دفعة جديدة من اللاجئين يغادرون لبنان إلى سوريا

الأمن اللبناني ينظم عودة 450 نازح سوري إلى بلادهم في دفعة ستكون جزء من سلسلة دفعات من النازحين الراغبين في العودة.

بيروت - بدأ الأمن العام اللبناني الجمعة تنظيم عودة حوالي 450 نازح سوري إلى بلادهم عبر معبر جرد عرسال، في ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني لضمان أمن العملية.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الأجهزة الأمنية في الجيش والأمن العام حددت منطقة وادي حميد على أطراف بلدة عرسال الشرقية نقطة تجمع، اعتبارا من الساعة السادسة من صباح السبت، لـ448 من الراغبين في العودة إلى سوريا، ويغادرون الأراضي اللبنانية إلى القلمون الغربي من قرى قارا والجراجير وفليطا وراس المعرة، بمواكبة أمنية من الجيش اللبناني والأمن العام.

وذكر مصدر امني لبناني أكد أن هذه دفعة ستكون جزء من سلسلة دفعات من النازحين الراغبين في العودة والذين ستزداد أعدادهم تباعا خصوصا مع اتساع رقعة المناطق الآمنة داخل سوريا على حد تعبيره.

وتعد هذه الدفعة الثانية التي تغادر عرسال خلال أقل من 10 أيام بعد مغادرة 293 نازحا إلى القرى عينها عن طريق السلسلة الشرقية باتجاه الجرود ومعبر الزمراني على الحدود اللبنانية السورية، وهي المنطقة التي كانت مركز نفوذ تنظيم الدولة سابقاً قبل طرد التنظيم من قبل الجيش اللبناني في عملية "فجر الجرود".

ويستحدث الأمن العام اللبناني مركزا جديدا في وادي حميد للتحقق من أسماء المغادرين وفق لوائح يوافق عليها النظام السوري، فيما يتولى الجيش أمن العائدين حتى آخر الحدود اللبنانية على السلسلة الشرقية ليتولى المهمة بعدها الأمن السوري.

وبعدما استعاد الجيش السوري وحلفاؤه المزيد من الأراضي في سوريا، كثف المسؤولون دعواتهم لعودة بعض من اللاجئين المسجلين في لبنان، وعددهم أكثر من مليون شخص، إلى المناطق التي انتهى فيها العنف.

ويضغط وزير الخارجية جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الحليف السياسي لحزب الله من أجل عودة المزيد من اللاجئين واتهم المفوضية في يونيو حزيران بمنع السوريين من العودة.

وتنفي المفوضية هذا الأمر، قائلة إنها تدعم العودة الآمنة وتحترم القرارات الفردية بالعودة في حين عبر مانحون دوليون رئيسيون للبنان عن استيائهم مما وصفوه "بالاتهامات الباطلة" الموجهة للمفوضية.

وغادر 500 لاجئ سوري في أبريل/نيسان الماضي بلدة شبعا في جنوب لبنان إلى بلادهم في خطوة جاءت بالتنسيق بين النظام والأمن العام اللبناني.

عودة اللاجئين السوريين
لبنان تدفع بكل ما أوتيت لعودة اللاجئين السوريين

ووفق مفوضية اللاجئين الأممية، بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 997 ألف لاجئ، حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إضافة إلى لاجئين سوريين غير مسجلين لدى المفوضية.

ويدور الصراع السوري منذ أكثر من سبع سنوات دون حل سياسي يلوح في الأفق وأودى بحياة ما يقدر بنصف مليون شخص.

وتستضيف تركيا ولبنان والأردن معظم اللاجئين السوريين بينما فر مئات الآلاف إلى أوروبا ومناطق أخرى. وتريد الدول الأوروبية إبقاء اللاجئين في دول حول سوريا إلى أن يتاح لهم العودة بسلام إلى بلدهم.

وانتقل كثير من اللاجئين إلى مناطق فقيرة بالفعل في دول مثل لبنان حيث تراجع النمو الاقتصادي إلى ما بين واحد واثنين بالمئة سنويا مقارنة مع ما يتراوح بين ثمانية وعشرة بالمئة قبل الحرب، وهو ما يضغط على الخدمات العامة ويزيد التسابق على الوظائف.