دعوات أوروبية لاتخاذ إجراءات صارمة لكبح انتهاكات أنقرة

فرنسا واليونان وقبرص تطالب بتحرك أوروبي عاجل حيال الأنشطة التركية شرق المتوسط وإعداد لائحة عقوبات شديدة ضد أنقرة ردا على استفزازتها في المنطقة.
الأنشطة التركية تثير قلقا أوروبيا حيال أمن المنطقة
تحذيرات أوروبية من خطورة التخل التركي ف ليبيا وتداعياتها على الأمن

بروكسل - طالبت اليونان وفرنسا وقبرص خلال القمة الأوروبية المنعقدة الجمعة في بروسكل، بعقوبات صارمة لكبح الانتهاكات التركية في المنطقة، وفق ما أكده مصدر حكومي يوناني، فيما تستمر أنقرة في التصعيد في مياه المتوسط في اعتداء صارخ على قانون المياه الدولية.

وأوردت قناة 'العربية' أن صحيفة 'يكاثيميريني' اليونانية نقلت عن مصدر بالحكومة اليونانية قوله إن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكيس ميتسوتاكيس، دعا خلال قمة الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ "عقوبات صارمة" ضد تركيا.

ويذكر أن العلاقات بين اليونان وتركيا حساسة تقليديا، إذ تتهم أثينا جارتها في السنوات الأخيرة بالسماح لعشرات آلاف اللاجئين بالوصول إلى الجزر اليونانية، فضلا عن التوتر المتصاعد بشأن تنقيب أنقرة عن النفط قبالة المياه القبرصية.

وأضاف ذات المصدر بالحكومة اليونانية أن رئيس الوزراء قال بشأن الأنشطة التركية شرق المتوسط، "لا يمكن للاتحاد الأوروبي الصمت أمام انتهاك تركيا سيادة دوليتين عضويتين بالاتحاد الأوربي"، في إشارة إلى بلده وقبرص.

ودعا ميتسوتاكيس دول الاتحاد الأوروبي لإعداد لائحة بعقوبات شديدة ضد تركيا لكبح سياساتها الاستفزازية والغير مشروعة في المنطقة.

من جانبه قال رئيس أركان الجيش اليوناني كونستانتينوس فلوروس، إن "تركيا تمثل تهديدا لأمن لليونان ودول أخرى، مشيرا إلى أن الأنشطة التركية أصبحت أحد أبرز العوامل المزعزعة لاستقرار المنقطة، وفق ما نقلته 'سكاي نيوز عربية' الجمعة.

تركيا تمثل تهديدا لأمن اليونان ودول أخرى

ودعا رئيس اركان الجيش اليوناني إلى ضرورة التنسيق بين دول شرق المتوسط لحفظ أمن المنطقة من التحركات التركية الغير شرعية وتنقيبها عن النفط قبالة السواحل القبرصية.

ويسير التوتر بين تركيا واليونان مؤخرا نحو التفاقم بسبب الخلافات حول حقوق التنقيب عن الغاز والنفط في بحر إيجه شرق المتوسط وقضايا سياسية أخرى كملف الهجرة، فضلا عن النزاع على جزيرة قبرص.

من جهته قال الرئيس القبرصي نيكوس أنستسيادس "على الاتحاد الأوروبي اتخاذ عقوبات جماعية للرد على الانتهاكات التركية الصارخة للقانون الدولي بما يهدد مصالح الدول الأوروبية".

والأربعاء حذر برلماني أوروبي بارز من التهديدات الأوروبية شديدة الخطورة في المنطقة وخاصة في ليبيا، داعيا دول التكتل إلى التصدي لأطماع أنقرة في شرق المتوسط.

وقال  كوستاس مافريدس في مقابلة مع 'سكاي نيوز' إن "تركيا تلعب دورا شديد الخطورة في ليبيا، وطالب بضرورة فرض عقوبات على أنقرة بسبب خرقها حظر السلاح على ليبيا وتقديمها دعما للتنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن التدخلات التركية في وسوريا وليبيا تشكل تهديدا يتربص بالأمن الدولي، ما يستوجب تحركا أوروبيا عاجلا.

بدورها حثت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة تأكيدات الولايات المتحدة تكثيف الجهود لفرض حظر السلاح على ليبيا، قائلة إنه "ينبغي لواشنطن نفسها عمل المزيد لوقف تدفق الأسلحة".

وقالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي، "ندعو شركاءنا جميعا وأولهم الولايات المتحدة إلى تكثيف جهودهم، مثلما يفعل الاتحاد الأوروبي، لمنع الانتهاكات المتكررة لحظر الأسلحة والمساعدة في استئناف عملية سياسية شاملة".

تركيا تكثف أطماعها في مياه المتوسط في انتهاك صارخ للقانون الدولي
تركيا تكثف أطماعها في مياه المتوسط في انتهاك صارخ للقانون الدولي

وتدخلت تركيا بشكل حاسم في الأسابيع القليلة الماضية في ليبيا، حيث قدمت دعما جويا وأسلحة ومقاتلين متحالفين معها من سوريا بينهم عناصر تابعين لتنظيم داعش الإرهابي، لدعم حكومة الوفاق في طرابلس في صد العملية العسكرية التي يقودها الجيش الوطني الليبي تحت إمرة المشير خليفة حفتر.

وتوترت العلاقة بين باريس وأنقرة العضوتين في حلف شمال الأطلسي مؤخرا بسبب الانتقادات الفرنسة للتدخل العسكري التركي في ليبيا.

وقالت فون دير مول "تشارك فرنسا بنشاط في هذه العملية المهمة في ظل تزايد التدخل الأجنبي في الصراع الليبي، الذي نددنا به بأشد العبارات".

وتستمر تركيا في تأجيج الصراع بين الفرقاء الليبيين ضاربة المناشدات الدولية بالتوقف عن تغذية الاقتتال في ليبيا عرض الحائط، وأرسلت تركيا آلاف العناصر المتشددة من سوريا إلى طرابلس، في خطوة متناقضة مع المساعي الدولية الحثيثة لإرساء السلام بالأراضي الليبية.

والاثنين أبدى الاتحاد الأوروبي العاجز عن التحرك حيال الخلافات مع تركيا قلقه واستياءه حيال سلوك تركيا في شرق البحر المتوسط والانتهاكات لحقوق الإنسان في هذا البلد، غير أن تلويح أنقرة بورقة المهاجرين يمنعه من اتخاذ أي تدابير.

وقال وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، "علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في الوقت الحاضر وسيشكل ذلك أبرز نقطة على جدول الأعمال اليوم"، قبل أن يترأس اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي هو الأول الذي يعقد في بروكسل منذ أربعة أشهر.