دعوات سودانية للضغط دون صدام مع أثيوبيا بعد تجاوزات الحدود

اعتداء مليشيا إثيوبية على قرى ومزارع سودانية يعيد ملف ترسيم الحدود بين البلدين إلى الواجهة بعد ان كان نظام عمر البشير يغض الطرف عن تلك التجاوزات.

الخرطوم - أدانت "قوى الحرية والتغيير" بالسودان، السبت، ما وصفته بـ"الاعتداءات" الإثيوبية المتكررة على حدود البلاد الشرقية، داعية أديس أبابا إلى الابتعاد عن تعكير صفو العلاقات بين البلدين.
وقال بيان صادر عن "قوى الحرية والتغيير"، التي تتقاسم السلطة مع قيادة الجيش، أن "هذا العدوان الغادر جاء كامتداد لسلسلة من التعديات التي تزايدت وتيرتها مؤخرا امتدادا لسياسات العقدين الماضيين التي شهدت توغلا إثيوبيا على أراضي الفشقة الكبرى والصغرى، مستغلة تفريط النظام البائد (نظام عمر البشير) في السيادة الوطنية".
ودعا البيان القيادة الإثيوبية للابتعاد عن كل ما يعكر صفو العلاقات بين البلدين.
وتابع "ندعم مساعي السلطة الانتقالية في تفعيل قنوات الحل الدبلوماسي السياسي الذي يوقف التعديات ويحفظ سيادتنا الوطنية، ويجري ترسيما ملزما للحدود بوقف كافة أشكال التغول والعدوان ويؤسس لسلم مستدام بين البلدين".
وفي وقت سابق استدعت الخرطوم، القائم بأعمال سفارة أديس أبابا ميوكنن قوساي، احتجاجا على "اعتداء" مليشيا إثيوبية مؤخرا، على أراضي حدودية سودانية.
والجمعة، تعهد الجيش السوداني، بحسم "التفلتات" على الحدود مع إثيوبيا، على خلفية مقتل أحد ضباطه وإصابة 7 جنود، جراء هجمات شنتها مليشيا إثيوبية، مؤخرا، قال سابقا إنها "مسنودة" بجيش بلادها.
ولم يصدر تعليق من الجانب الإثيوبي حول اتهامات الجيش السوداني.
وعادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من عصابات مسلحة أبرزها عصابة "الشفتا"، بهدف الاستيلاء على الموارد.

وأعاد الجيش السوداني الانتشار في هذه المنطقة منذ فترة وزارها رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان بعد ان كانت الحكومة السابقة بقيادة عمر البشير تغض الطرف عن الأمر لكن السلطات الانتقالية الحالية في الخرطوم تحاول دحر تلك المجموعات وطردها.

ويعد هذا الاتهام السوداني العلني لأديس أبابا بالانخراط في اعتداء على الخرطوم والقوات السودانية، الأول من نوعه.

لكن رغم التصعيد الدلوماسي الذي انتهجته الخرطوم لا يرى مراقبون أنه يرتقي إلى أن يمهد لمواجهة مباشرة بقدر ما يشير إلى دفع نحو الحوار مع إثيوبيا.

وقال بيان للخارجية السودانية أن الهجوم وقع في وقت “كانت الاستعدادات تجري في الخرطوم لعقد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة رفيعة المستوى لقضايا الحدود”.

والأسبوع الماضي قال وزير الدولة بالخارجية السوداني عمر قمرالدين إن “عدد المزارعين الإثيوبيين الذين يزرعون داخل الأراضي السودانية هو 1786 مزارعا”.

وتحيي هذه المستجدات مطالبات بإعادة ترسيم الحدود بين البلدين لم يتم الحسم فيها لاسيما مع تكرر أعمال النهب من الجانب الإثيوبي.

وكشف قمرالدين في وقت سابق أن بلاده اتفقت مع أديس آبابا على ترسيم الحدود للحد من دخول المزارعين الإثيوبيين إلى أراضيها وذلك في أعقاب مباحثات أجراها وفد سوداني مع نظرائه الإثيوبيين.

وأضاف “اتفقنا مع الاثيوبيين على أن تبدأ اللجنة المشتركة في وضع العلامات المحددة للحدود في أكتوبر القادم على أن تنتهي من عملها في مارس 2021”.

ولا تبدو هذه الاشتباكات بمعزل عن ملف سد النهضة الذي تسعى أديس أبابا إلى تأجيل المفاوضات بشأنه حيث ستضعف هذه الحادثة أكثر آمال التوصل إلى تسوية بخصوصه مع مصر والسودان.