دعوات متزايدة تطالب بمحاكمة رئيسي لضلوعه في إعدامات جماعية

أنصار المعارضة الإيرانية في المنفى يحتشدون لدعوة المجتمع الدولي للتحقيق مع الرئيس الإيراني المنتخب والمتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وقمع عنيف لحقوق الإنسان.
بومبيو: خامنئي اختار رئيسي لإيذاء الإيرانيين وترويعهم
منظمات حقوقية: انتخاب رئيسي يعد ضربة لحقوق الإنسان
المعارضة الإيرانية تدعو الأمم المتحدة لعدم استقبال رئيسي في الدورة المقبلة للجمعية العامة

برلين - تعالت الأصوات الخارجية الداعية مؤخرا لضرورة محاكمة الرئيس الإيراني المنتخب حديثا إبراهيم رئيسي لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والضلوع في إعدامات جماعية لمعارضين في ثمانينات القرن الماضي.

وفي هذا الإطار احتشد أنصار المعارضة الإيرانية في المنفى في برلين وأماكن أخرى اليوم السبت للمطالبة بمحاكمة الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وقمع عنيف لحقوق الإنسان.

وتجمع متظاهرون يلوحون بالأعلام عند بوابة براندنبرج في برلين وأماكن أخرى في إطار فعالية بعنوان القمة العالمية لإيران الحرة تضمنت خطابات لوزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو ورئيس وزراء سلوفينيا جانيز جانزا.

وفي كلمتها، اتهمت مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية رئيسي بأنه المسؤول "التابع" عن مذبحة راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي في عام 1988.

لا شيء يفسر تعيين رئيسي لرئاسة السلطة التنفيذية سوى الخوف من الانتفاضة والاحتضار السياسي لولاية الفقيه

ودانت رجوي الانتخابات الرئاسية الايرانية "الزائفة" التي جرت في 3 يونيو/حزيران وحقق فيها المتشدد رئيسي فوزا ساحقا، متوقعة أن يطارد فوزه آية الله علي خامنئي.

واعتبرت أن "لا شيء يفسر تعيين رئيسي لرئاسة السلطة التنفيذية، سوى الخوف من الانتفاضة والاحتضار السياسي لولاية الفقيه"، مضيفة "لكنهم حفروا قبرهم بأنفسهم. إنهم مثل عقرب يلدغ نفسه عندما تحاصره ألسنة اللهب.. تاريخ انتهاء صلاحية هذه الديكتاتورية الدينية قد أزف".

وقالت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إن انتخاب رئيسي كان بمثابة ضربة لحقوق الإنسان ودعتا إلى التحقيق معه حول دوره فيما وصفته المنظمتان وواشنطن بإعدامات خارج نطاق القضاء لآلاف السجناء السياسيين.

لم تعترف إيران أبدا بعمليات الإعدام الجماعية ولم يتطرق رئيسي مطلقا إلى المزاعم حول دوره. وقال بعض رجال الدين إن المحاكمات كانت عادلة، وأشادوا "بالقضاء" على المعارضة المسلحة في السنوات الأولى للثورة الإسلامية عام 1979.

وفي خطاب عبر الإنترنت، قال بومبيو إن الانتخابات الرئاسية الإيرانية شهدت "في الحقيقة مقاطعة والنظام يعرف ذلك"، مضيفا "هذه مسرحية مكشوفة للعالم كله".

وندد بومبيو برئيسي وقال إن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي اختاره "لإيذاء وترويع (المواطنين) والاستمرار في السرقة والنهب" نيابة عن المؤسسة الدينية الحاكمة.

رئيسي أداة خامنئي لاستمرارية نظام القمع
رئيسي أداة خامنئي لاستمرارية نظام القمع

ويعرف رئيسي الذي أمسك في السنتين الأخيرتين بزمام القضاء الإيراني المثير للجدل، بـ"قاضي الموت" نظرا لصدور آلاف أحكام الإعدام بحق معارضين في عهده.

من جانبها وجهت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة للنظام خلال افتتاحها لمؤتمرها السنوي، انتقادات حادة لرئيسي بوصفه "تابعا" أظهر انتخابه ضعف النظام.

يتهم المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومنظمات حقوقية رئيسي الذي يتسلم منصبه بداية آب/أغسطس بلعب دور أساسي في إعدام آلاف سجناء المعارضة ومعظمهم من المنتمين لمجاهدي خلق.

وهو متهم ايضا بأنه كان جزءا من "لجنة الموت" المؤلفة من أربعة أعضاء والتي أرسلت المحكوم عليهم بالاعدام الى الموت بدون مراعاة أدنى الإجراءات القانونية.

وتقول غالبية المنظمات الحقوقية إضافة الى مؤرخين أن ما بين أربعة الى خمسة آلاف شخص قضوا في هذه الاعدامات، لكن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يقدر الرقم بنحو 30 ألفا.

والعام الماضي أبلغ سبعة مقررين خاصين تابعين للأمم المتحدة الحكومة الإيرانية بأن "الوضع قد يرقى الى أن يكون جريمة ضد الإنسانية"، ودعوا الى فتح تحقيق دولي بالقضية في حال لم تظهر طهران محاسبة كاملة للمرتكبين.

ووصفت رجوي خامنئي ورئيسي والرئيس الجديد للسلطة القضائية الشيخ غلام حسين محسني إيجئي بأنهم "قطيع من آكلي لحوم البشر" يجب أن يوجه اليهم الاتهام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وطالبت بعدم استقبال رئسي في الدورة المقبلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة بسبب أحداث عام 1988.

وقال بومبيو في كلمة عبر الفيديو إن رئيسي سيلعب دور "وريث" خامنئي"، مكررا المطالبة بمحاسبته على "مجازر" عام 1988 ومضيفا أن "النظام في أضعف نقطة له منذ عقود".

وتابع "سيبقون على العرض مستمرا ما أمكنهم. أنا واثق بأن الشعب الإيراني لن يسمح له بالاستمرار. الجمهور يريد أن يصل هذا العرض الى نهايته".

وحذر بومبيو أوروبا من التفاوض مع رئيسي قائلا "أي تعامل مع رئيسي سيكون بمثابة التعامل مع قاتل جماعي".

ودعمت منظمة مجاهدي خلق آية الله روح الله الخميني في ثورته التي أطاحت بالشاه عام 1979، لكنها سرعان ما اصطدمت مع السلطات الإسلامية الجديدة وانطلقت في حملة للإطاحة بالنظام الاسلامي.

ودعمت المنظمة العراق ابان عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

وعام 2016 تم نقل مقاتليها المتمركزين في العراق الى أماكن أخرى وخصوصا البانيا بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة.