تلك الكتائب، مقرا لجهاز مكافحة الإرهاب التابع للجيش العراقي، بالمنطقة الخضراء، وسط العاصمة.
ولم تمر عملية القبض على المسلحين بسلام حيث عمد عدد من انصار الميليشيات الى التظاهر فجرا مهددين الكاظمي وكل المسؤولين الذين يحاولون استهدافهم.
من جانبه، قال قيس الخزعلي، زعيم "عصائب أهل الحق" (فصيل شيعي مسلح)، إن مداهمة مقر الكتائب وتوقيف عناصرها "تطور خطير".
وأفاد الخزعلي في كلمة متلفزة، بأن "توجيه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باعتقال عناصر من الحشد عبر جهاز مكافحة الإرهاب، يعد فوضى عارمة".
واعتبر أن "بقاء القوات الأميركية بالعراق يعد احتلالا، خاصة بعد تصويت البرلمان على إخراجها".
وتواجه كتائب "حزب الله"، التي تتلقى التدريب والتمويل من إيران، اتهامات من جانب واشنطن بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية التي تستهدف منذ أشهر السفارة الأميركية ببغداد، وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا أمريكيين في أرجاء البلاد.
وتزايدت وتيرة هذه الهجمات منذ اغتيال كل من قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، والقيادي بهيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أميركية ببغداد، في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفي دلالة على خطورة الوضع، عقد الكاظمي الأسبوع الماضي اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني لمناقشة مسألة الصواريخ، وتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.
ويضم جهاز مكافحة الإرهاب قوات النخبة الأفضل عتاداً وتدريباً، وقد أنشأه الأميركيون بعيد الغزو في العام 2003، وعادة ما تناط به المهمات الأكثر صعوبة.
وقبل بداية الانتفاضة الشعبية التي شهدها العراق في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعفى رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي من منصبه، ليعود الكاظمي ويعينه رئيساً للجهاز مؤخراً. وينظر كثيرون إلى الكاظمي والساعدي على أنهما مقربان من الأميركيين.
ويجد الكاظمي نفسه في مواجهة تهديدات حلفاء ايران رغم ان خطوته بالقبض على العناصر المتورطة في العنف تبقى غير كافية في ظل تدخلات ايرانية لا تنتهي.
ونجح الكاظمي مبدئيا بالالتزام باحد الشروط المهمة للمتظاهرين العراقيين الذين طالبوا في احتجاجاتهم المستمرة منذ أشهر بإنهاء التدخلات الايرانية لكن ذلك يظل غير كافي حيث يدعو الشباب العراقي الى انهاء حالة الانفلات الامني وانفلات السلاح وتصاعد هيمنة طهران على القرار العراقي.
ويبدو ان الكاظمي سيعول على الدعم الاميركي والغربي وربما الخليجي لمواجهة ضغوط ايران وحلفائها بعد ان حاول لاشهر تحقيق توازن بين الطرفين لكن يبدو انه اختار في النهاية تخليص بلاده من الهيمنة الايرانية.