دعوات لتشكيل جبهة لبنانية موحدة في مواجهة منظومة 'الفساد'

جماعات من قوى الثورة والمجتمع المدني توجه نداء لباقي القوى الثورية والمدنية لتوحيد الصفوف والائتلاف في جبهة سياسية معارضة ووضع برنامج سياسي لتعديل موازين القوى سياسيا وشعبيا والتصدي لمنظومة الحكم التقليدية المتهمة بالفساد.
حظوظ ضعيفة لجماعات سياسية حديثة تحاول اختراق جدار الهيمنة الطائفية
نظام المحاصصة الطائفية يحول دون ولادة أحزاب قوية من خارج النظام السياسي
اللبنانيون على عتبة الفقر والجوع أكثر من أي وقت مضى

بيروت - أطلقت مجموعات معارضة في لبنان الثلاثاء مبادرة لتوحيد صفوف معارضي السلطة السياسية، المتهمة بالفساد، بهدف زيادة فرص إمكانية إحداث خرق في الانتخابات النيابية في ربيع العام المقبل.

وشاركت في إطلاق المبادرة 16 جهة من أحزاب ومجموعات نشطت خصوصا خلال الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد ضد الطبقة السياسية في العام 2019.

وتوجهت تلك المجموعات وبينها حزب الكتلة الوطنية ومجموعة "بيروت مدينتي" التي شاركت في الانتخابات البلدية في 2016، خلال مؤتمر صحافي بـ"نداء إلى مختلف قوى التغيير ومجموعات الثورة لتوحيد الصفوف والعمل سوية على تشكيل أوسع جبهة سياسية معارضة تعمل على إنتاج ميزان قوى سياسيا وشعبيا لمواجهة المنظومة".

وأضافت أن من شأن تلك الجبهة الموحدة أن "تضع برنامجا سياسيا يعبّر عن تطلعات اللبنانيات واللبنانيين"، كما وأن "تضع خطة مشتركة للتحضير لخوض الانتخابات النيابية بلوائح معارضة موحدة".

وتُعد الاحتجاجات الضخمة التي شهدها لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2019 واستمرت عدة أشهر أبرز تحرك ضد الطبقة السياسية التقليدية، المتهمة بالفساد والهدر والتي تتحكم بمصير لبنان منذ عقود وتسيطر بأحزابها المختلفة على مقاعد البرلمان.

وفشلت عدة مجموعات معارضة منها ما انبثق عن تلك الاحتجاجات، حتى الآن في توحيد صفوفها ضد الطبقة السياسية المتشبثة بالسلطة، خصوصا مع انشغال المواطنين بتأمين لقمة عيشهم على وقع انهيار اقتصادي متماد يشهده لبنان منذ صيف العام 2019.

وأوردت الأحزاب في بيان مبادرتها الثلاثاء أن "الوقت لم يعد يسمح بالمماطلة، الجوع يطرق أبواب الأكثرية الساحقة من شعبنا ومصير البلاد بات على المحك".

وفي كل انتخابات برلمانية، تخوض القوى التقليدية نفسها المعركة وتتكرر الوجوه ذاتها، على الرغم من أنها فشلت على مدى عقود في تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشكلات الاقتصادية والمعيشية المتراكمة.

وخلال الانتخابات النيابية الأخيرة في العام 2018، خاض تحالف من المجتمع المدني الانتخابات إلا أنه لم يحقق خرقا سوى بنائبة واحدة، استقالت قبل أشهر بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/اب الذي خلف أكثر من 200 قتيل وستة آلاف جريح، وأحدث دمارا هائلا.

وعلى وقع الانهيار وتدهور قيمة الليرة اللبنانية، ما زاد نقمة اللبنانيين على الطبقة السياسية حتى في صفوف مناصريها، يعول كثيرون على إمكانية إحداث تغيير في الانتخابات النيابية المقبلة.