دعوات لمظاهرات ليلية تنذر بإعادة السودان لمربع التصعيد

تحالف قوى الحرية والتغيير يعود مجددا للضغط على المجلس العسكري بالحشد لاحتجاجات ليلية في أرجاء البلاد بعد أن لاحت في الأفق بوادر ايجابية لحلّ الأزمة.

لا بوادر على التهدئة في السودان مع دعوات جديدة للتظاهر ليلا
قادة الاحتجاجات يواصلون الضغط لنقل السلطة سريعا لحكومة مدنية
معركة ليّ أذرع بين المجلس العسكري والمحتجين
المعارضة ترحب بالوساطة الاثيوبية دون التخلي عن التصعيد ميدانيا

الخرطوم - دعا تحالف قوى الحرية والتغيير المنظم للاحتجاجات في السودان أنصاره للمشاركة في تظاهرات ليلية جديدة في أرجاء البلاد تنديدا بـ"المجزرة" التي تعرض لها المحتجون خلال فض اعتصام الخرطوم مطلع يونيو/حزيران.

وتأتي هذه الدعوة في تصعيد جديد من شأنه أن يعقد جهود حل الأزمة بعد أن لاحت في الأفق بوادر تهدئة على اثر إعلان قوى الحرية والتغيير في الفترة الأخيرة إنهاء العصيان المدني على طريق استئناف المفاوضات حول المرحلة الانتقالية.

ويطالب قادة الاحتجاجات المجلس العسكري الانتقالي بنقل السلطة لحكومة مدنية وتعثر المفاوضات بين الطرفين بسبب خلافات على تركيبة هيئة الحكم الانتقالي حيث تمسكوا بتمثيل مدني أكبر من التمثيل العسكري في الهيئة.

وفرّق مسلحون يرتدون ملابس عسكرية اعتصاما لآلاف المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم في 3 يونيو/حزيران ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات.

وبدأ المحتجون اعتصامهم في 6 أبريل/نيسان للمطالبة برحيل نظام الرئيس الأسبق عمر البشير قبل أن يستمروا لأسابيع للضغط على المجلس العسكري الذي تشكل على اثر عزل البشير، لتسليم السلطة لحكومة مدنية.

وجاء تفريق الاعتصام بعد انهيار المفاوضات بين التحالف والمجلس العسكري حول الجهة التي ينبغي أن تترأس الحكومة الانتقالية.

وقتل منذ ذلك الحين 128 شخصا معظمهم يوم فض الاعتصام، حسب ما أعلنت لجنة الأطباء المقربة من المحتجين، إلا أن وزارة الصحة اعتبرت أن الحصيلة في ذلك اليوم بلغت 61 قتيلا فقط في أرجاء البلاد.

واتهم المحتجون وشهود عيان قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو بتنفيذ الحملة الأمنية الدامية ضد المتظاهرين.

لكن دقلو أكد في تصريحات سابقة وجود محاولات للوقيعة بين الجيش والمحتجين ، موضحا أنه تم اعتقال ضباط تورطوا في أحداث العنف خلال فض اعتصام الخرطوم.

والاثنين، دعا تحالف الحرية والتغيير أنصاره لتنظيم تظاهرات ليلية حسب "جدول زمني" نشره لهذا الأسبوع. وقال إن التظاهرات المقرر أن تبدأ الثلاثاء في أحياء العاصمة والأقاليم الأخرى تهدف إلى "المطالبة بالسلطة المدنية وإدانة مجازر 3 يونيو"، كما أشار لتنظيم تظاهرات ليلية يومي الأربعاء والخميس.

وجاء في البيان "ندعو جماهير شعبنا في الأحياء والفرقان والمدن وفي كل أصقاع الوطن الحبيب لطباعة الجدول وتوزيعه".

وخلال حملتهم لإطاحة البشير، نجح المحتجون في حشد المشاركين عبر دعوات من هذا النوع على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن منذ 3 يونيو/حزيران قطعت السلطات خدمة الانترنت في أرجاء البلاد ما جعل من الصعب على قادة الاحتجاج التواصل مع أنصارهم.

ومن المتوقع أن تستأنف المحادثات بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري بعد وساطة قام بها رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد، لكن دون تحديد موعد لها بعد.

وقال القيادي في حركة الاحتجاج محمد ناجي القاسم في مؤتمر صحافي الاثنين "نرحب بالوساطة الاثيوبية"، منددا في الوقت ذاته بما وصفها بأنها "فظائع ارتكبت من قبل القوات النظامية التابعة للمجلس العسكري".

وأضاف أن هناك "12 حالة اغتصاب موثقة"، متهما القوات بـ"القتل العمد وإلقاء جثث المتظاهرين في نهر النيل".

والخميس، نفى الفريق أول شمس الدين كباشي هذه الاتهامات التي وصفها بأنها "أكاذيب"، لكنه أعرب عن "أسفه" لحدوث "انحرافات" أثناء فض الاعتصام في 3 يونيو/حزيران.