دعوة أمير قطر لتطوير العلاقات مع روسيا :هل هي رسالة لواشنطن
الدوحة – تشدد القيادة القطرية على أهمية العلاقات مع روسيا معتبرة إياها قوية وتاريخية فيما يبدو انه رسالة قوية إلى واشنطن التي تبحث عن خلق محور دولي يواجه النفوذين الصيني والروسي.
وقال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، إن علاقات بلاه مع روسيا قوية وتاريخية في تصريحات تأتي بالتزامن مع الخلافات بين واشنطن والرياض على خلفية قرار اوبك+ خفض إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميا.
وأضاف أمير قطر خلال لقاء عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أستانة على هامش مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا ونقلته قناة الجزيرة القطرية أن "روسيا قدمت دعما كبيرا لقطر بخصوص اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022".
وأردف أن "التنسيق سيستمر مع روسيا بشأن تنظيم بطولة كأس العالم ونشكرها على ذلك".
ومن جانبه قال الرئيس الروسي، إن "العلاقات بين قطر وروسيا تتطور بنجاح".
وأضاف، وفق ذات المصدر: "نتمنى لقطر النجاح في تنظيم بطولة كأس العالم 2022 ومستعدون لتقديم الدعم لها".
وتستضيف قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022) بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول المقبلين بمشاركة 32 منتخبا.
وتابع بوتين "لا يزال حجم تجارتنا صغيرا، لكنه يميل إلى الزيادة. بفضل مشاركتكم، يتم تنفيذ النشاط الاستثماري أيضا بشكل مباشر، ويجب أن أقول إنه متنوع للغاية، ويتم الاستثمار في مجموعة من المجالات".
وزاد "سأكون سعيدا جدا برؤيتك مرة أخرى، كما هو متفق عليه، سنكون سعداء برؤيتك في روسيا".
وتتجاوز تصريحات كل من الرئيس الروسي وأمير قطر مجرد ملف كاس العالم او الملفات الاقتصادية الى ما هو أعمق فموسكو تبحث عن تمتين علاقاتها مع دول الخليج بما فيها قطر في ساحة تعتبر تاريخيا منطقة نفوذ أميركية وغربية.
وبدأت موسكو في التقاط بعض الرسائل خاصة الخلافات الأخيرة بين الرياض وواشنطن بشان تخفيض إنتاج النفط لتوسيع النفوذ مع دول الخليج وبالتالي مواجهة الضغوط الأميركية وكسر محاولاتها لتشكيل محور دولي ضدها.
وكان نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تضم دولة قطر،عبر عن تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية ورفض التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأميركيين.
ويظهر جيدا ان قطر تسعى للحفاظ على العلاقات مع موسكو بعد تقارير سابقة تحدثت عن تدهور في هذه العلاقات نظرا لجهود الدوحة في إمداد اوروبا بالغاز وتخفيف الضغوط الروسية بقطع الغاز على خلفية الحرب الاوكرانية التي اندلعت في 24 شباط/فبراير الماضي.
في المقابل تحسن قطر اللعب مع الكبار وتصر دائما على الحفاظ على علاقاتها المتوازنة مع القوى الدولية لكن هذا المسعى سيواجه بالعديد من التحديات فواشنطن لن تقبل ابدا كسر جهودها لفرض عزلة على القيادة الروسية وخاصة الرئيس بوتين.
وكانت قطر قد أعلنت في العديد من المرات انها تسعى للعب دور في حل الازمة بين روسيا وأوكرانيا ومن ورائها القوى الغربية واجرى الشيخ تميم بداية الأسبوع الحالي اتصالا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وناقش معه الأزمة مع روسيا وسبل إنهائها بالطرق السلمية.
وعززت كل من قطر في السنوات الاخيرة من تعاونهما الاقتصادي حيث عقدا 65 اتفاقية اقتصادية خلال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي في يونيو/حزيران 2021 شملت دارة الاستثمار والخدمات الاستشارية في مجالات أسواق الدَّين والأسهم والعقارات.
وتسعى روسيا الى جذب رؤوس الاموال القطرية ما سيسهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية الغربية لكن هذه الخطوات ستواجه بمواقف غربية حاسمة على الارجح.